الجزء الثاني (33) المصيدة

3.1K 352 343
                                    

عملوا فوت دلوقتي عشان بتنسوه يا حبايبي ♡

رددوا معي فضلًا...
" سبحان الله وبحمده... سبحان الله العظيم "

___________________________

اجتاحها شعور غريب منذ فترة، وتغيرات لم تطرأ عليها من قبل، إرهاق عام يضرب جسدها أغلب الوقت.. تعتصرها الشكوك ويقتلها تصور الاحتمال، وكلما حاولت نفض الأمر عن رأسها تزداد من حولها الأمور التي تؤكده، وأخرهما شعور بالغثيان كلما داعب أنفها رائحة الطعام..

كل ذلك كانت لا تقيم له وزنًا لكن تأخر عادتها الشهرية عن موعدها الطبيعي وعلى الرغم من انتظامها جعل قلبها يهوى أسفل قدميها، وباتت لا تتحمل المزيد الشكوك، ففي النهاية قررت قطع الشك باليقين، أحضرت اختبار الحمل الشهير وتتبعت طريقة استخدامه، وعندما انتهت انتظرت النتيجة التي ستظهر في غضون ثلاثين ثانية، قلبها منقبض ويرتعش كفّاها، ثواني أخرى ثم بدأ يتضح الخط المميز للحمل كان باهتا في البداية لكن لونه كان يزداد بمرور الوقت وكأنه يستمد صبغته من لون وجهها الذي هربت من الدماء ليبهت بدوره..
اجتاحتها نوبة عاتية من الرعب جعلتها تتصنم عاجزة حتى عن التفكير في طريقة للتخلص من جسم الجريمة، ماذا ستفعل بهذا الاختبار اللعين تريد دفنه في أقصى بقاع الأرض بعيدًا عن هذا البيت..

سيطر الخوف عليها للحظات، ثم حاولت تهدئة نفسها قدر الإمكان، ستتخلص من هذا الاختبار في أي سلة قمامة ستقابلها في طريقها، فقط وينتهي الأمر، وتذهب لزوجها كي تخبره ليحاول تعجيل سفرهم بكل ما أوتي من قوة، وليصرف نظر عن أفكاره الحمقاء الغبية بشأن مواجهة أخيها، فهشام حتى إن كان يحتضر في غرفة الانعاش لن يتوان عن قتلهم حتى لو بيد رجاله..

********************

صرخ صرخة قوية عاتية شقت السكون من حوله، صرخة خسارة وتألم وفقد، صرخة خوف وإعلان بداية عذاب جديد لا سبيل للراحة أو التخلص منه..
صرخة صرخت لها أحباله الصوتية احتجاجا وألما وانذار له بقرب تدميرها وخسارتها قريبا..
انتهت صرخته وليس بأرادته بل لقد انتهت طاقته وقدرته على تحمل المزيد، سقطت دموعه المتحسرة في لوعة، وتردد النحيب في صدره في انهزام، ينغلق في وجهه كل أبواب الرحمة واحدا تلو الآخر و أصبح لا سبيل أو مفر من أوجاعه بعد هذه اللحظة..

اشتدت وطئة ألآم رأسه بصورة غير محتملة، حتى شعر برغبة قوية في الموت في هذه اللحظة فقط للتخلص من هذا الألم، يزداد الألم ليرحمه قليلا من أفكاره لكنها رحمة أكثر قسوة مما يعاني منه، ود تكسير رأسه ليؤلم ذلك الألم..
أخرج شريط يحتوي على أقراص الترامادول، أخذ قرصا تبعه بالقليل من الماء، ثم حاول الاسترخاء وعلى الرغم من عدم تأثر رأسه بالدواء الذي وصل معدته للتو، لكن ثقته في تغلب الدواء على ألمه جعلته يشعر ببعض التفاؤل الذي استرخى على أثره..

جنّة إبليس Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt