الجزء الثاني (1) مفاجأة غير سارة

4.1K 320 139
                                    

« نار الانتقام تحرق صاحبها أولاً »

__________

- : ٢٠١٨

وقف أمام المرآة يضع لمساته الأخيرة ، وينثر عطره المميز والمُرصعة زجاجته بفصوص الألماس ، والذي كان يُصنع له خصيصا دون غيره ، فكان يصنع منه نسخة واحدة فقط عندما يطلبها، ويكتب عليها بماء الذهب الخالص حرف الأتش ، ولا يوجد شخص آخر في العالم يمتلك هذه التركيبة الفريدة ، كما التقط ساعته التي يكفي ثمنها حل الأزمات الاقتصادية في الدول النامية بارتياح ، وارتداها في تمهل ، ثم نظر لنفسه نظرة أخيرة وعلى شفتيه شبح ابتسامة، لتعلن رضاه عن مظهره النهائي .

نزل من قصره في زهو طاووس لديه من الغرور هو فقط أكثر مما يوجد عند كل بني جنسه جميعهم ، ثم استقل واحدة من سياراته الفارهة ، و التي كانت واسعة من الداخل وبها بار خاص ، والذي يقبع فوقه أغلب الوقت أغلى وأفضل أنواع الخمور و أقربهم إلى قلبه ، ولكن تكون كذلك فقط حين يقرر أخذ السيارة في موعد ليلي ، أما الآن وهو يذهب بها إلى مكتبه ومكان عمله في وضح النهار ، فكان بارها فارغا وخاويا على عروشه ، واكتفى فقط بشاشة عرض متوسطة الحجم كانت تعرض فيديو كليب قديم لهيفاء وهبي ، استرعت انتباهه رقصاتها الخليعة الماجنة لبعض الوقت ، فكانت بالنسبة له المعنى الحرفي لكلمة امرأة ، ثم تشتت أفكاره حين تذكر زين ولده وما فعله معه منذ وفاة جميلة ، ونشره لفكرة قتله لها بل وتعزيز هذه الفكرة بكل ما أوتي من قوة ، فصار الأمر مُسَلَم به بالنسبة للجميع، فالشيء الوحيد الذي لم يتغير مع هشام، هو إمكانية تصديق أي شيء خبيث عنه مهما كان خطأ أو كذب ، ولا يستطيع تغير هذه الفكرة مهما فعل ، فبالنسبة للجميع هو قتل زوجته ليرثها ومثلما يفعل مع موكليه من القتلة والمجرمين ويخرجهم من هذه القضايا بأكثر الطرق قذارة ، يستطيع أن يفعل لنفسه ما هو أقوى من ذلك وأن يقترف ما يريد من الجرائم دون أن يحاسب .

لذا انتبه لخطورة ابنه وأنه يستطيع ايذائه بالفعل ، فهو يمتلك نفس طريقة تفكيرة الانتقامية والمؤذية ، ولكن بالإضافة إلى ذلك يمتلك غباء وتهور أمه لذلك أصبح هذا المزيج يمثل له خطرا محققا ، فقرر تغيير طريقة التعامل معه تماما ، فلابد من التقرب منه حتى يأمن انقلاباته الحمقاء ، حاول التقرب منه بالفعل بكل الطرق ، ولكنه لم يكن سهلا فقد كان يغرق في دوامة حزنه على أمه ولا يستطيع تقبل الأمر بعد كل ما سببه له من أسى قبل موتها ،فلم يجد أمامه حلا سوى إعادته إلى مرة أخرى إلى فرقته ، وأن يتنازل حتى يحقق له ما يريد أو بمعنى أدق ما يشغله عنه وعن التفكير في أذيته ، لذا طلب مقابلة مدربته اليوم حتى ينهي هذا الأمر معها ، ومن المفترض أنها تنتظره في مكتبه اليوم ، أكمل طريقه حتى وصل الي المكتب في موعده المعتاد

دخل مكتبه في خطوات واثقة لا ينظر إلى أي أحد حتى استقل مصعده الخاص والذي لا ينفتح في هذا الطابق سوى ببصمته هو فقط ، لينقله إلى الطابق الرابع في توئدة .

جنّة إبليس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن