الجزء الثاني (36) الثمن

3.6K 328 248
                                    


صلوا على من انشق له القمر وبكى لفراقه الشجر وسبح في يده الحجر سيدي وسيد البشر محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ❤️

***************

حينما يصبح جيشك الوحيد بالحياة امرأة قوية مُحبة، أعلم إنك على مشارف تحقيق أعظم انتصاراتك بالحياة ♡

___________________________

ظل هادي بمكانه ولم يسعه سوى انتظار قدوم الضابط وهو في أشدّ لحظات اضطرابه وقلقه على زوجته وعلى نفسه وعلى ابن هشام الذي من الواضح إنه من ستقوم عليه المساومة القادمة، زاغت عيناه محدقة في الفراغ وقدميه لا تتوقف عن الاهتزاز، كان كل ذلك تحت مراقبة دانيا التي ظلت بمكانها معه، تحاول بكل قوتها التواصل مع زوجها حتى تطمئنة، بينما ينتبه لها في كل مرة تتصل به ويتابعها حتى تخفض الهاتف دون رد، هو أيضا ينتظر مثلها التطورات ويدعو الله بكل طاقته أن تمر الأزمة على خير، فهي أحلك أزماته الحالية..

استسلمت لعدم رد هشام عليها وبعد لحظات حدجته بنظرة قاتمة جعلته يشيح بنظره عنها بعيدًا، حتى ارتفع صوتها محدثة إياه بنبرة مستنكرة:
ـ ياريت تكون مبسوط بانتقامك يا هادي، وياريت برده تكون مستمتع بكل الخراب اللي حواليك دا.

رمقها بنظرة حادة لكنه لم يرد، فتابعت بحزن:
ـ للأسف ميرام هي بس اللي بتدفع التمن، ربنا يستر عليها هي واللي في بطنها بعد كل دا.

كان وقع كلماتها عليه كانغماس نصل بارد في قلبه، غمغم بصدمة وهو لا ينظر إليها بل كان في عالم آخر..
ـ في بطنها!!! ميرام حامل؟!

تجعد جبينها في تفاجئ، حتى قالت باستياء:
- أنت كمان مكتتش تعرف!

***************** *****

ـ خلاص هاتي حاجتك ويلا عشان نطلع..

هكذا قرر زين حين علم بوصول والده خرجوا معًا من المكان متجهين إلى دراجته البخارية التي كانت تستقر بجانب الرصيف، طالع زين الطريق وبالفعل وجد والده يتقدم نحوهما بسيارته، فتابع وصوله وقبل أن يعي أي شيء مرت سيارة سوداء معتمة بجانبهما فنزل منها شخص ضخم وسرعان ما أمسك بزين وادخله في السيارة بعنف وسط تفاجئ لارا وصرخاتها..

وكأنه انتظر كل ذلك الوقت فقط حتى يُخطف أمام عيني والده الملتاعة..
لم يترك نفسه للصدمة ولو لثانية واحدة، ففي سرعة البرق نزل من سيارته راكضًا خلف السيارة التي تستعد للانطلاق بعد أن غاص جسد زين بداخلها، سدّ أذنيه عن صرخات لارا حتى لا تربكه، وأغلق عينيه إلا عن السيارة فقط، هدفه الأثمن..
تشبث ببابها قبل أن يُغلق وبكل قوته أمسك بجسد ابنه حين طالته يديه، من حسن الحظ لم يكن هنك سوى فرد واحد في خلفية السيارة هو فقط من يقبض على زين من الجهة الأخرى وقبل أن يستعمل الشخص الآخر الذي يجلس في المقعد الأمامي سلاحه ليطلقه على هشام جاء من الخلف طلقات عدة اربكت الجميع احدهم اصابت زجاج السيارة الخلفي لتحدث فوضى اربكتهم جميعهم، وباقي الطلقات كانت تستهدف اطارات السيارة، كل ذلك والسيارة تسير دون توقف ويتدلى منها نصف جسد هشام حيث النصف الآخر بداخلها يتشبث بجسد ابنه..

جنّة إبليس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن