تحرر

3.5K 351 80
                                    

" جميلة "

( ١٥ / ١٠ / ٢٠١٧ ) كان اليوم الذي انتهى عنده كل شيء ...
_________________

وصلت للعقار الذي طالما ترددت عليه لمقابلة صديقة عمري ، احاسيس متداخلة ،وشعور جديد لم أشعر به من قبل ، فلقد دُمر آخر ما تبقى لي من الثقة بالبشر ، وأشعر بغصة تفطر قلبي ،و أيقن بأن اليوم هو آخر عهدي مع زوجي دون سبيل للرجوع مرة أخرى ، بعد كل ما علمته عنه وما جعلني أقف مشدوهة أمام الرجل الذي عشت معه زهرة سنوات عمري وصدمتي في فجره و جرمه ، فما اقترفه في حقي وحق عائلتي بأكملها هو أبشع بكثير من كونه مجرد زوج خائن حقير متعدد العلاقات اتغافل كل مرة عن نزواته في سبيل استمرار الحياة من أجل ابني ومن أجل ارتباطي المرضي به .

أذهب اليوم في مواجهة أخيرة ...
دخلت العقار بأرجل متخاذلة تجر خلفها ذيول الخيبة والاحباط صعدت إلى الأعلى حتى وصلت لشقتها ، وكنت كلما أقترب أشعر أكثر بالاختناق وافكر في التراجع ، فبالفعل هو لم يعد لي أي شيء الآن، ولن يتبق له مني منذ اليوم سوى الانتقام فقط ، وأي لقاء يحدث بيننا الآن لن يزيدني إلا وجعا ، ولكني أكملت وكأني أريد أن أؤكد على جرحي حتى لا أتراجع مهما حدث، وقفت أمام الباب ، و استرقيت السمع حتى يصل لي أي شئ من الداخل ، ولكن كان الصمت وحده ما يغلف المشهد ، وقبل أن أضع يدي على الجرس الكهربائي وجدت الباب ينفتح بغتة في عنف ، ووجدته أمامي في طريقه للخروج ، ولكنه ثبت في مكانه و كسا وجهه إمارات الصدمة ، ثم عاد ببصره للداخل ، فارتسمت على شفتيّ ابتسامة جانبية ساخرة وتقدمت إلى الداخل في ثبات أول من تعجب منه هو أنا.

دخلت في خطوات بطيئة حتى أصبح الإثنان أمامي في نفس الكادر ، وكانت كاميليا تقف في تحدي ولم يختلج في ملامحها شئ ، وكأنها لا تعبأ مطلقاً بكشف أمرهما ، بل شعرت كأنها سعيدة بذلك ، كانت ترتدي ملابس لا أستطيع ارتداؤها في بيتي سوى في غرفة نومي ، لذا فلا يوجد مجال لأي مبررات أو كذبات سيلقيها أحد منهما ، ولاحظت أيضاً بعض السحجات على وجهها و عنقها والتي كنت أعرفها جيداً.

قلبت نظري بينهما ، ثم قلت بتهكم :
- انتوا كنتو بتلعبوا ماتش ولا إيه ؟!

لم تجب هي ، أما هو فقد زفر في ضيق وقال بنبرة جاهد كثيرا أن تخرج منه هادئة :
- جميلة لو سمحتِ خلينا ننزل وأنا هفهمك كل حاجة ..

فرفعت يدي أمام وجهه حتى يتوقف ، وأنا أقول:
- ششش ، أنا مش جاية هنا عشان أسمعك .. صدقني مبقاش فيه بينا حاجة تخليني حتى اعاتبك ، تخيل ؟!

فنظر لي نظرة جامدة ، فتركته وتوجهت إلى كاميليا ،والتي كانت تنظر لي بأعين حاقدة متحدية لم أرها من قبل ، وكأن ملامحها بالكامل قد تبدلت بالنسبة لي ، فقلت بمرارة :

جنّة إبليس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن