رحلة صعود

4.2K 364 105
                                    

ياريت متنسوش الفوت وعايزاكو تتفاعلو على البارت واعرف رأيكم فى الكومنتات أنا عارفة ان القراءات بدأت تزيد شوية عايزة احس بالفرق دا فى الكومنتات ♥️♥️♥️♥️

" كاميليا "


عشت أجمل أيام حياتى منذ ان وُلدت ، هشام ملكي وكل يوم يثبت حبه لي أكثر وأكثر ، أراه فى العمل طوال النهار ،و أن لم يأت لزيارتى ليلاً فى المنزل كنا نسهر سوياً على الهاتف ، وكأن عمرى نقص عشر سنوات كاملة ، و أعيش مراهقتي التي سُلِبت مني منذ سنوات ، ولم يجعلني ابدا أشعر أنني أكبره في العمر بل كان لي كحبيب ناضج يحتوي معشوقته الصغيرة و يحاول إسعادها بكل الطرق ، وبأبسط الطرق أكون أسعد إنسانة على وجه الأرض .

أعلم أنني مخطئة ، وأن علاقتنا تطورت بشكل خاطئ، وكان لا ينبغي لمشاعرنا أن تنجرف لهذا المنحنى إطلاقاً ، فكان لابد أن تظل علاقتنا أكثر براءة وطهراً ، ولكني كنت مُغيبة تماماً  ، وعدني هشام أن نتزوج حين تتعدل أحواله ويصبح محامياً ذي مكانة ، ولم يكن هذا الأمر صعباً ، حيث كان يخطو إلى هذه المكانة بخطوات سريعة جداً وثابتة ، وتنبأ له رفعت الزهار أن يكون من أكبر المحاميين فيما بعد وكان يتبناه فى هذه المهنة ، ولا يبخل عليه بخبراته ، وأحبه بصدق وتمنى أن يكون ولده مثله ويمتلك شغفه فى حب العمل والإخلاص له .

أنا أيضاً كنت أُساعده حتى يصل ويعلو ونستطيع أن نتزوج بسهولة ،كنت أرسل له أوراق القضايا الهامة أول بأول وقبل الجميع حتى يأخذ وقته ويفك شفراتها ويصل إلى حلول مبتكرة قبل حتى أن تعرض القضايا على باقى المحاميين ، وكان ذلك يجعله مميزا طوال الوقت .

استمرت الحياة هكذا عدة أشهر ، حتى استيقظت يوماً على نبأ وفاة رفعت الزهار ، رجف قلبي حزنا على هذا الرجل ، توفى فجأة وبدون سابق إنذار ، ولا أعلم مصير المكتب من بعده ، فبالرغم من كون ابنه محاميا أيضاً لكنه لايعلم الكثير عن هذه المهنة ، تركت هذا الأمر لوقته ثم قمت لارتدى ملابسي واستعد للعزاء ،ذهبت إلى المسجد حتى انتهت الصلاة ، وذهبنا جميعا لتشييع جثمان الزهار لمثواه الأخير ، لم يترك هشام العائلة إطلاقا فى هذا الوقت أعلم  أنه بالتأكيد متأثر لهذا الحدث .

ثم عدت لمنزلي بعد إنتهاء العزاء ، وقد علمت أن هشام من كان مع أبنته طوال الليل حين علم بالخبر ، شعرت ببعض الضيق ولكنى لم أعط الأمر أكثر من ذلك فأنا أعلم كم كان مقربا من العائلة ويذهب إلى الزهار فى بيته ، ولا أرى فى الأمر أى شىء ، وقد تأكدت بعدها كم كنت مخطئة حين علمت ما حدث بالتفصيل .

ذهبت إلى عملي فى اليوم التالى بشكل طبيعى ، وبعد قليل وصل أمير الزهار وصديق له أعلمه جيدا كان خطيب ابنة الزهار وكنت قد حضرت خطوبتهما بنفسي منذ عدة سنوات ولكني علمت أيضاً بانتهاء هذه الخطبة منذ فترة ، لم أهتم كثيرا ، ودخل امير وصديقه إلى مكتبي وطلب مني أن أفتح مكتب أبيه و أعطيه جميع المفاتيح الخاصة بالمكتب ، لم أملك حق الرفض فالمكتب الآن ملكه هو وأخته ، كنت لا أعلم شيئا عن الوصية فى هذا الوقت ، فتحت له المكتب و أعطيته مفاتيح الادراج المغلقة وأيضاً مفاتيح الخزينة ، ثم تركته وخرجت إلى مكتبي مرة أخرى.

جنّة إبليس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن