الجزء الثاني (38) اللقاء الأخير

4.2K 416 237
                                    


صلّوا عليه وسلموا تسليما ❤

___________________________

ـ هشام، أنت قتلت رفعت الزهّار؟

لحظة فارقة ينتهي عندها كل شيء، لا سبيل للوصل ولا سبيل للعودة من بعدها، كل ذلك وأكثر دار برأسه في جزء من الثانية، الكذبات لن تجدي وأصبحت تفهم ألاعيبه وحيله، والاعتراف سيقضي على المتبقي بينهما إلى الأبد، شعر حينها بحقه الأصيل في الدفاع عن علاقته بالانسانة الوحيدة التي قررت السير في دربه وتغيير ذلك الدرب معه، لكن تبًا لها إن كان حبها مشروط، إن كانت مساندتها تنقضي لبعض الأسباب التي ستكون غير هامة بالنسبة له فقط..
ومن جديد يشعر بحقه في خداعها واستحقاقها ذلك الخداع، لأنها هي التي خدعته من البداية واظهرت له عدم احتمالية تخليها عنه، بل وأمعنت في تعزيز ذلك الشعور لديه، لذا....

جهم للحظات قبل أن تتبدل ملامحه لملامح غاضبة وأكثر شراسة وبكل قوته ضرب على أحد الوحدات الخشبية المخصصة لتنظيم الملابس فأحدث صوت رهيب، حتى صرخ بها في استنكار:
- سمعتيله.. خدتي واديتي معاه في الكلام ورمتيله ودنك وسمعتي للهرتلة اللي بيهرتل بيها بقاله عشرين سنة..
توقف للحظة ألتقط بها أنفاسه ثم عاود باستتكار أكبر:
- أنتي عارفة إنه جاي يخرب حياتي كلها ويدمر كل اللي باقيلي ومع ذلك ماشية وراه، فرقتي إيه عنه؟!

صرخ بآخر كلماته في غضب، أخذت تطالعه للحظات بأعين دامعة لكنه استطاع أن يلمح بهما تصديقه أو على الأقل الرغبة في ذلك، ورأي أيضًا تخبط أفكارها وحيرتها، وعدم تأكدها تماما مما تفوهت به من دقائق، لكن على الرغم من ذلك استكملت حزم امتعتها وتأهبت للمغادرة.
قبض على ذراعها قبل أن ترحل وهو يقول بنبرة تهديدية تناقض كل ملامح الانكسار البادية على وجهه وفي عينيه على وجه التحديد..

- لو مشيتي واتخليتي عني في اللحظة دي أنا عمري ما هسامحك.

بادلته ببعض النظرات المترددة والتي تحمل قدر يسير من التراجع والحيرة، لكنها في النهاية حسمت أمرها وحررت ذراعها من قبضته وتركته وغادرت..

تنفس بصعوبة بعد رحيلها، وحاول طمئنة نفسه قليلًا بما رآه في عينيها قبل أن تغادر، حاول التماس العذر لها في احتياجها بعض الوقت المحايد كي تستفيق من التخبطات التي حدثت الفترة الماضية..
لم ينتبه بما ألقاه فوق عاتقها بجملته الأخيرة والتي ستجعلها تعيش صراع مؤلم منذ هذه اللحظة..
فقد بات يتصرف تصرفات إيجابية وسلبية على حد سواء..
يقتنع بأحقيتها في فترة هادئة تشفى فيها من صدماتها الحديثة وفي نفس الوقت قرر أن يكدر صفو هذه الفترة عليها بشعورها بالذنب تجاهه..

لن يرى تصرفاته من ذلك المنظور أبدًا بل سيرى فقط إنه تركها تبعد لتستريح وتهدأ اعصابها، وبذلك أصبح يلمس تغيره بنفسه حتى لو كان تغيرًا طفيفًا لكنه بالفعل تغيير إيجابي، فمنذ متى وفكر هو بتلك الطريقة؟!
يشعر بها ويقدم لها العذر بداخله لكن تصرفه تجاهها يناقض شعوره، وكأنه يتصرف بطريقة آلية معتاد عليها فقط.

جنّة إبليس Where stories live. Discover now