الغاية تبرر الوسيلة

2.8K 379 37
                                    


انطلقت معه بسيارتى لتنفيذ آخر خطوة فى القضية ، قبل موعد الجلسة بيوم واحد ، وكل منا يشعر أنه يحمل من الثقة اطناناً ، لإنجاز هذه المهمة المضمونة على أكمل وجه ، حتى تصبح هذه القضية مهيأة تماماً لفوز ساحق محقق ، وخسارة فادحة وفضيحة لسامح شاهين وولده .

وصلنا الى العقار المقصود ، وفى يدى حقيبة صغيرة ، صعدنا إلى الأعلى ونحن نعلم أنه موجود الآن بمفرده فى شقته الخاصة وهو أمر اعتيادى فى هذا الوقت لشباب هذه الطبقة ، أن يمتلك شقة خاصة يفعل بها ما حلو له بعيداً عن رقابة الوالدين التى تكاد تكون معدومة ، وكان ذلك قبل إنتشار المقابلات الفندقية وشاليهات الساحل .

وصلنا حتى باب الشقة وضغطت على زر الجرس ، وبعد قليل فتح لنا الباب فى ملابسه الشبابية المستهترة ، وشعرت بتوجسه حين وقع نظره علينا ونحن نقف أمامه بثبات فى ملابسنا الرسمية كاملة من أول الحذاء الجلد حتى رابطة العنق الخانقة .

فسأل فى تردد:
- انتو مين وعايزين ايه ؟!

قال هشام بلهجة حادة :
- انت زياد الصفتى ؟!

أزداد توتر الشاب ثم قال بتوجس :
-ايوة أنا مين حضراتكم .

لانت ملامح هشام بدرجة كبيرة وهو يقول له بود :
- الحقيقة احنا جاين ندردش معاك شوية فى قضية تامر ورشا.

ولكن الانطباع الأول قد أخذه الولد وانتهى الأمر ، فهو مازال يحتفظ بتوجسه منا ، حتى سأل :
- هو حضرتك ظابط ؟!!

رددت عليه بطريقة عمليه :
- لأ احنا مش ظباط .. إحنا المحامين اللى ماسكين القضية لرشا ، ممكن ندخل مش هناخد من وقتك كتير .

تردد زياد كثيراً قبل ان يسمح لنا بالدخول ولكننا لم نمهله الفرصة للرفض وبدأنا فى التقدم للداخل بالفعل ، فأدخلنا فى استسلام ، ووجهنا إلى الصالون ، وأول شىء وقعت عينى عليه كان تلفاز ضخم ،يوجد تحته جهاز الفيديو ، الذى كان يملىء بيوت المصريين فى ذلك الوقت ، فاطمأن قلبى كثيراً ، وجلسنا فى ارتياح وثقة .
ثم سألنا زياد وفى صوته نبرات الضيق والحنق:

- ممكن اعرف انتو عايزين منى إيه بالظبط ؟!

رددت عليه بنبرة هادئة مستفزة :
- احنا طالبين شهادتك فى المحكمة فى الجلسة بتاعت بكرة .

رد فى استنكار وقد زاد غضبه :
- طب مانا شهدت خلاص وخلصنا ، هو أنا مواريش غير القضية دى ولا إيه ؟؟

رد هشام :
- بس الشهادة اللى فاتت دى متنفعش ، إحنا عايزينك تقول الحقيقة ..

- حقيقة ايه ؟!

قلت فى حدة :
- الحقيقة يا حبيبى ، أنك مضيت على عقد الجواز العرفى وكنت شاهد عليه ، قبل ميتسرق وتنكر اللى حصل يا نطع .

نهض زياد فى غضب وهو يصرخ :
- أنت اتهبلت يلا ولا إيه انت بتغلط فيا يا ابن الكلب .. اطلعوا برة .

جنّة إبليس Where stories live. Discover now