الجزء الثاني (26) التعلب

3.4K 363 352
                                    


مرت الأيام سعيدة هانئة على العروسين يحاول كل منما اقتناص الأوقات الجميلة رفقة الآخر دون أي تكدير، انعزل هادي تماما عن كل ما يحدث حوله، وعاش بعالم لا يرى فيه سوى زوجته وأشياء جميلة في الحياة كان لا يتخيل أنها موجودة، بعد عدة أيام قرر كسر الشرنقة ليشرأب عنقه قليلا ويتفقد ما ألت له الأمور بعد آخر ضرباته..
بحث عن هاتفه الذي ألقاه من اليوم الأول ولم يجتمع معه منذ هذه اللحظة وحتى الآن حتى وجده، قام بتشغيله ببعض الحماس وهو يعلم بأن كل ما سيقدمه له الهاتف حاليا سيسعده، وبالفعل كانت جميع الأخبار تتهافت على وصم المحامي الشهير، ولأول مرة بتجرأ العامة بهذه الطريقة، الكثير من الفديوهات بملايين المشاهدات لفتايات يتحدثون عن تحرشات المحامي لهم وابتزازه الجنسي لعملائه والعاملين معه، تزداد الأخبار عن الملايين التي يتقاضاها نظير القضايا في حين الاقرارات التي تصل للضرائب أقل من هذه المبالغ المهولة.. وبطريقة مريبة لا تتحدث الأخبار إلا عنه..

أتسعت ابتسامة هادي وتضاعفت سعادته وحبوره، ترك الهاتف مكانه وذهب إلى غرفة نومه، ما زالت عروسه تغط في نوم عميق طبع قبلة خفيفة على وجنتها لم تشعر بها، ثم توجه إلى غرفة الملابس لدقائق انتقى حِلة مميزة وأنيقة التقطها وعاد للغرفة من جديد.. ثم بدأ يستعد للنزول..

لحظات أخرى شعر بميرام تتقلب في نومتها ثم فتحت عيونها باشراق، ابتسمت له فور وقوع عيناها عليه فبادلها بابتسامة صباحية عذبة وهو يقول بصوت رخيم:
- صباح الخير على عيون أحلى برنسيسة...

رفعت رأسها قليلا فوق الوسادة وتتائبت بغنج وهي ترد بصوت خافت:
- صباح الخير يا هادي..
لكن سرعان ما تحفزت حواسها واعتدلت أكثر حين لمحت البذلة وشعرت باستعداده للنزول. 

- هو أنت بتعمل إيه؟؟
سألت مستنكرة..
اضطرب للحظة ثم طالعها بنظرة متوسلة وهو يقول مترجيا:
-بصي والله العظيم مشوار صغير نص ساعة بس وهرجع على طول.. الدنيا مقلوبة وأنا بقالي كام يوم في دنيا تانية خالص، هروح اتطمن بس.

حدجته بغضب لم يهدأ من مبرره الواهي، فعقبت بنفس الحدة:
-أيوة بس إحنا ملحقناش ومينفعش تنزل دلوقتي الناس هتقول إيه؟

-طظ في الناس يا روحي المهم إحنا.. وبعدين أنا مش نازل شغل ولا حاجة، دا هو مشوار مش هيكمل ساعة.

علي صوتها باستياء:
-مش كانت نص؟!

-ماشي مشيها نص.
نفخت بحنق، فتابع وهو يقترب منها ويتحسس وجنتها بحنو:
-صدقيني أنا مبقتش قادر استغني عنك، وبقى نفسي أفضل في حضنك كدا طول الوقت.. بس معلش يا موري ظرف طارئ.

اشاحت بنظرها وتقوست شفتيها ببراءة، فطبع قبلة حانية على وجنتها وهو يتوسل بهمس:
- خلاص بقا متزعليش عشان خاطري..

جنّة إبليس Where stories live. Discover now