الأخير

3.9K 372 342
                                    


مستعدين؟! 🌚

___________________________

وبإذن من النيابة العامة تم القبض عليه...

ـ اتفرج على الفيديو دا وبعدين نبدأ التحقيق..
قالها محقق النيابة وهو يوجه إليه شاشة حاسوب لوحي وكأنها تعرض فيلمًا، رأى فيه نفسه وهو ينزل من سيارته ثم يصوب مسدسه إلى رأس حارسه الشخصي السابق وقاتل ابنه، ليفجّر مخه، ثم يتحرك يدفع بالسيارة لتسقط بقلب الجحيم.. تابع كل ذلك وفي داخله شعر بسعادة طفيفة..

ـ أنت اللي في الفيديو دا؟!
سأل الرجل بنبرة صارمة..

ليأتيه الرد سريعا وثابتًا دون اي تردد:
- أيوة أنا

ـ قتلت محمد حامد السواح ليه؟!

رد بنبرة ميتة خالية من أي مشاعر، وكانه جهاز آلي يتحدث:
- عشان ساعد في قتل ابني..

ـ دا السلاح اللي استخدمته؟
قالها وهو يمد يده إليه بسلاحه المفقود، فظهر على شفتيه شبح ابتسامة غير مفهومة، ثم قال بثبات:
- أيوة..

ـ استدرجته ازاي للمكان دا؟

فكّر للحظات وبدا يظهر عليه التيه والتشتت، لكنه رد في النهاية:
- دورت عليه لحد ما لقيته وقتلته..

ـ يعني أنت بتعترف إنك قتلت محمد السواح متعمد مع سبق الاصرار والترصد، وبسلاحك المرخص من نوع.......  عيار 9 مللي..

ـ أيوة..

ـ عندك حاحة تانية عايز تضيفها؟!

- لأ.

ـ أمرنا نحن (.......) بحبس المتهم هشام منصور عبد العزيز لحين الانتهاء من التحقيقات..

انتهى الكاتب من تسجيل آخر الكلمات، ثم وجّه الأوراق إليه، ليقول المحقق بنبرة حاسمة:
ـ اتفضل وقّع على اعترافاتك..

********************

- محكمة!
انتبه الجميع إلى القاضي الذي جلس بهدوء ليتلي الحكم النهائي، الجميع مترقب إلا هو لا يبالي مطلقًا فهو يعلم الحكم مسبقًا كعادته طوال حياته المهنة..
فقط انشغل بتمعن النظر في زوايا المحكمة والمحراب المقدس الذي عاش حياته يجلّيه ويحترمه على الرغم من سحق جميع قوانينه أسفل قدميه، أخذ ينظر لكل شيء وكانه يشبع بصره منه أو يودعه، فهو يعلم بأنها آخر مرة في حياته سيرى فيها ذلك السرح، ابتسم في مرارة حين أدرك أن الأمر يشبه مباراة الاعتزال، لكن اعتزال هسام منصور مميز مثله، اعتزال من خلف قضبان المحكمة..

نطق القاضي بصوت مجلجل تردد صداه بقوه حول الجميع:
- بعد ثبوت الأدلة واعتراف المتهم اعتراف تفصيلي وتمثيلي لجريمته وهي قتل المدعو محمد حامد السواح قتلا عمدا مع سبق الاصرار والترصد، وبعد ثبوت انه بكامل قواه العقلية، فقد قررنا الآتي:
حكمت المحكمة حضوريا في القضية رقم (....) جنايات القاهرة، على المتهم هشام منصور عبد العزيز بتحويل أوراقه إلى فضيلة مفتي الديار المصرية..
رفعت الجلسة.

جنّة إبليس Where stories live. Discover now