المرافعة

3K 434 98
                                    


بعتذر جدا على التأخير .. كان عندى دور برد شديد

ياريت تحطوا نجمة مقدماً علشان اللى جاى جمدان فعلا وعلى ضمانتى 😂♥️
***********

" كاميليا "

حين رحل هشام في آخر مرة أجتاحني شعور عارم بالفقد والخذلان ، ظللت لفترة عاجزة عن استيعاب فكرة رحيله بهذا الشكل، بعد كل ما قدمت وبعد كل ما تحملته من أجله ومن أجل علوه وتثبيت اقدامه وغرس جذوره هنا، كنت أعلم من البداية أنني لن أستطع العيش يوماً واحداً بدونه، ولكنى حاولت الضغط عليه حتى يعود، حتى يتراجع و يتركها ويرجع لي كاملًا..

أعتقدت أنه لا يحبها حقًا بل يستغل تعلقها به ويريد ان يستفاد منه كما أخبرني، اقنعت نفسي بسذاجة اقل من أن تكون لطفل بإنه لا يحب أحدًا غيرى ولن يتحمل فكرة الإبتعاد عني، أفرطت كثيرًا فى مشاعري تجاهه وأفرطت أيضاً في التعبير عنها، أعطته كل شيء ووضعت تحت قدميه مستقبلي وطموحي وأحلامي، حتى تخيل أنه مهما فعل سأرضخ له، تخيل أنه يمتلكنى فى كل الأحوال واني لا أملك في نفسي شيئًا.. لكني قدرت وتمردت وخالفت توقعات نفسي قبل ان أخالف توقعاته هو..
لم أندم على قراري مطلقًا بل هو أكثر القرارات التي أخذتها بشأن هشام وكانت صحيحة، ولكني لا إراديًا أشعر بوجع في قلبي نغزة قوية تفتت شعوري وتدمر صفاء حياتي الخاوية، فقدان للشغف في  الحياة والعمل ولكل شىء، وشعور قوي بالغربة يسيطر على كل ذرة فى كياني، لم أندم حقًا ولكني أمتلك كل حزن العالم.

توقفت عن الذهاب لعدة أيام بعد هذه الواقعة، هاتفني بعدها دكتور محمود بشأن العودة فدوري في المكتب لن يستطيع أحد ملئه أو تقديم عشر ما أقدمه، لكني اعتذرت بثقل وأخبرته أنني مريضة وسأحاول العودة فى أسرع وقت، كنت أعلم جيداً أهميتي في المكتب فى هذه الفترة الإنتقالية الصعبة وأعلم أيضًا أنني إذا رحلت فى هذا التوقيت تحديدا لن يجدوا من يملأ مكاني ويكون محلا للثقة ويستطيع ادارة كل شيء والاشراف على الجميع مثلي، وحينها لن يلحق الضرر هشام فقط، بل سيتضرر المكتب والعمل بأكمله .
كنت أريد الإبتعاد عنه وعن الأماكن التي تذكرني به والتي أتأكد أنني سأراه بها، ولكني لا أستطيع التخلي عن عملي فى هذا الوقت، فعلي أن أكون أقوى و أن أواجه دون خشية اي شيء، لقد انتهت قصة هشام ولكن حياتي وعملى ما زالوا مستمرين .

تركت لنفسي يومين حتى أهدأ أكثر وتهدأ ثورة النفس بداخلي، وأستطيع تقبل عدم وجوده في حياتي حتى وإن رأيته مرة أخرى، أعلم كما أعلم كف يدي لن يكون هذا الأمر سهلاً، ولكن ليس لي سوى المحاولة .
ذهبت إلى المكتب وأنا أحمل أطناناً من الاحباط والخنقة وما زلت اتجاهل كل هذه المشاعر السلبية بطريقة تمزقني في حد ذاتها، كل ذلك حتى أستطيع الاستمرار ، انهمكت في العمل الذي تراكم بفعل مدة غيابي وبدأت أن أنفض عن رأسي كل هذه الأفكار حتى أستطيع التفرغ لعملي، وبالفعل انشغلت فى الأوراق أمامي وتوزيع المهام المنتظرة على صغار الموظفين بالمكتب، وتنظيم كل شيء كالمعتاد .

جنّة إبليس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن