الجزء الثاني (24) رفض

3.5K 296 361
                                    


اعتذار واجب ❤️

آسفة جدا على التأخير، كان عندي شوية كعبلة اليومين اللي فاتوا....

يلا نبدأ.. صلوا على الحبيب 🤎

_________________________________

دخل هادي المكتب باندفاع ولم ينتظر أن تخطرها السكرتيرة حتى بوجوده، انتفضت ميرام عند دخوله بهذه الطريقة بعد أن كانت غارقة داخل موجة عاتية من القلق والاضطراب أحدثها المحامي الوغد داخل نفسها الهشة، اطمئنت قليلا حين وجدته هادي، فبالفعل كانت على كانت على وشك الاتصال به فورا بعد تهديدات صديقه الواضحة والتي فاقت الخيال من فرط التبجح، لكن سرعان ما تبدد هذا القدر اليسير من الاطمئنان وذهب أدراج الرياح حين رأت الغضب يكسو ملامحه، ما زالت لا تعلم سبب غضبه الأساسي ولكنها خمنت مقابلته لصديقه، فالفرق بين المشهدين لم يتعد بضع ثواني، لكنها تجاهلت تجهم ملامحه وقامت من مكانها تتجه إليه بأعين مستنجدة وهي تقول في توتر:
- شوفت اللي حصل من صاحبك؟!

جاءها الرد سريعا في عنف حين صاح بها:
- وهو إيه اللي جابه هنا؟ وإزاي تسمحي لنفسك تتعاملي معاه عادي وتقابليه في مكتبك كمان!!
هو دا اللي مش بتطقيه ولا بينزلك من زور؟!!

صمتت للحظات في محاولة للاستيعاب، فهو يأخذ الحديث إلى مُنحنى غريب جدا وغير مفهوم نتيجة أفكاره المريضة، و أتفه بكثير من حقيقة الأمر، استفاقت قاطبة حاجبيها وهي تتسائل باستنكار:
- هو دا اللي فارق معاك؟!

لم يمهلها فرصة الاستنكار أكثر من ذلك، بل قاطعها بحدة:
- بقولك إيه اللي جابه هنا؟!

ازدادت الدهشة في ملامحها، وزمت شفتيها بغضب ثم قالت بضيق:
- كان جاي يسأل على دانيا.. و..

قاطعها من جديد قائلا بنبرة تحمل اتهاما وشكًا:
- والله بجد!!!
جاي يسأل على دانيا؟ ولا لما عرف أن ست دانيا غارت في داهية قال يجي يشوف صاحبتها يمكن تعجب، ما هو اي حاجة تيجي من ريحة الحبايب وهشام منصور مش بيضيع وقت..

بهتت ملامح ميرام وانعقد لسانها، فعندما تتعرض إلى مثل هذه الصدمات تعجز عن البوح بما يثور في داخلها، ظلت صامتة وهي تحاول جمع الكلمات لتلقيها في وجهه حتى تنتصر لنفسها، لكنه لم يفهم صمتها وفسره تفسيرا يناسب خياله المريض، فتابع يقول بنبرة أكثر وقاحة:
- طبعا جاي يمثل ويبينلك اد إيه هو مجروح من غدر صاحبتك، وبما أنها صاحبتك فانتي عليكي جزء من اللي هو فيه، لازم طبعا تخففي عنه وتصلحي غلطها، ويضرب صاحبتك ويضربني برصاصة واحدة، وواحدة زيك طبيعي تنبهر بكاريزمته وشخصيته وجنانه مع النسوان مش كدا..

عجزت عن تحمل أكثر المزيد، فصرخت فيه بانهيار:
- اخرس يا هادي.
متتكلمش تاني.. أنا كان لازم أخد بالي من الأول أنك شخص مش طبيعي، ولو أنا كنت بعتبر نفسي عندي مشكلة فأنت عندك ألف.
لو كل الستات اللي قابلتهم في حياتك من نفس العينة اللي بتحكي عنها فأنا لأ.. ولو أنت مش قادر تستوعب دا فالمشكلة فيك أنت.. ويمكن كمان المشكلة كانت فيك من الأول مش في الطرف التاني.

جنّة إبليس Where stories live. Discover now