تلاعب

3.3K 381 69
                                    

" هادى "

بدأت العمل الحقيقي فى فترة غيابه ، كانت أكثر فترة يدفعنى فيها وقود الغلّ والسخط لطريق واحد فقط ، هو النجاح أريد أن أشعر أننى موجود بهذه الحياة التى سلبتنى كل شىء ، أريد إثبات وجودى ، ولن ابكى على اللبن المسكوب ، فلقد انتهت جميلة من حياتى للأبد ، الآن لا أشعر بأى إحساس من ناحيتها ولا حتى إحساس سلبى فأنا لا أكرها بعد تلاعبها بقلبى وحقارة أفعالها معى ، بل كنت أشعر بالشفقة عليها وفى نفس الوقت أشعر بالتشفى فيها ، جعلتنى هذه المشاعر أكثر هدوءاً ، لتأكدى أنها ستدفع الثمن طوال حياتها ، أما انا فسأجعلها تتحسر على ضياعى منها بعد ما سأصبح عليه ..

للأسف أعلم جيداً اننى لن أكون بدونه ، فهو يعلم الطريق جيداً ومن مصلحته أن أكون معه فى نفس الطريق ، فهو يعلم أيضاً أننى مهما تغيرت او تخليت عن أخلاقي ومبادئي سأستمر فى الموالاة له ، فتأثيره يسرى داخل جسدى وعقلى ، ويعلم دواخلى أكثر منى .

تغيب لمدة شهر يقضى شهر العسل المزعوم ، لم يطل هذه المدة بسبب حرمان عاطفى يريد تعويضه بالقرب من زوجته الحسناء لا سمح الله ، ولكن كان لديه حرمان فى أمور أخرى أكبر بكثير ، هى التى كان يريد تعويضها ، فكان يأخذ حقه فى الراحة والحياة الرغدة والسهلة ، وشعوره أنه السيد وكل من حوله يخدمه ، أعلم ان لديه نقاط نقص فى كل شىء يحاول مدارتها خلف قناع الثقة والثبات ، ولكنها ستظهر كثيراً الفترة القادمة عندما يشبع إلى حد التخمة .

فى هذا الوقت قررت أن أكون المحامى وليس التابع او المساعد ، وبجانب الدراسة والمطالعة ، أريد خبرات واقعية من أشخاص أستطيع الثقة بهم ، لذا قررت الذهاب إلى الدكتور محمود ربيع ، فهو بمثابة أب هنا وليس فقط مُعلم ، لم أضيع وقتى وتوجهت إلى مكتبه وأنا أحمل معى خبرتى المتواضعة ومعلوماتى الضحلة ، وأنا اثق تمام الثقة بأننى سأخرج من عنده محمل بأكثر من ذلك بكثير .

تقدمت حيث مكتب سكرتيرته وأخبرتها برغبتى فى مقابلته ، ولكن كالعادة ، فهى لا تستأذن منه فكان معها تصريح منه هو شخصياً بدخول اى محامى من المكتب له فى أى وقت ، فطرقت الباب حتى أذن ودخلت .

كان يجلس على مكتبه فى وقار وهو يخط بعض الكتابات مع تفكير عميق ، ولكنه قطع انشغاله مرحباً ، وجلست بالمقعد الجانبى أمام مكتبه ، ليقول هو فى مرحه المعهود :

- إيه يا هادى .. مختفى انت بقالك فترة شكلك مكتئب ...

بالطبع يعلم قصتى القديمة مع زوجة صديقى الحالية ، ولا يوجد أحد بالمكتب لا يعلم ، ففهمت تلميحه على الفور ولكن قلت له بعدم مبالاة :

- لا والله مش مكتئب ولا حاجة .. أنا بس مشغول أوى الفترة دى وعايز اعوض حاجات كتير أوى كانت فيتانى وعرفت قيمتها دلوقتى.

جنّة إبليس Where stories live. Discover now