الجزء الثاني (8) لمحة عن الذئب

3.5K 295 346
                                    


متنسوش الفوت ❤

_______________________

- كلنا هنموت..

ساد الصمت بينهما للحظات، حين لم يعقب أمير على كلمة هادي، بل شرد في كلمات هادي التي تحمل كثيرا من الواقعية والمنطقية ...
وفجأة قطع هذا الصمت طرقات قوية على باب الغرفة، انخلع لها قلبهما معا، نظر له هادي برعب وهو يهتف بهمس مختنق:
- دا هشام!!!

نظر أمير إلى الباب ثم نظر لهادي مرة أخرى وحاول إخفاء توتره حين جاهد ليقول بهدوء وبصوت منخفض:

- أهدا.. أنا واخد السويت اللي جمب دا كمان.. هدخله من الباب الفرعي وأنت أتعامل مع مروة.

وتوجه سريعا إلى الباب الآخر وفتحه بهدوء ثم دلف إلى الجناح الآخر وأوصده من خلفه بالمفتاح، لتتوالى الطرقات مرة أخرى، فخرجت مروة من غرفتها ووقفت خلف هادي الذي ذهب بخطوات متخاذلة نحو الباب ليفتحه، وبالفعل فتحه ببطىء ولكنه تنفس الصعداء حين لمح من يقف خلفه، ففتح الباب أكثر في ثقة، ليجد أمامه واحدا من طاقم الفندق، يقول بعملية:
- فيه حد ساب لحضرتك الظرف دا يا مستر هادي..

نظر له هادي بتشكك، ثم التقط منه الظرف بملامح ممتعضة، وأغلق الباب من جديد، وبعد لحظات خرج أمير بينما يفضّ هادي الظرف في عصبية ليجد بداخله ورقة كتب عليها بخط منمق بحبر أحمر غليظ:

" أتمنى ليك ليلة حمرا سعيدة "
هشام

هكذا قرأها هادي بصوت مسموع، وحين انتهى نظر إلى أمير بتساؤل، ليقول أمير بعد تفكير:

- بيلاعبك يا هادي.. بيتهيألي إحنا فهمناه دلوقتي وعرفنا طريقته، هو بيوصلك رسالة أنه حواليك في كل مكان، بس من غباؤه بقا ميعرفش أن أنا معاك هنا دلوقتي.

صمت هادي قليلا بتفكير، ليتابع أمير بثقة:
- دي حاجة تخليك تكسب ثقة في نفسك أكتر.. وتتشجع أكتر وأكتر.. إحنا فعلا قدرنا نخدعه ونضحك عليه، صدقني مبقاش في حاجة صعبة بعد كدا، عشان هشام اللي جاي هيكون غير هشام اللي أنت تعرفه طول حياتك.

تنهد هادي ثم قال مستنكرا:
- أيوة بس هو بيعرف يلعب بأعصابي، بينجح كل مرة.. وأنا مش كله مرة هعرف أواجه...

زفر أمير بضجر واضح ،ثم قال بغضب وهو يكور قبضته حتى يتمالك أعصابه أمام سلبية هادي:
- هادي! الحوار اللي جاي هيبقى بعيد عنك.. كل المطلوب منك تكون بارد قدام كل الاحداث ولما يستفزك تتعامل معاه خشن، ولا تخاف ولا تتوتر لأنك هتكون بعيد..

- حوار إيه تاني يا أمير.. خلينا نهدا شوية من قرف الحوار اللي فات..

جنّة إبليس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن