الفصل الحادي عشر

17.8K 853 104
                                        

#الفصل_الحادي_عشر
#معشوقة_النجم

يجلس تحت شجرة النبق مرخي أهدابه براحةٍ
لم يشعر بها منذ قديم الأذل، فالعيش هنا رائع  لا يجعله يحمل همًا، أو تفكير في المُستقبل ورغبة تزداد توحشًا في العودة بالزمن لتصليح أخطاء الماضي الذي إلى الآن يُحاسب عليها، حتى لا القاب خاصة تحمل نوع من الاحترام البلاستيكي بل مجرد من أي القاب عدى لقب عاشق، وعلى ذكر كلمة عاشق أتت من خلفه بخطوات شقية سمعها، وتنفس عطر الزهور
الذي يميزها وسط ألف امرأة، فوضعت يديها على عينيه تهمس بشقاوةٍ:-
-وحشتني يا دكتور. 

منع ابتسامة ملحة على شفتيه، وتصنع الوجوم في الجواب:-
-اتأخرتي.

ازاحت كفيها من على عينيه، وجلست بجانبه وهي تتنهد بطفولية:-
-يمكن، بس كنت حساك مش محتاجني فقولت اسيبك.

التفت لها بعينين مُشتاقتين، ينظر إلى هالتها النورانية، عينين حضراء صافية تشبه عيني
ابنتهما مادي، أنف مُستقيم ارستقراطي عبر عن رفعة أصلها، تحته شفتين مرسومتين بدقةٍ
يعلوهما شامة صغيرة يلاحظها من يمعن النظر لها، أمّا خصلاتها شقراء الطويلة متهدلة على كتفيها بصورة رائعة فلم تكن شديدة النعومة بل بها تموجات خيلية ذات من أصلتها العربية، فاتسعت ابتسامته باشتياق وهو يهمس:-
-طالعة جميلة جدًّا زي ما كنتِ دايمًا يا چنى.

اتسعت ابتسامتها بشقاوةٍ طرقت في عينيها
واستندت بمرفقها على كتفه وهي تقول:-
-وأنتَ وسيم زي ما كنت دايمًا. 

ثُمَّ تنهدت بسرعةٍ وهي تسأله:-
-قولي مالك؟!

قرصت خده داعبه مرحة:-
-إيه اللي مزعلك يا مودي؟

تأوه ضاحكًا:-
-ماحدش بيدلع اسمي غيرك، بالدلع المايع ده.

رفعت حاجبيها بنوعٍ الضيق وهمست:-
-وماحدش هيعملها. 

وبدأت في جذبه بضحكتها البراقة:-
-وبعدين مالك بقيت نكدي كده، ولا عشان بقيت جد بتتصنع الوقار؟!

لتشاكسه بقولها:-
-على فكرة بقى أنا لو كنت معاك، كنت خدت الأضواء منك ومتأكدة إن احفادي كانوا هيحبوني جدًّا وأكتر منك كمان.

شقاوتها جعلت خيط رفيع من الابتسامة يُزين شدقه قبل أن يتنهد بوجوم وتابع يقول بغمٍ:-
-رُوبين.

ضيقت عينيها مُفكرة وهي تقول:-
-بنوتك؟

أومأ برأسه لتهتف باستحسان:-
-للحقيقة هي أمورة وكيوت خالص وفيها منك كتير، نفس الدماغ الصعيدية يا صعيدي.

قالت جملتها الأخيرة بنقرة من اصبعها السبابة ضاحكة، وتابعت تنهض كالفراشة تلتقط من شجرة التوت القريبة منهما بضع حبات منها في كفها، مُمعنة النظر لها بقسمات منتبهة بوضوح رغم مصغها الناعم لحبة التوت:-
-إنتِ تعرفيها؟

معشوقة النجم - الجُزء الرابع Where stories live. Discover now