"يمكن للمرء أن يقع في الحب ولا يزال يكره"
-فيودور دوستويفسكيكي ترتشف من رحيق الحياة ركضت بـ أطراف مرتعبة رغم تيبسها، واحساس بالهلاك يتغلغل
ثناياها وعكس ما توقعت ظهرت حياتها غالية
كي تجعلها تركض كالمجاذيب رغبةً منها في النجاة، لكن أحبال سوداء كبلتها بقسوةٍ جعلتها
تخضع لسلطة القوة التي تحدتها بعنفوانٍ صارخة لعلها تجد النجاة لكن تبددت أمام صورة إبراهيم التي تجمعت وظهرت خطوات العُمر على تقاسيمه تزيده تجبرًا وسلطة، متسائلًا بصوت عميق بغيض:-
-راحـة فين يا ياقوتـه؟زمجرت بعنفٍ كي تخرج من سجن حلم بات يطاردها في الفترة الأخيرة، لكن صرختها المُرتعدة انطلقت من عقال حنجرتها بعدما امتدت يده تجذب خصلاتها الناعمة هادرًا بسلطةٍ:-
-إنتِ عبدة ليا يا رُوبين، مهما هربتي هترجعي تحت خدمتي!نفت رافضة بـ وجه ناقم ومقلتين باكيتين وهدرت:-
-لأ!جذبها من خصلاتها بقوةٍ احنت من عزة ملامحها وعلى مشهدها الخنوع قال بلذةٍ:-
-عبدة يا بنت سالي!صرخت ناقمة ونفرت قافزة من الفراش تلهث برعبٍ بعينين جاحظتين، وقلب يضخ دماء بعنفٍ، كف مرتجف رفعته تلامس خصلات شعرها وتكاد تجزم أنها تشعر بلمسته عليها
ألم غريب يغزو المنطقة التي جذبها منها وشهقة باكية متوجعة خرجت من قلبها كتمتها في ركبتيها التي ضمتها إلى صدرها متقوقعة على نفسها، تحتضن أوجاعها النابضة بضعـفٍ بات ملازمهاحلم يتجدد
وماضي يطاردهاسيأتي بها إبراهيم عاجلًا أم آجلًا، ولو طالتها يداه سيجعلها عبدة، سجينة لأحلامه المريضة
وستكون هي الخاسرة كالعادة، لكنها لن تسمح
أن تكون الطرف المُضحي في الحكاية، جميعهم سيدفعون الثمن غاليًا هي أضحت أكثر عنفًا من السابق، حتى لو فقدت عنجهيتها الواهية لكن لازال عقلها الذري يعمل وسيروا،
رفعت رأسها من ركبتيها بوجعٍ سكن خلاياها وحاولت لملمة ثباتها الزائف تمسح وجنتيها المُبللتين أثر الدموع والتقطت ابريق الماء ترتشفه دون كوب دفعة واحدة تبرد من نيران جوفها التي نهشت روحها وحولتها رمادًا بعثر في الهواء، مغمضة عينيها أمام طوفان المشاعر العنيف الذي يغرقها في قاع الماضيطفولة مشتتـة، أم مهزومة، أب خنوع، جد مستغل.
هي صفقة لكل من دلفوا حياتها، حتى سالي التي تظهر لها أنها تسامحها تحمل بداخلها عتابًا غير رحيم لكنها تقدر أن أمها لا تقدر على الصمود أمامه لذلك هي تصمت، لازالت تكبح بداخلها الكثير ولا أحد مضرور سواها.
وضعت الإبريق الزجاجي جانبًا، ووثبت واقفة حافية القدمين غير مُهتمة بالخف الفروي الموضوع جانبًا، تنظر إلى المرآة تُطالع صورتها
والتي رأتها في الوهلة الأولى مختلفة.ليست هي رُوبين البهية، تلك أخرى غيرها مهزومة فقدت الأمل في كل الحياة ورفعت رايات الاستسلام متقبلة الحياة بكل مساؤها،
شبح من البهية الأصلية شكلًا حتى الشكل مُختلف بعد أن فقدت الكثير من وزنها الأصلي
فأصبحت هيكل مغطى بجلد نحيف يتشقق حتى من أشعة الشمس القوية، ببساطة من تقف أمام المرآة ليست هي، ومن دون تفكير رفعت زجاجة العطر بعنف سرى في أوردتها
تلقيه على السطح الناعم فأصدر صوت تهشم طغى عليه صرختها القوية الكارهة لكل ما يحدث، صرخة أخرجتها تحسرًا على نفسها القديمة التي تستحق العزاء بحقٍ، وجلست أرضًا تبكِ بمفردها في منزل غريب يغزوها بدفء ترفضه روحها المثلجة بكراهية موروثة بالفطرةٍ، فقدت أبجديات الساعة وانعزلت مع نفسها في مكان لا يوجد سواها هي بمفردها
خير صديقة لنفسها ولن يأتِ اليوم التي ستعاير نفسها بذلاتها القديمة وغباءها لسنوات
ظلت فيها مغفلة تسحق تحت يد من لا يرحموا، لن تفعل أبدًا.
أنت تقرأ
معشوقة النجم - الجُزء الرابع
Romanceعندما سألوه لِمَ هي من وسط نساء حواء، قال والعشق يفيض من مقلتيه "جذبني حُزنها؛ فشعرت أنه لا يوجد ملجأ غيري لها" أوجعوه بقولهم"هي لا تُلائمك، من تغنى بالمرح ليلًا ونهارًا، عاش حياته بألوان قوس قزح، لا وجود للون الأسود أو الرمادي عنده، لا تُناسبه "مل...