الفصل | 1

30.6K 1K 101
                                    

تمشي في شوارع المدينة الضبابية والمظلمة في إحدى ليالي ديسمبر لم تعد تأبه ب ما آلت إليه حياتها..هي فقط تريد التخلص منها،

ذلك المشهد سيظل يعيد نفسه في راسها مرارا ، لانه منحنى في حياتها غير قابل للنسيان ..

لطالما كانت والدتها هي السبب الوحيد لتحملها صعوبة الحياة. ...

والآن ذهبت وتركتها وحيدة في عالم يشابه في قساوته صخرة جبلية تركد في جبل منذ الألف السنين ولا شيء يستطع زحزحتها ..
.
.

توقفت عندما أصبحت في منتصف ذلك الجسر وهمت بالصعود ل حافته لتنهي هذا البؤس، تشبث ب الطرف البارد من السور والذي جعل شرارات تسري في يدها الدافئة جدا والمليئة ب الدماء اثر جريانه المنفعل في كامل جسدها .. دموعها تنهمر دون إرادتها مر شريط ذكرياتها مع والدتها وكأنه حلم سريع ..

رغم أنها كانت تعيش في منزل أقل ما يقال عنه "بسيط" ورغم أنها لم تحصل على كل ماتمنته فتاة إلا أنها كانت سعيدة فقد كانت تمتلك كل شيئ والآن ذهب كل شيئ !

كانت، على وشك أن ترمى نفسها حين تذكرت ذلك الصوت الذي لطالما احبته "سمر عزيزتي انتي سبب سعادتي في حياتي وحتى وان مت ف سأظل سعيدة كونك ابنتي وسأظل أحبك أرجوكي انتبهي ل نفسك"..

افلتت ذاك السور وبقيت تبكي بجانبه، خانتها قداماها ولم تستطع فعلها.. تلك الذكرى الجميلة جعلتها تضع مكابح لرغبتها الكبيرة بالهروب وعدم مواجهة الواقع الجديد ..

فقط صوت شهقاتها كان كافي ب ان يشرح مدى المها ..

نحيب متواصل ، والم لا يتوقف .. الى ان اجتاح التعب عينها مغلفا ايها ومغلقا صفحة ذلك اليوم ب غرقها في النوم..
.
.

استيقظت ف الصباح على صوت المارة وضجة السيارات والناس الكل كان مشغول ،بشيئ البعض يتحدث في الهاتف ويسير بسرعة لكي يلحق ب عمله ..

والبعض يوصل أطفاله للمدرسة ويعطيهم قبلة الوداع. .أو التشجيع !

والبعض يمشون في جماعات يجمعهم طابع الزي الموحد يبدو كأنهم مراهقين ذاهبون ل نادي معين. ..

الحياة لا تتوقف فالكل لديه سبب للعيش..

أما سمر فقد كانت تنظر لهؤلاء الناس وتبحث هي الأخرى عن سبب يجعلها تكافح لتعيش من أجله.. نقطة بداية جديدة في عالم توجد فيه وحدها !

_____________________

في مكان آخر كان لايزال يخوض صراع إثبات كونه يريد أن يصبح مستقلا . ..ولايريد أن يمضي قدما بالاتجاه الذي خطط والداه له،

_ابي انا اعلم مدى قلقك علي إلا أنني أخبرتك قبلا أنني أريد أن أعيش حياتي منعزل أريد أن أكون الرجل الذي أريد. ..لا الذي تريده انت ..

"زين. بني لقد تحدثنا في الأمر انا و السيد ادورد. ستتولى إدارة الفرع الذي يوجد في ستوكهولم. .وانتهى."

"لكن..."

"بدون لكن. ..لا أريد أن أسمع كلمة أخرى. .ستسافر بعد شهر من الآن. أمل أن تكون جاهزا لأنني لن أقبل أي عذر سيد جواد. "

"أكره حياتي عندما تدخلون اليها" زمجر مع نفسه

ونهض من على مائدة الافطار وهو ياخذ
سترته المخملية والتي لا تزيده سوا هيبة وأناقة ، وخرج مسرعاً
إلى سيارته لاعنا حياته بمن فيها..

____________________

لاتزال تفكر في مالذي ستفعله الآن ما هو الطريق؟ ؟ إنها لاتستطيع الرجوع إلى منزلها بسبب أن تلك العصابة لاتزال هناك. ..

كانت تعلم أنه يجب عليها البدء من الصفر . إنها حياة قاسية وهي لم تختارها لكنها يجب أن تمضي فيها. ..

"كل عام وانتي بخير يا امي"

رددت هذه الكلمات عندما رأت شجرة الميلاد أمام أحد المقاهي الفخمة وأصوات اغاني الميلاد. .لقد اعتادت أن تزيين شجرة الميلاد مع ولدتها لكنها لن ترى العيد بعد اليوم....

_______________________

3/5/2015 بداية *

 ®Summer | سمرTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang