نظر زاك مطولا الى لوي الذي يبدو بحيرة من مايسمع كنتيجة لمحاولات مراكز التحليل في رأسه انكار ما تعالجه من معلومات لكن زاك انهى ذلك الجدال الخفي الذي يخوضوه لوي فكريا واخبره ب أنه وسمر واقعين لبعض! ..
ولسبب ما اراد ان ينسحب وافصح عن ذلك بحجة انه تأخر .. لكن لوي استوقفه وهو يسأله عن موعد السفر والى اين وشرد زاك قليلا قبل ان يجيب ب ابتسامة متكلفة :" الاسبوع القادم .."
وودع لوي بعدها ليتجه الى السيارة وهو يسأل نفسه عن السبب الذي جعله يكذب كذبة كهذه ؟
كان يؤمن ب انه نجح في تلك المنازلة مسبقا .. وابعد زين عن طريقه !
لكن لما ؟ هل لا زال يؤمن ب ان زين لا يهزم بتلك السهولة ؟
ام أنه لا يثق ب القدر الذي ربما يجعل طريقهما يتقاطع مرة اخرى .. وكان يحاول بمحاولاته الصغيرة تلك خداع القدر قبل زين !
رن هاتفه الذي اخرجه من دوامة افكاره وهو يجيب عن مكالمة راين..
:"راين! "
:"اين انت؟"
:"اشتريت التذاكر .."
:"عظيم لاقني عند محطة التعبئة .. "
:"حسنا .."
______________________
مرت ثلاث ايام على وصول رودجر الى العاصمة ، وكان زين يقدس الصمت في تلك الفترة .. كذلك كثرة التفكير كانت ترسم منحنى اخر وجديد لحياته وتعكس ذلك بملامحه المريبة التي لايستطيع احد تفسير ماهيتها !
لم يعود للمنزل منذ ثلاث ايام .. ولم تتوقف زوجته عن الاتصال .. لكن ذلك لم يكن ل يسترع انتبهه ولو قليلا !
كان يقطن في شقة عادية ومتوسطة مع رودجر الذي كان يحاول المساعده بشتى الطرق!
اهتم زين بفكرة واحدة .. وهي ان رودجر لديه معارف يستطيعون ايصاله بمضاربين محترفين في الولايات المتحدة .. وفكر ب انهم سيلهون عمه بينما يعيد بناء جدرانه التي ستجعله اقوى واكثر استقلالا ليصبح ندا ل ادورد ذو الصيت الضخم في السوق البريطاني !
وادت تلك الضغوطات الى ان يصبح محاطا بهالة من شحنات السخط والغضب و ممتلئ بمشاعر متعطشة للانتقام .. لكنه استطاع ضبط اعصابه وتمكن من خوض العديد من النقاشات الهادئة نسبيا مع رودجر الذي كان يعطيه بريق خافت من الامل بحلوله التي لم تستطيع اقناع زين بشكل كامل.
.......
في شقة رودجر يجلس زين منذ ساعة ونصف وهو يعيد قراءة الاوراق التي اخذها من مورغن للمرة العاشرة ، بينما يجري رودجر اتصالا هاتفيا..
:"حسنا .. شكرا لك "
اغلق رودجر الهاتف وتوجه الى زين الذي يجلس على احدى كنبات الصالة ب انحنائته للامام وهو يسند فكه بكف يده الذي يتخلل من بين اصابعه سيجارة رسمت خط ابيض يحتوي القليل من الالتواءات وهو يتصاعد بينما يقرا ما وضعه من تقارير على الطاولة الصغيرة امامه ..
جلس بجانبه وربت على كتفه وهو يبتسم .. و وضع زين ما بيده واتكئ وهو يحدق ب رودج الذي كان يبتسم بتفائل ..
