الفصل | 36

4.5K 290 18
                                    


انوار سقف الصالة الكبيرة في منزل السيد ادورد كانت ك قناديل جميلة صفراء زينت السقف المزخرف والمحدب ك القبة في بنايات الحضارات الشرقية ، ب نقوشات سوداء تخللت لونه الاحمر ليشابه قصور امراء انكلترا .. كذلك الموسيقى التي تعزف بهدوء وتتسلل الحانها بين المدعوين ..

لكن احاديثهم كانت تطغى على هذه الالحان لتجعلها تتراجع ب رأيها بشان البروز اكثر من كلماتهم هذا الليلة .. حيث انه الشيئ الروتيني في حفلات او اجتماعات من هذا النوع .. ف عندما يتعلق الامر بالعمل..

يجب ان تخرس الموسيقى ويتحدث العمل !

كان يقف في شرفة تلك الصالة بعيدا عن الضجة وضعا احدى يديه في جيب بدلته السوداء والاخرى يمسك بها الكأس متأملا بهدوء شديد سماء  هذه الليلة، ولونها الذي بدا بعيناه اقتم ما قد وصلت اليه يوما !

لا يعلم هل هي سوداوية افكاره التي جعلته يرى كل شيئ بلون اعمق من ما يجب ان يكون !؟

اما ان الايام اصبحت فعلا ترتدي الوان غامقة ؟!

بين اصابعه سيجارة على تماس مباشر ب ما يحس به ، وذلك الكأس الذي اصبح صديقا الان لشفتيه ولا يأبى تركهما، لكنه ما زال محافظا على رونقه وهندامه الجذاب بالرغم من ان رغبته في كل شيئ اصبحت ذابلة ، وصوابه الذي يحاول جاهدا ان لايفقده هذا المساء ..

منذ اسبوعين .. بدئت ساعات يومه لاتعني له شيئ ..

اسبوعين مضيا عليه حاول بهما ان يهرب بالنوم ، او الشرب ..

لكن صفعة الواقع كانت اقوى من ان تتركه مستمرا بالهروب لتوقضه من ما اصبح عليه ..

دخلت الصالة و توجهت كل الاعين اليها وكأنها واحدة من تلك التحف الباهضة التي تملاء المكان .. بل واغلاهن ايضا ..

لم تكن فتاة عادية .. كانت باذخة في كل شيئ ، تملك ترف من الانوثة والجمال ما يكفي ب ان تعطي منه لسيدات الحفل لكي يصبحوا جديرين بوقوفهم امامها ..

فاتنة الى الحد الذي يجعلها كيميائيا جاذبة ل اي شيئ لديه اعين !

لكنه لم يكن من ضمن اي مما تستطيع جذبه ، كان القطب الذي لاينجذب لها ..والمادة عديمة التفاعل مع كيميائتها تلك ..

لم تكن اسلحتها لتؤثر فيه ابدا...

برغم اطلالتها المنعدمة النظير ، وعيناها التي لسحر الوانها الغير مفهوم ! وكأنه لوحة سيريالية تحكي ملحمة كبيرة عن عيد الالوان الهندي المقدس وكيف له ان يصبح بهذا الجمال، لتأسر الناظر اليها من دون ان ينتبه حتى ..

شفتيها التي زينت احمر الشفاه وجعلته اجمل بدلا من العكس !

شعرها الذي تتدلى منه خصلات ثلجية ب احتراف رسام على عنقها الطويل الذي يبرز منه غمازات عظام رقبتها التي تستطيع عدها ، تلك القامة التي تنافس بها اجمل العارضات والتي زينها فستانها الاسود الضيق ليحاوط كل انش من تفاصيلها ويزخرفه باللون الذهبي ..

 ®Summer | سمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن