الفصل | 38

4.5K 268 25
                                    


شمس النهار استطاعت التسلل اخيرا و بخط مستقيم انكسر عدة مرات وهو يدخل من زجاج نافذة غرفة مادلين النائمة ب استغراق .. ليعبث مع جفونها وهو يسوقها الى الانزعاج .. وكأنه حقق غايته التي حارب كثيرا من الصباح الباكر للوصول اليها !

  :"ايميليا .. اغلقي نافذة الشرفة ، والا سيكون اليوم هو اسوء يوم لخدمتك هنا .."

تكلمت بغضب وهي تدثر رأسها بين اغطية الفراش المطعمة بالزهور الدقيقة الصفراء التي تناسبت مع ما نقش على جدران غرفتها من زخارف ذهبية توحي الاصالة والذوق المترف!

لكن صوت والدتها التي تخبرها ب ان تنهض فاجئها وجعلها تلتفت الى الجهة التي انخفضت قليلا اثر جلوس السيدة ميرا عليها ، وهي تحاول فتح جفنيها بتثاقل وكسل ..

كانت السيدة ميرا تحدق ب ابنتها وهي تنتظر لحظة استفاقة كاملة ،
اعتدلت مادلين بجلستها وهي تسند ظهرها على وسادتيها ،آخذتا خصلات من شعرها التي قامت اشعة الشمس بتمشيطها مسبقا وهي تزحف بنورها عليها لتتركها تتدلى اخيرا الى قميص نومها الحريري الابيض..

:"صباح الخير .." قالتها ب ابتسامة مسترخية وصوت مبحوح يغلفه حس النوم ..

نظرت اليها ميرا  :" صباح الخير .. "

اخذت مادلين نفسا عميقا :" حسنا .. ما الشيئ المهم الذي يجعلني استيقظ في .."

حولت نظرها الى ساعتها المزينة بالعقيق واحجار اخرى تجعلها لوحة صغيرة مستطيلة تكمل اناقة الغرفة ، لترى انها الثانية عشر ظهرا !
نظرت مرة اخرى الى والدتها التي ترتسم على شفتيها ابتسامة ساخرة ..

:"احم ... اعتقد انه يجب ان انهض الان.."

لمست اصابع قدميها الارضية الرخامية الباردة
وكانت على وشك النهوض حين امسكت السيدة ميرا بذراعها وهي تأمرها بالجلوس و فعلت ..

:" الم يكن لدينا اتفاق ب انك ستتوقفين عن التصرف ب استهتار وعدم مبالاة ؟!"

تكلمت السيدة ميرا بهدوء وعينان مركزتان على ابنتها التي اغمضت عيناها بنفاذ صبر ..

:"اذن؟"

:"اذن لما لا زلت اشاهد مادلين ادوردز وهي لا تتوقف عن الذهاب الى تلك الحفلات والنوادي التي لاتليق ب فتيات المجتمع المخم....."

:"لانني اريد ذلك .. سيدة ادورد .. لانني لا اهتم حقا ، ولانني زئمت من كل شيئ .. ولا اريد قيود تربطني بما يجب او لايجب ان افعل !"

تكلمت مادلين بصوت غاضب يحاول جاهدا عدم الارتفاع والحفاظ على مستوى من رابطة الجأش التي تكاد تفقدها ..

تنفست السيدة ميرا بعمق محاولة تهدئة توترها وتجميع كلماتها :" مادلين .. عزيزتي ، انتي لم تعودي تلك المراهقة الطائشة.. لقد اصبحت شابة تتمنى كل من تراها ان تجاريها ب تمتلكه من جمال ومستوى اجتماعي راقي و نبيل .. يجب ان تتوقفي عن هذا العبث .. بالاضافة الى انك الان مخطوبة ويجب ان تعطي وقت اكثر وحقا اكبر لهذا الامر! .."

 ®Summer | سمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن