الفصل | 29

5.4K 383 48
                                    


لحظات نمر بها تأخذ انفاسنا لشدة عمقها وتأثيرها فينا..

تكون سببا احيانا لظهور كوامن النفس من ردود افعال مختلفة تناقض ما نحن عليه عادة !

تجعلنا ك ورقة تخرج لتوها من طابعة تمت كتابة اشياء كثيرة عليها ..ومليئة ب الغاز افعالنا الغير مألوفة للمحيطين ..

تكون تلك اللحظات وكأنها لحظات انهاء كتابة كل ما تمخض من اختبار صدمات تعرضنا لها، نتج عنها ردود افعال داخلية كانت تخوض حربا مع جيش دوافعنا النفسية التي آثارت الا تجعل هذه الردود تطغى على السطح لتبقى بداخلنا مكتومة ..ومكممة ، وكأنها سرقت منها حرية التعبير عن ما مررنا به واثر فينا للعمق ..الا حين امتلئنا ..

وامتلئت تلك الورقة لتجعلنا غير قادرين على الكتابة عليها اكثر...
كان ثباته امام ما عصف به من رياح بحد ذاته جهاد !

لكن الوقوف موطولا بوجه العاصفة وانتظار الحياة ان تمطر على صحراء قلبك يجعلك تواجه لحظات ضعف كثيرة ... تبعدها احيانا ، تتناساها احيانا اخرى ..

لكنها تستغل اكثر المواقف الما لتجعلك تقع خائر القوى ..
موت السيد مالك المفاجئ كان بالنسبة لعائلته اشبه ب موت الملك ب لعبة الشطرنج ..

لكن السيئ في لعبة كهذه على ارض الواقع؛ انها لا تتوقف بموت احدهم حتى لو كان الملك ! بل تستمر وتزيد المنا..

ذلك القطار يستمر متخطيا كل احلامنا وامالنا .. ويتوقف عند محطات ليست اختيارنا وليست مانريد ..

اصبح زين اكثر حدة عن ماكان عليه ..مزاجه الغاضب و وجهه المتجهم هو ما يرتديه كل يوم ..

لم يحظر العزاء ، كان يقول جمل متقطعة وغير مفهومة وهو ثمل اقصى درجات الثمالة التي نادرا م اصبح يفيق منها ..من ضمن كلماته ان العزاء هو هراء كبير ..لان والده لم يمت..

كوابيس لاتفارقه لمدة اسبوعين على وفاة والده ..ليستيقظ وهو يحطم زهريات او اي شيئ يقع بيده ..ويستفرغ بعدها ..

اصبح حرفيا انسان تاه ل سنوات وهو يبحث عن وطنه !
مظهره كان يوحي بذلك .. الشرود الدائم بعيناه وعدم الرغبة بالحديث ..

الصراخ عندما يضطر الى الحديث ..لحيته التي اصبحت كثيفة قليلا ..
عظام وجهه الحادة والبارزة والتي جعلته يبدو ك تمثال منحوت؛ بسبب رفضه تناول اي شيئ ..

كل ذلك جعل منه انسان عصبي ولايطاق ..كان يبكي لانه لايريد ان يجعل والدته الحزينة تشعر بالحزن مرتين .. يعانقها ويخبرها انه ليس بخير ..وانها يجب ان تعطيه فرصة لكي يصبح كذلك ..

التل ...

التل الذي اصبح بيته الثاني تقريبا وكان يبدو اكثر هدوئا وهو يدخن ويجلس هناك .. ويتأمل بالساعات وهو يشرب بشكل مفرط ..الى ان ياخذه هاري الذي يعلم ب انه يغفو هناك دائما بعد نوبة السكر الشديد الذي يصيبه ..

 ®Summer | سمرWhere stories live. Discover now