كانت مادلين تقف خارج غرفة النيابة العامة في مركز الشرطة مع رودجر بنفاذ صبر وقلق عندما استدعاها احد رجال الامن للدخول ...
حيث كان زين يجلس امام مكتب النائب العام بهدوء وملامح تخللتها الحدة ؛ لكنه كان محافظا على اتزانه ومتحكم بغضبه ..
تقدمت مادلين وجلست امام زين وهي تحاول ان تجعل ثمة هناك اتصال ولو ضئيل بين عيناهما؛ لكن زين لم يعرها اي اهتمام ..
وتوجه السيد شارل " النائب العام" كما قرأت مادلين اسمه المنقوش على لوحة صغيرة فوق طاولة المكتب بسؤاله اليها :" مدام مالك هل ان الشاب المدعو ب "لوسيان ابسولون " قام بمحاولة الاعتداء عليكي ؟"
تكلم الانكليزية بلكنة الفرنسيين وهو ينظر الى مادلين التي تنظر الى زين الذي بدا كأنه بحرب صامتة مع زوجته ..
لكنها سرعان ما حولت نظرها الى السيد شارل واجابت ب "نعم" ،واغلق المحظر لكن بتعويض مالي صغير عن الرضوض التي تعرض لها الشاب ..
خرج ثلاثتهم من قسم الشرطة لكن زين لم يتفوه بحرف بعد خروجهم الا عندما امسكت مادلين ذراعه وهي تحاول ان تجعله ينتبه والتفت اليها بنظرات مبهمة لم تستطيع تمييز ماهيتها
:"انا اسفه .."
رد بسخرية :" حقا ؟! يسعدني كونك كذلك .."
صمت قليلا ونظر الى صديقه المتكئ على باب سيارته واستئنف
:"اتصل رودجر ب رجال من النادي واحضروا السيارة، تستطيعين الذهاب الى المنزل .. س اذهب معه.. "
اعطاها المفاتيح الخاصة بالسيارة والشقة وذهب ب اتجاه سيارة رودجر الذي كان قد ركب في السيارة وب انتظار زين ، ركب بجانبه وتحركت السيارة من امامها بينما كانت فقط تنظر بشرود مليئ بالافكار المتضاربة الى المصابيح الخلفية للسيارة وهي تختفي بسرعة!
.
.
.
كان الطريق ماليئا ب الاحاديث عن ايام القديمة والحياة الجامعية .. لكنه توتر قليلا عندما اصبحت دفة الحديث تسير ب اتجاه" اماندا "..
وسرعان ما لاحظ رودجر هذا وغير الموضوع ..
:"اذن كيف حال عملك؟"
:"جيد .." تكلم زين ب ابتسامة متكلفة قليلا ..
وربت رودجر على ساقه مؤازرا له :" متأكد انك ستكون ك السيد مالك .. لقد كان رجلا عظيم ! .."
ابتسم وهو يتذكره وينظر من خلال النافذة متنيا من تلك الايام ان تعود ليخبره بما حل به ..
:"رودج ؟"
تكلم زين بعد صمت ساد لفترة قصيرة ..
:"همم؟ "
:"زاين يحتاجك يا صاح !"
حدد رودجر حاجبيه وهو ينظر الى زين :" هل هناك خطب ما ؟"
اومأ زين وهو ينظر اليه بقلق :" هناك الكثير؛ لكنني احتاجك معي في لندن لفترة قصيرة .."
