#هاري
نولد في هذه الدنيا وكل شيئ خارج سيطرتنا ..
المكان ، الزمان ، الاهل ..وكل شيئ ..ايامنا تأخذ منحنها وفقا لتعاليم القدر واملائاته عليها .. نخطط ونقرر ونعمل ..لكن القدر هو الفائز في اي منازلة معه ..
قد نكرهه لانه يأخذ منا لحظات كنا فيها سعداء !
او نشكره لانه تدخل في اللحظة الاخيرة ..!
او نحبه لانه جعلنا نلتقي ب اناس كانوا سبب سعادتنا !
او نلعنه لانه كان ايضا السبب في ان نلتقي اناس نبغضهم بسبب اذى تعرضنا له منهم ..
يختلف رد فعلنا تجاه ذلك الرجل القوي الصلب والذي لايحيد ابدا ولا يلين ليرفق بنا في مواقف او يقدر حبنا له في مواقف اخرى والمسمى ب "القدر" ..
ونتذكره ونذكر اسمه كثيرا عندما نصل للحظات الاختناق، او قمة السعادة ..يرافق الادرينالين بطريقة او ب اخرى لان احدهما يثار بدمنا والاخر يستحوذ على تفكيرنا ..
لم اكن اؤمن بيوم ان زين سيسعد مرة اخرى ..او انني لم اعرفه اصلا سعيد كما كنت اشاهده .. كأنه يحب للمرة الاولى !
واماندا ؟ كان يحبها لكني اقسم انني لم ارى ذلك البريق بعيناه لذكرها ..
عندما وصلنا الى المشفى بعد طريق مليئ بالصمت و وجه زين الذي لا اجد له تفسير ابدا ..كنت انا من يتولى القيادة ..
توقعت كثيرا ان يغضب او يحطم شيئ ، يصيح يصرخ ..
لكن لا شيئ !
فقط هدوء ! ينظر الى الطريق امامه بهدوء مربك ..
ترجلنا من السيارة لنرى كم كبير من الصحفيين امام المشفى يتهافتون للدخول ورجلي امن امام الباب يمنعوهم من الدخول ...
دخلنا من بين هذه الحشود وابرز زين هويته امام احد رجال الامن ، وسريعا افسحوا لنا لندخل، ورايت احدى الصحفيات كادت ان تقع وهي تحاول الدخول وتوجه الاسئلة الى زين ..
كان زين لايزال هادئ ولكن فكه مشدود واحسست من النظر اليه انه يغلي من الداخل وان فكه سيحطم !
ذهبنا الى الطابق الذي يوجد فيه السيد مالك ..وكان لوي والينور وزاك بصدمة !! وجهوههم لاتفسر ابدا ..وذلك اقلقني بشدة ..
عندما رؤونا توجه لوي بسرعه الينا ووجهه مليئ بالتعابير التي لايمكن تفسيرها ..
نظر الي ومن ثم الى زين وعض شفته السفلية وهو يبتلع حلقه واحتضن زين ..
كان زين يبدو خائف و ايضا للمرة الاولى اراه بهذا الخوف!
حتى انني لمحت ارتجاف بسيط بكفه يديه التي لا تقوى على اكمال ذلك العناق، وجاء صوته المخنوق ليؤكد شكوكي :"ابي بخير ..اليس كذلك ؟ "
