البداية والنهاية هما طرفان متناقضان لكن بخط سير واحد !
تسير البداية لكل شيئ طوعا نحو نهايته، لكننا نكره ذكر النهاية لانها ذات وقع موحش بنفوسنا ذو برودة خاصة تجعلنا متمسكين اكثر برحلة المسيرة ونحبذ البدايات للحد الذي يصل بنا الى تغزلنا بها ، ف بنظرنا هي الشروق والصفحة الاولى واليوم الاولى والمرة الاولى من كل شعور!
نستذكره ب لهفة ونكرره في كل مناسبة ب ابتسامة شاردة وفكر يسافر شوقا له رغم مشقة الرحلة ..
_زين ؟
:"همم؟"
:"أتظن ان ليلي ستكون بأصرار بطلة تلك الرواية ؟!"
كانت تنظر اليها بشغف بعد ان غفت بين ذراعيها للتوء بينما تسأل زين الذي جلس بجانبها على نفس الكنبة
:"لا اعتقد !"
رفعت راسها و نظرت الى جانب وجهه الذي كان ينظر الى ليلي بتأمل
:"ستكون اقوى منها .. لن تحتاج الى ان تعاني ما عانته تلك الفتاة ،ستصبح قوية ك والديها .."
امعنت النظر اليه بشبح ابتسامة وضحك وهو يميل ناحيتها محاوطا كتفيها بذراعه ليستقر رأسها مستندا الى عنقه وهو يكمل
:" انظري اليها .. لديها ملامح توحي بالجدية والصرامة .. الا ترين ؟! ههه"
وابتسمت بخفه لكلامه الساخر وعادت تراقب تفاصيلها الصغيرة التي لا زالت تحدث زلزالا يجعل دواخلها تنهار عشقا في كل مرة وقعت عينها عليها ، كانت ترى فيها العائلة والانجاز المنعدم المثيل بالوقت ذاته ، هي الحلم الذي نسج من روحها و اصبح واقع ملموس ذو تفاصيل وحدود تبدء وتنتهي بها !
:"انها ثلاثة اشهر فقط !"
همست بدون ان تحاول فك التحام نظرها بطفلتها
:"سنشاهدها تكبر ونحتفل بعيدها الثلاثين .. معا "
اردف زين وهو يشدها اكثر اليه بينما يداعب كف طفلته
_____________________________
الثلاث اشهر الاولى من عمر ليلي كانت الثلاث اشهر الاخيرة من عمر العملية التي بدئها ادورد منذ مدة طويلة وبذل فيها جهدا كبيرا لجعلها تصل الى مراحلها الاخيرة وتتشابك تلقائيا بيد زاك ..
ف بالنسبة له عملية كتلك احتاجت رجلا واحد!
زاك كان كفه الخفية التي ستمكنه من ضرب عصفورين بحجر واحد!
وهما : تنفيذ الخطة تحت اشرافه مع المحافظة على سمعة رجل الاعمال الكبير والعصامي الذي بنا نفسه بنفسه بعد الصدمة المالية التي تعرض لها وابعاده عن اتهامات زين الذي اعتبره الخصم الوحيد ، والسبب الاخر و الاهم كان عامل الوقت الذي اراد فيه حياكة الامر ل زاك بدهاء واتقان يقنع كل شك قد يعتريه كي يتبع اوتوماتيكيا كل ما رسمه له من خطط و اتباع يسوقون زاك تدريجيا ل ان يتأكد من فعلة زين على مدى زمني طويل يجعله اشد بأسا بما هو مقدم عليه بينما انتظر ادورد ولادة سمر رغبتا منه بتعذيب زين مرتين !
