الفصل | 3

11.5K 654 17
                                    

كان يقف متكا على جانب السيارة الأمامي يدخن بشراهة ويراقب ذلك المنظر الجميل من أعلى التل...

إنه مكانه المفضل اعتاد أن يأتي إليه عندما يغضب ، يفكر في كل الاشياء السيئة التي حدثت معه ، مؤمنا ان اغلب مشاكله بسبب خضوعه ل اوامر والده ؛ مما يجعله يصاب برغبة في الانسلاخ من الانتماء الذي شمل العائلة والحياة التي يعيشه .. وكانت ذكرياته مع حبيبته السابقة تضرم النار في استمراره لرفضه لهذا المحيط وهذا الواقع !..

"والدك؟ "

التفت بعد ان قاطع هاري اصوات افكاره التي تصرخ بداخل رأسه بصخب وضجيج ليراه خلفه وقد كان مكتوف الأيدي ويبدو أنه كان هنا منذ فترة كونه يقف ساكنا ومحدقا في مكانه.. و اومأ زين دون ان ينطق بكلمة

:"زين .. اعلم انك تربط جميع مشاكلك مع عائلتك بتلك الحادثة .."
صمت قليلا وهو يتقدم منه ويتنهد ليكمل

:"أعتقد أنه يجب أن تنساها ياصديقي، لقد مرت سنتين وانت لاتفكر بشيء إلا بها، تغيرت كثيرا يا رجل .."

خرج زين بجواب ذو نغمة متألمة :"لا استطيع هاري. انا فقط لا استطيع..."

نظر هاري الى جانب وجهه الذي يقابله وقد بدت ملامحه محتقنة بحزن وغضب والكثير من الانزعاج ف اختار ان ينهي هذا الجدال ..

هاري :"اتفهمك " همس بها

_____________________

وضعت راسها متكا على إحدى قوائم الجسر واسندت ظهرها عليه وهي تفكر بما حدث ومالذي سيحدث ، والى اين الان ؟
كانت فريسة سهلة للافكار السلبية والتي اثقلت كاهلها اكثر وجعلتها تبكي بحسرة واختناق ..

فكرت في كم ان هذا العالم غير عادل وكما انها هشة ، لم يكن امامها سوا خيارين . اما الوقوف في وسط الصحراء وانتظار المطر الذي لن يأتي  او المضي قدما الى حيث الحياة ..
لكنها وسط مجلس فكري من تقرير المصير اغمضت عيناها بوهن لنوم يأخذها من كل ذلك ..

_____________________

مورغن:"حسنا سيدي لدي قطعة جديدة "

.....:"ساعطيك تلك الصفقة أن كانت قطعتك تستحق "

مورغن :"طبعاً سيدي. اهه بالمناسبة لقد وظفتها بالمطعم "

.......:"لايهم؛ فقط انهو الأمر بسرعة"

مورغن :"أمرك سيدي"

اغلق هاتفه وهو يجول بنظره في نقاط وهمية امامه غارقا بالتفكير في العملية القادمة ..

____________________

كانت شمس الصباح وضجة النهار قد نجحت بجعلها تستيقظ ب اطراف شبه متجمدة لشدة برودة ديسمبر المنقطع النظير ..  رغم انها كانت ترتدي معطف طويل نوعا ما ؛ الا انه كان اخر شيئ يستطيع الوقوف بوجه هذا الجو !

أخذت تمشي الى اللاوجهة محددة  وتحمل شعورا مزعج ب معدتها التي تصنع ثورة وتطالب ب أبسط حقوقها...

توقفت أمام ذلك المطعم الذي لم يفتح إلى الآن بسبب قدومها مبكرا في برد كهذا ، لا خيار لها سوا الجلوس وانتظار ان يفتح بينما تضعه نصب اعينها ..

كانت تجلس في الشارع متكأتا على درج إحدى المحلات وهي تسند فكها بركبتاها محيطة جميع جسدها بذارعيها بنوع من التكور لمقاومة البرد، و هي تراقب الناس. إلى أن توقفت سيارة كبيرة وفخمة أمام ذلك المطعم ونزل منها ...أوه نعم انه "السيد مورغن"

نزل من سيارته يسير ب خطى ثابتة إلى المطعم وكان العمال يحنون رؤسهم ك نوع من الترحيب الذي يبين مدى سطوته ..
دخل الى المطعم وكان هناك احد العمال الذي لحقه وهو يهمس له ب شيئا ما بالقرب من اذنه و اومأ وهو يبتسم ابتسامة جانبية قبل ان يدخل الى مكتبه مغلقا الباب وراءه ..

__________________________

 ®Summer | سمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن