الفصل 2 : حلم أم حقيقة

106 30 26
                                    

بلد الفراعنة
المدينة C9

في ليلة شديدة فتح آمون عينيه بصعوبة شديدة ليجد نفسه يعاني من ضعف في البصر و صداع مؤلم بشكل رهيب

" اااااه رأسي سينفجر "

صر آمون على أسنانه وكتم صوته وركز على التنفس بشكل هادئ و منتظم لتخفيف الألم و استعادة تركيزه
بعد ساعة فتح عينيه و أنتظر أن يقابله وجه ماكس أو أحد شيوخ النقابة في زنزانة لكن ما صادفه لم يكن سوى غرفة بسيطة

" هل أنا أحلم "

تمتم آمون وهو يتمعن في تفاصيل غرفته في إقامته على كوكبهم القديم

" يبدو أنني لم أمت ، هاااه سحقا لابد أنهم سيعذبونني بشدة بمجرد استيقاضي "

بعد مرور بعض الوقت أحس آمون بشيئ غريب

" لماذا لا يبدو وكأنني سأستيقض قريبا ر ، فجأة تقلصت حدقات عينيه بشدة ، أغمض عينيه و ركز بشدة على محيطه لكن ما وجده أصابه بالذهول

" أين المانا في جسدي ؟ لماذا لا أحس بها ؟ "

نهض بسرعة من سريره و وجد هاتفه القديم متصلا بالشاحن

قرر إهمال التفاصيل كسبب وجود هاتفه القديم في حلمه و شغل الهاتف فظهر له التوقيت الواحدة و النصف صباحا ثم نظر إلى التاريخ فوجده العاشر من أوت 2115

أصيب آمون بالصدمة و نظر حوله بتمعن

" لا أصدق من فضلك قل لي أنني لا أحلم "

إذا رأى الأعضاء السابقون في نقابة آمون و معارفه وجهه الحالي فسيصدمون بشدة

الرجل الجليدي ، آلة جامدة ، المجنون ، هذه فقط مجرد أمثلة عن العديد من الألقاب التي أطلقها عليه كل من شاهده في حياته السابقة سواء خلال تفاعلاته اليومية أو أثناء معاركه و مهماته

لكن ما هو أكيد هو أنه لم يسبق لأحد أن رآه حزينا و يظهر مشاعره بأي شكل من الأشكال ناهيك عن البكاء

مسح عينيه بقميصه و فتح باب غرفته ووجد نفسه في رواق يحتوي ستة غرف ثلاثة من كل جانب

كانت غرفته الأخيرة على اليمين

قرر التحقق من الغرفة التي تقابله ففتح الباب بهدوء ودخل الغرفة

" لا أصدق "

بدأت عيناه تدمعان مرة أخرى و هو يشاهد اخته الكبرى ميرا نائمة بشكلها المتعرج المذهل و الذي تبرزه ملابسها الكاشفة ، بشعرها الأسود القصير و ملامح وجهها الدقيقة و شفاهها الحمراء المثيرة و بشرتها السمراء السلسة ، بدت أخته مذهلة بكل بساطة

استمر في التحديق بها لعشر دقائق كاملة حتى يقرر تغطيتها جيدا ثم يغادر الغرفة

انتقل بعدها إلى الغرفة الثانية على على اليسار فوجدها منظمة و فارغة

راقبها لفترة و نحت تفاصيلها في ذهنه وتجلت العديد من الأفكار في ذهنه قبل أن يتنهد و يستدير ليغلق الغرفة ثم يدخل إلى التي بجانب غرفته

فتح الباب و دخل فوجد أخته الصغرى مايا ذات 17 سنة بشعرها الأسود الطويل و وجهها اللطيف و جسمها الناضج بشكل غريب بالنسبة لعمرها وبشرتها البيضاء التي تبدو مذهلة خاصة كونها تنام عارية ، عادتها التي عجزة والدتهم عن إقناعها بتركها

بالمثل حدق فيها عشر دقائق قبل يبتسم بلطف ويقترب منها

غطاها آمون بشكل جيد وقبلها على جبهتها بلطف ثم خرج من الغرفة

نظر آمون بعدها إلى الغرفتين المتبقيتين و تنهد ثم دخل إلى الغرفة الأولى من اليسار فوجد جدته التي تبلغ حوالي 70 عاما نائمة

بشعرها الأبيض و جسمها الذي من الواضح أنه كان مذهلا في شبابها لكنه الآن كبر وفقد حيويته و بشرتها المليئة بالتجاعيد

بدت له من مظهرها مريضة ومتعبة لكنه يعلم جيدا أهميتها له ولعائلتهم

لقد كانت دائما صامدة و شرسة و لا تلين كالعمود الذي يحمل السماء ويمهد الأرض بالنسبة لهم

راقبها بعناية لعشر دقائق ثم خرج من الغرفة

اقترب آمون من الغرفة المتبقية وتردد و هو ينظر إلى إليها قبل أن يصر على أسنانه و يفتحها ثم يدخل بهدوء

وجد غرفة بأثاث بسيط في نهايتها سرير جميل أبيض اللون

إقترب منه ولما رأى الشخص المستلقي فيه تدفقت الدموع من عينيه بشكل أكبر

إمرأة في الأربعين من عمرها بجسم مذهل حتى أخته الكبرى التي تعتبر بالفعل كبيرة مازالت ينقصها الكثير للحاق بالمرأة أمامه ، بشرتها سمراء مائلة إلى الأسود لم تفقد حيويتها رغم سنها و عملها ووجه جميل لم يؤذه سوى بعض التجاعيد المحيطة بعينيها و شفاهها البنفسجية الممتلئة و شعرها البني الطويل المتدفق
رغم ارتدائها ملابس واسعة إلا أنها لم تخف جمالها و جسمها بل أضافت لها سحرا لا يمكن مقاومته

ركز آمون على المرأة أمامه كأنه ينحت تفاصيلها في عقله قبل أن يستدير ويعود إلى غرفته

" نعم نعم نعم لقد عدت "

" آمون عاد "

" هاااااااهاهاهاها "

استلقى آمون في سريره و استمر في التمتمة عن عودته نصف ساعة قبل أن تنغلق عيناه و ينام

الصعود في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن