الفصل 67 : الإخضاع

21 2 0
                                    

بعد أن انتهى آمون من التعامل مع السيد الشاب الثالث لعائلة ريفري و إفقاده الوعي ، نهض و حدق في الصالة و رآى الجثث المتساقطة في أنحائها و ابتسم داخليا

' نعم '

' مازالت لدي الأسبقية و مازال كل شيء تحت السيطرة '

بعدها التفت للحراس و النائب الواقفين بهدوء أمام الباب كأنهم توقعو بالفعل ما سيحدث

" أحضروا الزجاجات المائية بسرعة "

بعد انتهائه رآهم يتحركون لتنفيذ أمره فاستدار وتقدم نحو أقرب شخص ملقى بجانبه

وضع يده على رأسه و حقنه بالقليل من المانا لإيقاظه ثم كالعادة بدأ يجبر الجميع في الغرفة على أداء القسم الروحي و التعهد بأن يكونوا عبيدا أبديين له سواءا بإرادتهم أو بعد تعذيبهم

بعد حوالي النصف ساعة انتهى من أغلبهم و لم يتبقى له يوى كاسر و الشاب فتقدم نحوهم

فتح كاسر عينيه ببطء بعد أن أحس بشعور خفيف و دافئ و مريح يتدفق من رأسه إلى أنحاء جسده

بمجرد أن فتح عينيه تماما قابله منظر آمون الجالي أمامه و المبتسم له بشكل شرير

" مرحبا كاسر "

" أنظر واستمع لي جيدا ، كما ترى أنا انسان مشغول قليلا لدينا للأسف عمل غير منهي بيننا احتاج للإسراع و الإنتهاء منه و لأنني مفاوض جيد سأترك لك فرصة إختيار كيفية إنجازنا له "

" هل تريده أن يتم بالطريقة السهلة ؟ أم تريد أن نستعمل الطريقة الصعبة ؟ فتضيع لي المزيد من الوقت و صدقني لن يعجبك ما سأفعله بك لاحقا بعدها "

ابتلع كاسر لعابه بعد أن لاحظ مظهر آمون الجليدي و الذي جعله يرتجف من الخوف ثم نظر حول الغرفة و رآى أتباعه و من كانوا بجانبه سابقا واقفين بشكل منظم و ينظرون نحو آمون بخوف بينما أعطاه البعض نظرة شفقة

لم يكن كاسر غبيا و فهم خطورة وضعه و نهاية الأمر بشكل أو بآخر لذى قرر الإسراع و اتخذ ماعتقد انه أفضل قرار في حالته

" أريد الطريقة السهلة "

ابتسم آمون بعد أن سمع كلامه و التفت لأعضاء العصابات الآخرين المتجمعين في الغرفة

" رأيتم ؟ "

" لهذا هو القائد و أنتم أتباع "

" إذا لم تعرف متى تتقدم و متى تتراجع فسينتهي الأمر بكم بشكل بشع "

إبتسم لهم بعدها بشكل شرير ما جعلهم يتذكرون ما عانو منه سابقا و يخفضون رؤوسهم خوفا من لفت انتباهه لهم

بعدها التفت لكاسر و أخبره

" الآن كرر من ورائي "

" أقسم بروحي أن أكون عبدا أبديا لك آمون "

بعد أن أكمل آمون كلامه ارتجف كاسر فجأة من الخوف و شعر بأن روحه تزأر داخل جسده و تدفعه للنهوض و مقاتلة آمون حتى الموت بدلا من الموافقة على أمره

ثم بعد أن أعاد نظره للمتواجدين في الغرفة و كيفية و قوفهم باحترام ما يدل على أن آمون انتهى مهنهم و قد تقبلوا بالفعل واقعهم الحديد ، أدرك بعدها أن الأمر سينتهي به مثلهم مهما كان رد فعله  سواء رغب في ذلك أم لا

لذا صر كاسر على أسنانه و زمجر بصوت غاضب و غير راغب قليلا

" أقسم بروحي أن أكون عبدا أبديا لك آمون "

بدأت المانا بعدها تتدفق من آمون تجاه كاسر و بعد أن انتهى من أداء القسم الروحي أحس كاسر بسلاسل تقيد روحه و بأنه لم تعد لديه القدرة أو حتى الرغبة في عصيان آمون

من جهة آمون بعد أن أحس بالمانا التي تتدفق منه ركز عليها و شعر بها و هي تتشكل في سلسلة ثم تربط نفسها بروح آمون و تلتصق بها كالطفيلي

بعد أن انتهى منه نهض آمون من مكانه و أمره ببرود

" قف بانتظام بجانبهم "

" نعم سيدي "

رد كاسر على أمر آمون باحترام ثم نفذ أمره بهدوء

" سحقا ، لقد تأقلم مباشرة "

رآى آمون هذا و عجز حقا عن الكلام

' الجحيم ، لقد تغير وضعه من قائد عصابة إلا خادم '

بدا الأمر خياليا و قد يصيب العديدين بالجنون لكنه لم يؤثر على الكثيرين هنا و اكتفو فقط بإبداء المقاومة في البداية ثم بمجرد إدراكهم لإستحالة الإعتراض قرروا السير مع التيار و استغلال كل ما يمكنهم استغلاله في هذه الفرصة لمحاولة إعادة النهوض لاحقا

فربما يكونون عبيدا لآمون لكن سلوكهم و غطرستهم لم تنقص شبرا واحدا بل ربما زادت في جوانب معينة و دليل بسيط على ذلك هو استمرارهم في احتقار النساء اللواتي حررهن آمون

حسنا ربما هذا أحد الأشياء التي سيندمون عليها قريبا

استدار آمون بعدها و حدق في الشاب الملقى على الأرض

اقترب منه و فحص جسده قبل أن ينهد

' إنه حقا في المستوى الأول '

' ورغم أن أساسه معيب قليلا إلا أنه يمكن تعديله و تصحيحه مستقبلا بسهولة بمجرد دخولهم للعبة و قضائهم بعض الوقت في العالم الجديد و إدراك مفهوم التطور و ما يمثله حقا '








الصعود في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن