الفصل 44 : البداية الحقيقية

33 12 0
                                    

في هذا الوقت رأت النساء في المكتب التفاعل الحميم بين الاثنين و اختلفت تعبيراتهم ، فمنهم من ابتسمت بلطف للموقف ومنهم من ابتسمت بإثارة ومنهم من خجلت ومنهم من ندمت على عدم مبادرتها وترك جميلة تسبقها

لكن الجميل في كل ما حدث هو أنه لم تشعر أي منهن بالغيرة منها ، فقد حاولت جميلة بجد الإعتناء بهم وتهدئتهم منذ أن قام آمون بتحريرهم

أيضا لقد اقتربو جميعا من آمون بشكل أو بآخر بل وحتى ضايقه وغازله الكثيرون منهم

ومن ما لاحظوه جميعا لم يرفض آمون أبدا مبادراتهم بل يبدو لهم أنها أعجبته كثيرا فحتى عندما كان يوبخهم على عدم تركيزهم أثناء التدريب ، كانت هناك ابتسامة كبيرة على وجهه

وبعد رؤية معاملة آمون لهم وتعامله مع رغباتهم بلطف فهموا جميعا أن ما يحدث معهم ليس مصطنعا أو خدعة وهو يزيف معاملته لمجرد خداعهم واستغلالهم لاحقا

بل لقد كانوا فقط محظوظين للغاية لأن آمون هو من أنقذهم

وقد فعل ذلك ولبا رغباتهم بكل بساطة لأنه لا يريد التخلي عنهم في المنتصف أو إهمالهم أو التصرف بشكل بارد معهم فقد تعاطف حقا معهم وحرص على محاولة التفاعل معهم بشكل طبيعي كأفراد عائلته وليس كأتباع أو أدوات وهو الأمر الذي تمكنو جميعا من إدراكه

بعدها نظر آمون للجميع بابتسامة ، ثم ودعوه وغادر

نزل للطابق الثالث بسرعة بينما فكر في خطوته التالية

لما وصل آمون للطابق رآى أفراد العصابة منتشرين حوله في حالتهم الدموية البائسة

لم يهتم بأمرهم ومشى وسطهم بهدوء

أقترب من النائب المنهك على الأرض وأمره ببرود

" اتبعني "

بعدها استمر في المشي و غادر ببساطة

ارتجف الجميع من دخول آمون للطابق ، لكن عندما رأوه يقترب من القائد فقط ثم يغادر دون أن يظربهم مرة أخرى تنهدو جميعا في ارتياح

بينما لم يكن النائب مرتاحا مثلهم فلحق بآمون بسرعة رغم آلام جسده الفضيعة

نظر آمون له وسأله

" حسنا أنت الذي تسيطر على هذا الفرع من المنظمة أليس كذلك ؟ "

" نعم "

" مم حسنا "

" أخبرني ، متى أقرب موعد لإجتماع النواب مع القائد؟ "

فكر النائب قليلا قبل أن يجيب

" ليلة الغد "

" حقا ، ممتاز ، يبدو أن الحظ إلى جانبي "

" غدا سأنتهي من أمرهم "

إبتسم آمون بمكر ونظر له بشكل أفضل قليلا

' حسنا ، أليس هذا الوغد محظوظا '

' كنت سأستمتع بالتركيز على ضربهم أكثر '

' لا يهم سيكون ضرب الجميع معا أفضل '

سلمه آمون بعدها قنينة الماء وأمره

" إشفي الجميع بسرعة "

أخذ منه النائب الزجاجة وحدق فيها بشوق

بعد كل الآلام التي عانوا منها وما فعلته هذه المياه لشفائهم فقد اعتبروها ببساطة دواءا إلهيا و الشيء الوحيد الذي يخفف من معاناتهم

ثم أسرع عائدا لشفاء أتباعه

بعد إنتهاء النائب من شفائهم جمعهم آمون حوله و بدأ يأمرهم

" حسنا إليكم ما ستفعلونه جميعا "

" كول قد عشرة أشخاص لشراء مستلزمات للنساء "

" ملابس و أغطية و أي شيء آخر قد يحتاجونه "

" إشتري بقدر ما تستطيع "

" البقية منكم ستحرسون المبنى و ستغلقونه للأيام القادمة بحجة التصليحات أو التجديد "

" أما أنتم فاتبعوني "

ثم أشار للنائب والحراس الأربعة و بضعة أشخاص آخرين وأمرهم باتباعه ثم غادر المبنى

بعد خروجهم ورائه ، أمرهم آمون بركوب سياراتهم و مرافقته للسيطرة على باقي المباني التي يمتلكونها في المنطقة

لا يحتاجهم آمون للسيطرة أو التصرف

هو يريد منهم فقط التعامل مع العلاجات و التنظيم بعد أن ينتهي من سكب الدماء و التعذيب

.
.
.

عمل آمون بجد و كفائة و استغرق منه الأمر حتى منتصف الليل ليسيطر تماما على فرع عصابة الجرذان في المنطقة الخامسة من المدينة C9 و يبدأ خططه رسميا

الآن أصبح لآمون منظمته الخاصة التي لا يعلم العالم أبدا بشأنها وحتى لو جمد كل شيء و توقف الآن فقط بسيطرته على الأوغاد في العصابة و فيلق الفاليكيري فقد حصل على القدرة على البدء بشكل أفضل بكثير مما فعل في حياته السابقة و الوصول لارتفاعات أعلى

كحوصلة للمنشآت لقد سيطر آمون على المبنيين الكبيرين الذين كانا يستخدمان للقمار و على الأربعة مبان الأخرى التي تستخدم للدعارة و أيضا على ثلاثين محلا مختلفا

و كحوصلة لقواته الجديدة فقد أصبح لديه 417 عبدا كان فردا من العصابة

كما ضم للثلاثمئة و تسعة وثلاثين إمرأة في فيلق الفاليكيري ما مجموعه تسعمئة وأحد عشر إمرأة أنقذها من الخمسة مباني الجديدة

وبهذا أصبح للفيلق 1250 إمرأة أنقذهم آمون بنفس الطريقة من جحيمهم وعالج جراحهم وندوبهم وآلامهم ودربهم قليلا ثم وعدهم بأنه سيعود غدا للقائهم وتفقد نتائج تدريبهم




الصعود في الظلامWhere stories live. Discover now