الفصل 45 : العودة للمنزل

35 10 16
                                    

بعد انتهاء آمون من كل شيء حرص على تحذير النائب والآخرين وأمرهم بأن يكتموا التغييرات في فرعهم ويخفوها بشكل جيد دون جذب اهتمام أحد أو إثارة فضوله

بعدها أخبره بأنه سيعود غدا وبأن يستعد للذهاب للاجتماع بشكل طبيعي وبأنه سيأتي معه

ارتجف النائب والآخرون الذين سمعوا كلماته وهم يتخيلون ما سيحل بعصابة الجرذان غدا بعد أن يدخل هذا الوحش إلى عرينهم ومهما فكرو في الأمر فقد أدركوا أن الإجتماع غدا قد يمر بأي شكل ، لكنه لن يمر بشكل طبيعي أبدا

' آااه يبدو أن عصابة الجرذان قد انتهى أمرها '

تنهد الكثيرون منهم في حزن فطبيعي أنهم لم يتأقلموا بعد مع واقعهم الجديد و مازال لديهم أمل في أن كل ما يحدث أمامهم مجرد وهم وغدا سيعودون لحياتهم الطبيعية وطغيانهم واستمتاعهم وفجورهم

لكن منظر ظهر آمون المغادر ببساطة قد حطم آمالهم وصفعهم على وجوههم وأكد لهم مرة أخرى أن هذا هو واقعهم الجديد

غافلا عن كل أفكارهم و أحلامهم أو فقط غير مكترث لها ، ركب آمون سيارته وشغلها وقادها بسرعة لمنزله

استمر في القيادة ومراجعة خططه وما سيفعله غدا حتى وصل بعد فترة

ركن السيارة وفتح الباب ثم دخل بهدوء للمنزل

نزع أحذيته وسار بهدوء للداخل

مر بجانب غرفة المعيشة وألقا نظرة فوجد مايا جالسة على الأريكة تشاهد التلفاز

ابتسم واقترب من خلفها بخفة ثم وضع يديه على عينيها

" احزري من أنا "

تفاجأة مايا من الشعور بشيء يغطي عينيها قبل أن تتعرف على ملمس الأيدي الدافئ والمريح لآمون وتسمع صوته عند أذنيها ففرحت واستدارت له سألته بقلق

" أخي أين كنت ؟ "

" لقد قرأنا رسالتك بأن لديك عملا وستتأخر ، وقررنا انتظارك لكنك تأخرت كثيرا "

" آسف عزيزتي ، لقد كانت لدي الكثير من الأعمال ولم أتمكن من العودة قبل أن أنتهي منها "

احمر خجلها بعد أن سمعته يناديها بعزيزتي ولم تستمر في سواله وابتسمت له بمحبة

" حسنا لا بأس ، المهم أنك بخير "

نزع آمون يديه من عينيها وربت على رأسها بلطف لفترة

بعدها استدارت له مايا وسألته

" هل تناولت العشاء ؟ "

" لا ، لم أتناول شيئا يا مايا أنا جائع جدا "

ابتسمت له ونهضت من مكانها

" لا تقلق لقد تركنا لك حصتك "

" سأذهب لأسخنها وأعدها لك "

ابتسم آمون لمرعاتها واقترب منها واحتضنها بلطف وقبلها على جبهتها

" شكرا لك مايا ، أنا سعيد حقا لرغبتك في الإعتناء بي "

" سأنتظرك حتى تنتهي ، فقط أخبريني إذا احتجتي أي مساعدة "

" لا تقلق أخي سأنتهي قريبا "

بعد أن ذهبت جلس آمون في الأريكة واستلقى ليسترخي قليلا

قد يكون جسده قويا كونه في المستوى الثاني يسيطر على المانا وحتى يصقل جسده بها

لكن كل الأحداث اليوم قد أنهكته و وضعت عبئا كبيرا على عقله

خاصة الإعتناء بالنساء بعد إنقاذهم فقد كان يركز بشدة على كل سلوكاتهم ليعرف بالضبك كيف يتفاعل معهم حتى يكسر أي حواجز قد وضعوها حولهم و يتمكن من الإقتراب منهم

وأيضا ليتجنب إضهار أي سلوك قد يذكرهم بصدماتهم و ما تعرضو له ويفاقمها

لهذا فقط تمكنو من الإسترخاء من حوله و الإقتراب منه وحتى اللعب معه و مضايقته

قد يبدو كل هذا مجرد أحداث بسيطة و طبيعية لكنها ليست كذلك على الإطلاق

فقط كيف يمكن لمن كانوا يتعرضون للإستغلال بوحشية و دون إكتراث لحالتهم لمن يدري منذ متى أن يتصرفو و يتدربو بشكل طبيعي وحتى يمزحوا مع آمون رغم أنه لم تمر ساعات منذ لقائهم به و إنقاذه لهم ؟

كل هذا جزء من خطته لعلاج حالتهم تماما و إعادة تشكيل نفسياتهم و شخصياتهم لتكون المرحلة التي مرو بها مجرد ذكرى سيئة و تجربة تعلمو منها خطورة العالم و كلامه و حقيقته لكي لا يخدعو مجددا في المستقبل

و الإهتمام بهذا الجانب قد وضع عبئا كبيرا عليه و لكنه لم يهتم بذلك وحاول بكل ما لديه الإستمرار حتى النهاية فهو يعلم أهمية الإعتناء بالصحة العقلية لمستخدمي المانا في المراحل الأولى وخاصة لأفراده

فإذا لم يهتم بصدماتهم و ذكرياتهم المريعة بشكل مثالي ستبقى تطاردهم و تأثر على شخصيتهم و أحكامهم و تصرفاتهم بشكل سلبي في المستقبل

كأن يسعو مثلا فقط للإنتقام وبعدها يشعرون بالضياع أو قد يتم استدراجهم و خداعهم أو حتى قد يتكون لديهم خوف مبالغ فيه من الرجال مع عدم القدرة على مواجهتهم أو الإقتراب منهم

إذا لم يعتني بكل هذا الآن في هذه المرحلة و يمنحهم الثقة و الإحساس بالوجود و القيمة الذي فقدوه و يرشدهم بشكل مثالي فسيشعر حقا بأنه قصر تجاههم





الصعود في الظلامWhere stories live. Discover now