الفصل 63 : الإجتماع الجزء 2

11 1 1
                                    


واصل كاسر كلامه بتعبير جدي و مهيب على وجهه

" إن ما سيحدث في الصراع القادم واضح و متوقع للغاية "

" ببساطة إذا لم ننضم لأي طرف من الأطراف المتنافسة فسيتم استهدافنا خوفا من انضمامنا لأطراف أخرى في لحظة حاسمة و قلب موازين الصراع أو حتى التأثير عليه "

" و إذا انضممنا لطرف خسر المنافسة لاحقا فيمكن القول بعدها أن أعمالنا ستتدمر و سنعاني بشدة و سنفقد مؤسستنا و نسقط عن مستوانا الحالي كثيرا و ربما لن نستطيع التعافي بعد ذلك أبدا أو قد  يستغرق منا الأمر عقودا لذلك "

ابتلع العديد من الحضور في الصالة لعابهم بعد كلام كاسر ثم أمسكوا بالوثائق التي في أيديهم بشدة و حدقوا فيها بتركيز أكبر بكثير من السابق و بدأوا يفحصون محتواها بدقة

' ايييه ، يبدوا أن المنافسة بدأت أسرع قليلا مما توقعته و من ما تم تداوله عنها في حياتي السابقة '

لم يجد آمون ما يحدث أمامه و الموضوع الذي يتكلم عنه كاسر غير طبيعي أو غريبا بل في الواقع إعتقد أن كاسر قد قلل من أهميته بشكل كبير

فقد سبق له و عايشه و شهد آثاره التي خرجت من مجرد صراع تجارب و منافسة خفية إلا صراعات حقيقية على مستوى واسع و عمليات اغتيال و اختطاف و ابتزاز مبالغ فيها كادت حتى أن تؤدي إلا سقوط العديد من الحكومات و الممالك التي لم تعد نفسها للصراع جيدا و لم تتوقع آثاره اللاحقة و إلى أي مدى سيصل  

ظهور شركات جديدة ، توسع شركات كانت بسيطة و غير معروفة  ، سقوط شركات عملاقة ، تحالف شركات ، خيانات و اغتيالات و حروب مصغرة للسيطرة على الأسواق

حدث كل هذا في السنوات الثلاث الأولى من التطور و يمكن إعتبار أن هذه السنة ستكون أولى سنواته و أكثرها هدوءا مقارنة بالقادمة حيث سيعتقد الجميع أنه مجرد صراع تجاري طبيعي في مرحلة تحولية و سيهدأ بعد أن تستقر المنافسة و يظهر التقسيم الجديد للأسواق

  لكن للأسف أفكارهم كانت خاطئة للغاية و بعيدة كل البعد عن الدقة و بعد هذا العام لم تتوقف المنافسة و الصراع بل إشتد و خاصة في السنة الثانية منه ، أين لم تستطع حتى السلطات الرسمية فعل أي شيء لإيقافه و لم ينتهي و يتوقف إلا بسبب تدخل المسيطرين و تحكمهم في الوضع الذي رأوا أنه بدأ يخرج عن السيطرة بحيث قد يفقدون قبضتهم عليه و يصبح ضارا لأعمالهم

و لهذا تدخلو و أنهوه بشكل خفي و سريع و بارد حسب أهوائهم دون اكتراث لأية آراء أو أفكار خارجية حول حل النزاع و حطموا أية معارضة ظهرت و بدت غير مقتنعة بقراراتهم بالقوة ثم استحوذوا على أعمالها

رغم أن هذا كان أول تدخل مباشر لهم إلا أن العالم بقي غير مدرك لوجودهم حيث تصرفوا كقوات رسمية تسعى لاستعادة الهدوء و إحلال السلم مرة أخرى لحياة الناس

لكن بمجرد استحواذهم على بعض الأعمال التي لم يهتموا بوجودها من قبل أدركو للأسف ربما متأخرين قليلا أن هناك العديد من القوى التي قد استفادت بالفعل من وجود المانا في العالم دون إدراك لكيفية عملها و فقط بسبب بعض الظروف الخاصة و الحظ ، لقد تطوروا حتى  أصبحت توجد حتى بعض القوى الجديدة التي إن تصرفو بشكل غير مدروس فقد يكلفهم الصراع المباشر معها الكثير من الخسائر

و كل هذا نتج عن عدم توقعهم لهذا التطور في الأحداث و عدم تقييدهم لهذه الأعمال قبل أن تنضج هي و المنظمات التي خلفها و بهذا فقد كادوا يفقدون سيطرتهم التي استمرت لقرون على الأرض

لذا فقد غير المسيطرون منهج و طريقة عملهم مباشرة بمجرد انتهائهم من هذا الإخضاع الكبير و إنهاء المنافسة الإقتصادية الشرسة التي اجتاحت العالم وكادت تسبب حربا أشرس من الحرب العالمية الرابعة التي كانت ستندلع قبل ظهور المانا للعلن

حيث خرجوا من عزلتهم التي فرضوها على أنفسهم و على أعمالهم و بدأو بشكل جدي في فحص المؤسسات على الأرض و تقدمها و ما إن كان مرتبطا بالمانا أو لا و كيفية حدوث ذلك و الإستحواذ  على كل ما و جدوه مفيدا لهم أو تدميره إذا ام يتمكنوا من ذلك

بسبب هذا و بعد التقدم الذي كانوا بالفعل قد أحرزوه كونهم مدركين لما يحدث في العالم و حتى لديهم إمكانية الدخول للعبة و العالم الجديد فقد تمكنوا من  حصد الكثير من التقنيات و التكنولوجيات و الأفكار الجديدة التي كانت أحسن مما توصلوا إليه في جوانب معينة و بالتالي حققو تقدما غير مسبوق في أعمالهم أدى بهم إلى زيادة تركيزهم على هذا المسعى و استغلال القوى البشرية الموجودة على الأرض و الإستفادة منها بشكل أكبر و هو الأمر الذي كان بسيطا لهم نظرا لأسسهم و قوتهم و السلطة التي لديهم


الصعود في الظلامDove le storie prendono vita. Scoprilo ora