الفصل 3 : أميرة

102 26 12
                                    

صباحا مع ظهور أشعة  الشمس الأولى استفاق آمون من نومه مرتبكًا و فتح عينيه بصعوبة و مع صداع خفيف في رأسه شعر و كأنه فقد الإحساس بنفسه ووجوده

اغمض عينيه و بعد أخذه لنفس عميق و طرده ببطء فتح عينيه و هذه المرة كانا واضحين و بهما لمعان و حدة كأنها تفحص روح المرء و تحدق في أعماقه

دقق في غرفته بشدة و تمعن في التفاصيل بعناية قبل أن يغلق عينيه مرة أخرى و يتنفس بهدوء ليحافظ على هدوئه بعد أن شعر بنبضات قلبه المتسارعة بشكل جنوني

بعد خمس دقائق نهض من مكانه و فحص هاتفه ليجد الساعة الخامسة والنصف صباحا من يوم 10 أوت 2015

" يبدو أنني لا أحلم "

بعد تمتمته جلس آمون في وضعية تأمل و بدأ يتذكر كل معاناته و ما حدث له في حياته السابقة و الصعوبات والآلام التي واجهها ، مشاهد عديدة اندلعت في ذهنه

انهمرت دموعه بعد إدراكه لواقعه الجديد و أهمية ما منح له و فهمه لما يمكنه تحقيقه بفرصته الجديدة

بعدها أغلق عينيه و ركز على جسده لفحصه بدقة خوفا من أن يتأثر بأي مما واجهه لكن إلى جانب غياب المانا الذي كان طبيعيا إذا كان تخمينه صحيحا و ضعف جسده بشكل رهيب لم يجد أي شيء آخر

ابتسم بشكل كبير ثم نهض من مكانه واقترب من خزانته ليفتحها وأخرج ملابس نظيفة ثم خرج من غرفته ليذهب إلى الحمام في نهاية الممر

وجده مفتوحا  فدخل و أغلقه خلفه

نزع ملابسه القديمة ووضعها في سلة الغسيل و دخل عاريا لحجرة الإستحمام

ألقى نظرة على الحجرة قبل أن يقترب من مرآة الحائط و يفحص مظهره القديم

بشرة سمراء فاتحة و جسم ضعيف بسبب عدم ممارسته للرياضة ووجه جميل بشعر أسود قصير

مجرد شخص طبيعي ذو مظهر جميل و لا يمارس الرياضة ولكن هذا فقط إذا لم تنظر إلى عيونه الذهبية التي حتى في حياته السابقة كانت مميزة للغاية ولم يفهم حتى الآن سبب حصوله عليها

حسنا و ربما شيء إضافي آخر ، عضوه الكبير حتى و هو نائم ، بدى هائلا و مرعبا و مثير في نفس الوقت

اتسعت ابتسامته و هو يحدق به ثم أظلم وجهه لثانية وهو يتذكر حادثة أليمة عانى بسببها كثيرا و أقسم على تجنبها و الإنتقام منها هذه المرة

بعدها أعادت عيناه الذهبيتان النظر إلى عضوه قبل أن يأرجحه من جانب لآخر و يتفحص اتصاله مع باقي جسده بشكل صحيح و سلامته قبل أن تعود ابتسامته و لكن هذه المرة بشكل أكثر اتساعا

" حسنا لدينا الكثير من العمل "

ذهب آمون تحت المرش و فتح الماء البارد و تركه ينزل عليه و يتدفق على جلده ما منحه الراحة و أكد البرد الطفيف الذي يشعر به جسده الحالي على حقيقة ما يعيشه حاليا و أنه حقا عاد إلى الماضي

بعد 20 دقيقة خرج من الحمام و نزل إلى الطابق السفلي
دخل المطبخ ليجد إفطار جميع أسرتهم معدا بدقة من طرف والدتهم ثم سار إلى الرواق فوجدها تستعد للخروج
بجسمها المذهل الذي لم تخفه عبايتها العريضة و وجهها الجميل مع مكياج خفيف و شعرها المربوط في كعكة بسيطة و أنيقة

مظهر بسيط لكنه أعطاها سحرا طبيعيا يأسر العيون

"صباح الخير عزيزي هل استيقظت مبكرا اليوم "

قالت والدته بصوت ناضج عذب شعر بعد استماعه له منذ سنوات بأن جسده يقشعر ويرتجف ثم لاحظها وهي تقترب منه بابتسامة محبة على وجهها

دمعت عيناه و هو يشاهدها تقترب منه و تقبله و تحرك جسده من تلقاء نفسه و عانقها من خصرها بشدة و دفن رأسه في حضنها و كأنه يريد الشعور بقلبها ينبض بالقرب منه ليؤكد على وجودها و أن المرأة التي أعتنت به منذ صغره واعتبرها شمسا في حياته حية و موجودة هنا أمامه

المرأة التي تبنته و أخته التوأم بعد وفاة والديهما و منحتهم الرعاية كأطفالها الحقيقين و حتى الآن ما زالت تهتم بهم بشدة و تعتني بأخته المريضة و تسدد نفقاتها الطبية الغالية ما جعلها تواجه صعوبات مالية لكنها لم تشتك و لم تلم أي منهما

حتى أنها رفضت طلب زوجها الأناني بالتخلي عن الشقيقين ما أدى إلى تشاجرهما و الطلاق

بعدها وافق باقي العائلة على البقاء و العيش  مع والدتهم أميرة

الصعود في الظلامWhere stories live. Discover now