الفصل 60 : تجمع النواب

13 2 0
                                    

آمون ليس خائفا من أن يستطيع أحد هزيمته أو إيقافه أعماله الشخصية بل هو خائف من أن لا يتمكن من الحفاظ على سرية هذه الأعمال وخاصة تشكيل منظمته و تطويرها و توسيعها بأن يرتكب خطئا غبيا بإهماله ما  سيؤدي به إلى فقدان جميع مزاياه التي اكتسبها و يسعى لاستغلالها حتى الآن

إذا تم إكتشاف أهداف آمون أو أعماله فلن يسمح له المسيطرون بالاستمرار و النجاح أبدا و الإستحواذ على العصابات والسيطرة عليها و حتى نشاطاته في المستشفيات ستكتشف و ستقيد

سيتم بعدها مطاردته و عائلته للحصول على أسراره و ستتحول فرصته التي إعتبرها أملا لتحقيق الحياة التي لطالما حلم بها مع أحبائه إلى جحيم ربما أسوأ بكثير من الذي عاشه في السابق

تنهد آمون لاستعادة تركيزه ثم وقف بهدوء خلف النائب كحارس مثالي يستعد لحمية سيده و تنفيذ أوامره في أي وقت

بعد مدة بدأ العديد من الأشخاص المعنيين بالإجتماع في الدخول للصالة الواسعة

أغلبهم في منتصف العمر يرتدون بدلات راقية و رغم مظاهرهم الشرسة و المتوحشة فقد بدو جميعا معتادين عليها ما أكد لآمون تخميناته

' هيه '

' يبدوا أنهم أكثر تنظيما و ذكاءا من ما توقعته و حتى أعمالهم لها قاعدة صلبة و نتائج ممتازة '

' سحقا '

' كيف نظموا أنفسهم بهذا الشكل و متى فعلوا ذلك بحق الجحيم ؟ '

بينما كان آمون يفكر دخل شخص محاط بحراس أشداء تميزوا عن جميع الحراس في الغرفة بهالة شرسة بدت أنها تتسرب من كل كيانهم

نظر هذا الشخص حول الغرف ثم بمجرد أن رآى كول إبتسم بشكل متعجرف واقترب منه

" هيه ، أنظروا من لدينا هنا "

" كيف حالك سول ؟ "

" لازلت مبكرا في هذه اللقاءات كعادتك "

توقف آمون عن التفكير بعد أن قاطعه اقتراب شخص في منتصف العمر بلحية كثيفة و رأس أصلع و جسم قوي و عضلات بارزة من النائب و بدأه محادثة صاخبة و تبدوا حتى ساخرة معه

نظر النائب برفقة آمون و المدعو سول إلى هذا الرجل بقليل من الإزدراء ثم تظاهر بالفرح و ابتسم له و رحب به

" مرحبا بك زول "

" أنت تعلم أن القائد يكره عندما يتأخر أحدنا لذا أصبح القدوم مبكرا إحدى عاداتي "

اتسعت ابتسامة زول بعد أن سمع كلامه ثم التفت لحراس سول

" إيييه ، كالمتوقع منك "

" لديك حقا عين جيدة في اختيار الحراس يا سول "

راقب زول الحراس الثلاثة لسول و أومأ برأسه ثم توقف قليلا عند آمون و لمعت عيناه و ابتسم بشكل ماكر دون أن يلاحظه أحد ثم غير الموضوع و قاد سول للزاوية ليتناقشا بشكل فردي

بينما استمر آمون في فحص هذا الوافد الجديد الذي بدا له مظهره مألوفا للغاية ما يعني أنه كانت له سمعة معينة في حياته السابقة اقترب أحد الحراس منه و أوضح له

" يدعى هذا الشخص زول "

" إنه قائد الفرع الثالث في المنظمة و يمكن اعتباره ثاني أقوى شخص فيها و قائد أقوى فرع بعد فرع الزعيم "

" كان زول مقاتلا مشهورا في حلبات القتال السوداء في الماضي و قضى فيها الكثير من السنوات حقق فيها نجاحا كبيرا  ما أكسبه الكثير من الخبرة في القتال والتدريب ثم بقدرته المذهلة في اختيار و انتقاء الأفراد الموهوبين كمقاتلين و تجنيدهم في صفوف رجاله ثم تدريبهم ليصبحوا مقاتلين شرسين و لا يخشون من القتال حتى الموت إذا تطلب الأمر منهم ذلك أصبحت له مكانة خاصة عند الزعيم "

بعد سماع آمون لكلمات الحارس و خاصة المتعلقة بالإكتشاف و التدريب نظر آمون لزول مرة أخرى بتدقيق ثم ابتسم و لمعت عيناه

' إذن إنه هو '

نعم ، لقد تذكر آمون الشخص المدعو زول من حياته السابقة

' قائد العشرة آلاف جنرال '

كان هذا هو اللقب الذي أطلقه العديدون على زول بعد أن أسس منظمته الخاصة لاحقا و التي أصبحت قوية للغاية ومرعبة

حيث عرف زول بحبه لأخذ التلاميذ و قدرته على إدراك مواهبهم المخفية و تدريبهم لصقلها و إبرازها

و بنجاحه في ذلك مرارا و تكرارا خلق لنفسه سمعة مدوية و جيشا لا يقهر تقريبا

' هيه ، لدينا كنز هنا '

حدق آمون في زول مرة أخرى و لكن هذه المرة بجشع و بدأ يتخيل العديد من الطرق لعصره حتى يجف و الإستفادة من قدرته تماما

في هذه الأثناء بينما كان زول يتحدث مع كول تصلب جسده و شعر فجأة بالقشعريرة من الخوف و بأن خطرا عظيما يهدده و يحيط به و سيغير حياته المثالية و  يحطم مستقبله المشرق الذي يدرك جيدا أنه سيحققه

توقف بعدها في مكانه قليلا و لم يفهم سبب الشعور المرعب و الغريب الذي أصابه ثم بعد التفكير مليا و فحص جسده جيدا ولم يجد أي شيء غريب فاعتقد أنه ربما مريض أو يتوهم و قرر في النهاية تجاهل الأمر







الصعود في الظلامOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz