الفصل 28 : العودة

34 11 0
                                    

لاحظت آسيا نظرة آمون تتجه نحو أثداء والدتها ولم تعرف ماذا ستقول له ولتهور والدتها وعدم اهتمامها

ثم بعد شكر سلمى له ورده عليها قامت والدتها بتعديل وضعيتها وعادت للجلوس في مكانها

بدأت الأسرة تناول الطعام

" مممم لذيذ "

شعر آمون بالذهول و هو يتناول الطعام أمامه و رغم أنه واثق من بساطة المكونات إلا أن طعمها كان حقا فريدا و منعشا حتى بالنسبة له الذي تناول العديد من الأطباق الفريدة

" أليس كذلك ، طعم أطباق آسيا دائما مذهل "

" نعم "

أكدت كل من سانا و دانا على كلامه بينما احمر خجل آسيا من مديحهم لها و في نفس الوقت أضهرت تعبيرا فخورا

في هذا الوقت راقبت سلمى تفاعلاتهم و لمعت عينها ثم بادرت بالتحدث مع آمون

" مرحبا آمون هل تدرس ؟ "

" نعم في السنة الأولى جامعي "

" أي جامعة إخترت ؟ "

" الجامعة الأولى في المقاطعة "

" ايييه رائع آمون "

" أخي أنت ذكي "

مدحت الشقيقتان آمون بابتسامة كبيرة على وجوههم المحشوة بالطعام

" نعم بالطبع ، أنا ذكي "

تفاخر آمون بلا خجل أمام الفتيات و أضهر تعبيرا لشخص يريد أن يبدو رائعا

ثم أضافت آسيا على كلامه

" يبدو أننا سنكون زملاء آمون "

تفاجأ آمون من تصريح آسيا ونظر لها بشكل مختلف ، فهو يدرك جيدا صعوبة إمتحانات القبول لهذه الجامعة و مدى الذكاء الذي يجب أن يمتلكه الشخص و الجهد الذي يجب أن يبذله ليضمن مقعدا له في صفوفها ، ثم واصلت آسيا

" سأكون تحت رعايتك "

" بالطبع "

ابتسم آمون و أجابها

استمرت الأسرة بالدردشة و تعرفو على بعضهم البعض ، ولما سألته سلمى عن عائلته ذكر لهم وفاتهم فحزنو له

ثم أخبرهم بأميرة و تبنيها له و أخته نورا

ذكرت سلمى معرفتها لوالدته و أعمالها رغم أنهما لم تلتقيا من قبل

وعدها آمون بأنه سيحرص على أن تلتقيا خاصة وأن كلتاهما نساء ذكيات و قادرات فسيكون لهما الكثير من المواضيع المشتركة للدردشة و التعارف

بعد الإنتهاء نهض آمون و ارتدى ملابسه الجافة ثم ودع العائلة ووعد الشقيقتين باللقاء مرة أخرى و اللعب معهما

بعد مغادرته تحولت الإبتسامات في الردهة إلى تعابير جادة

نظرت سلمى و بناتها لبعضهم البعض قبل الجلوس و بدأ مناقشة جادة وحاسمة بالنسبة لهم ، لن يعلم آمون موضوعها إلا لاحقا

بعد مغادرة آمون منزل سلمى ، سار ببطء لبيته و استمر في التفكير في العديد من خططه وبعد ثلاثين دقيقة وصل لبيته

فتح الباب بالمفتاح ودخل للبيت

دخل غرفة المعيشة ووجد جميع أفراد عائلته هناك

أحست الأسرة بوجوده و نظروا إليه مع تألق عيونهم

نظر آمون إلى تعابيرهم المتحمسة و أجسادهم التي تبدو أفضل بكثير من ذي قبل وخاصة جدته التي تبدو أصغر بعشر سنوات و استعاد جسدها الكثير من حيويته و اختفت نصف تجاعيدها

إقترب منهم بابتسامة على وجهه و قبلهم على خدهم  واحدة تلو الأخرى

تحدث معهم قليلا و بعد أن سألهم عن حالتهم و كيف يشعرون ، أجابو أنهم في حالة جيدة

جلس في وسطهم و استمرو في الدردشة ثم بعد فترة إعتذر منهم آمون و أخبرهم بأنه سيكون مشغولا في غرفته حتى الغد صباحا

لم يطرحوا عليه الكثير من الأسئلة وودعوه بابتسامة

صعد آمون إلى غرفته وبدأ يفكر في خططه

ستبدأ خطته بالسيطرة على المدينة ، بعدها سيتوسع للبلاد ثم القارة ثم باقي الكوكب

و ما يقصده بالسيطرة ليس سوى اكتساب القدرة على الوصول لعدد كبير من الأشخاص و حشدهم بشكل سري

نظرا لأن الأرض القديمة ستختفي ، سيعاني العديدون بعد الإندماج لأنهم سيكونون كالحصى المتناثرة ولن يجدوا مكانا ينتمون إليه

بينما سيستفدون منه لتدخله وجمعه لهم وتوحيدهم وسيحصلون مجانا على مكان يكونون فيه آمنين و لا يخشون استغلالهم

أما خطط المسيطرين و الحكام فسيحاول تجنبها قدر الإمكان لكن بعد وقت معين لن يبقى خائفا منهم و سيقوم بفصل الحدود بينه و بينهم لمنعهم من التأثير على منظمته وأعماله

و ليبدأ بسرعة يحتاج للنجاح في إقتحام المستوى الثاني

أعاد آمون تركيزه وبدأ تأمله وعملية جمع المانا و تحفيز جسده على امتصاصها

بقدرته على التحكم بجسده ، شعر آمون أنه يتكيف مع المانا أكثر فأكثر و يمتصها بشكل أسرع

استمرت العملية و تلاشى احساس آمون بالوقت و فقد نفسه في العملية

مع كل نفس يأخذه يزداد تركيز المانا داخل جسده ببطء

و بعد المجهود الذي بذله سابقا أثناء تدريبه لجسده فقد حفزه على استهلاك الطاقة المخزنة فيه ، ما سيدفعه لزيادة امتصاصه المانا و استهلاكها للشفاء و للتطور

وجه المانا كالعادة في مسار محدد لتغذية أعضائه التنفسية و الدورة الدموية ثم باقي الأعضاء و العضلات

بحلول الواحدة صباحا تحرك جسد آمون قليلا ثم عاد لهدوئه

شعر آمون بتشبع جسده بالمانا وأحس بحاجز الوجود

الصعود في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن