الفصل 13 : التطور الجزء 2

48 15 2
                                    

استمر إمتصاص آمون للمانا حتى تشبعت شرايينه و قلبه ثم ركز بعد ذلك على تغذية عظامه و أعضائه وعضلاته بشكل تدريجي ليعتادو عليها و ليتفادى صدمتهم و إيذاء جسده

بعد ساعات من الإمتصاص و التغذية بالمانا ونتيجة لخبرته و تحكمه الممتاز ، تشبع جسد آمون تماما بها

بعدها أحس بحاجز غريب يقيد المانا داخل جسده و يمنعها من الزيادة أكثر مما هي عليه

شعر آمون بالسعادة وواصل تأمله

أطلق على هذا الحاجز في العالم الجديد إسم حاجز الوجود ، و الإحساس به هو علامة على الإقتراب من حدود التطور للكائن و بالنسبة لآمون الآن فهو دليل على وصوله إلى عتبة الإختراق إلى المستوى الأول

الآن هناك طريقتان للإختراق

إما جمع كامل المانا في جسده و تكثيفها ثم توجيهها لتحطيم الحاجز مباشرة أو الإستمرار في امتصاصها و تغذية جسده بها رغم ما سيعانيه من آلام بسبب المقاومة وفي مرحلة معينة ستتوقف هذه المقاومة و ستتدفق المانا عبر الحاجز بشكل طبيعي

من الواضح أن الطريقة الأولى تبدو أسرع لكنها في الواقع أخطر كما تؤذي الجسد و لا تستخدم إلا عند الحاجة للإختراق بشكل طارئ

قرر آمون بشكل واضح اتباع الطريقة الثانية و امتصاص المانا أكثر لمحاولة تغذية جسده فوق حده و اختراق الحاجز بسلاسة

ركز أيضا على تحريك المانا و حثها على اختراق الحاجز الحاجز

بعد فترة وبفضل خبرته السابقة مرة العملية بسلاسة

أحس بالحاجز يتلاشى و بجسده يمتص بجوع كل المانا التي كان متشبعا بها كالبالوعة و شعر بأنه تحرر من بعض القيود التي كانت تحتجزه وتقيده

لقد اخترق و تطور و أصبح كائنا من المستوى الأول

قد تبدو العملية بسيطة لكن العديد من الموهوبين يلزمهم حوالي الأسبوع للإختراق وبالنسبة للأشخاص العاديين قد تستغرق العملية شهرا

لكن بالطبع هناك وسائل خاصة لتسريع العملية كأماكن تدريب مشبعة بالمانا أو كنوز خاصة أخرى تجعل الإختراقات أسهل و ستظهر أهمية هذه العناصر بشكل خاص في المستويات المتوسطة و العليا

ركز آمون على جسده و شعر بالقوة الكبيرة التي يمتلكها لكنها لم تجعله يفقد عقله ويتحمس بشدة حيث أكد لنفسه مرارا وتكرارا أن هذه فقط البداية و ليست شيئا أمام ما كان لديه في حياته السابقة و أمام ما سيحصل عليه هذه المرة أيضا

ثم توقف عن التفكير بعد أن أحس باللزوجة المألوفة حول جسده والتي تبدو هذه المرة أكثر كثافة مثل الطين وليس كالعرق وبرائحة أكثر فظاعة بكثير من المرة السابقة تنبعث من جسده فسارع للحمام

ما خرج من جسده هو عبارة عن فضلات و شوائب داخله قد يكون امتصها من غذائه و محيطه منذ ولادته أو قد تكون طبيعية في تكوينه فيتم تطهيرها و إزالتها أثناء عملية التطور

إستحم آمون لفترة أطول و تأكد من أنه تخلص من الرائحة الكريهة و الشعور المزعج باللزوجة

بعدها نظر إلى نفسه في المرآة ولم يستطع إمساك نفسه وأطلق صفيرا صغيرا

" هيه ، المانا حقا شيء آخر"

جسم أوسع و أكثر قوة و حيوية مما يتذكره صباحا ، عضلات أكثر كثافة و تحديدا و أيضا عضوه الذي بدى أكثر مثالية هو و كراته الضخمة

تشكلت ابتسامة على وجهه كلما نظر إليه و شعر بالسعادة

كيف لا وهو ما فقده في حياته السابقة و عجز عن استعادته ، لكنها قصة سنتركها لوقت آخر

بالعودة لآمون ، حول نظره لعينيه اللامعتين و تذكر إحدى مغامراته الرئيسية في حياته السابقة و التي يعتبرها سبب واحدة من أخطر الكوارث التي تعرض والتي كانت تنهي وجوده

في إحدى رحلاته الاستكشافية ، وجد آمون صدفة كتابا في قبو منزل قديم مهجور في واد عميق داخل غابة الضباب في العالم الجديد

كما وجد معه عناصر أخرى لم يعرف حتى ما هي و ما فائدتها و استعمالها

تضمن هذا الكتاب العديد من المعلومات و المعارف التي صححت له العديد من أخطائه أو نبهته على ما حيك لهم لكن للأسف بعد فوات الأوان

لكنه هذه المرة سيحرص على الإستفادة منها حيث اتسعت نظرته و معرفته لما يحدث من حوله

من ما تعلمه من الكتاب ، سبب تميز عيونه الغريبة و عدم قدرته على استخدامها

ذكر الكتاب وجود بعض الأفراد الذين لديهم مميزات خاصة عن الأشخاص في عرقهم كالعيون أو البنية الجسدية أو حتى الدماغ أو أعضاء أخرى

قد تمثل هذه الإختلافات طفرات جينية و تطورية أو قد  تكون موروثة

لتحريرها و فتح قدراتها يجب أن تغذى بالمانا بشكل خاص وبكميات كبيرة

في حياته السابقة تأكد من وجود شيء مميز في عيونه لكنه للأسف مات قبل أن تتاح له الفرصة لاختبار الطريقة

' هذه المرة لن أفشل '

' ممم لكن ليس بعد '







الصعود في الظلامWhere stories live. Discover now