الفصل 53 : عزم النساء

25 3 3
                                    

بعد انتهاء آمون من كلامه أومأت له النساء بوجوه جدية ثم ذهبوا بهدوء لارتداء ملابس ملائمة للخروج و بعدها نزلوا للطابق السفلي

رأوا كول و العديد من أفراد العصابة الآخرين بمظاهرهم الشرسة  ينتظرونهم في الأسفل و رغم تظاهرهم بالتعامل معهم بشكل جيد و باحترامهم لهم فإنهم لم يتمكنوا من إخفاء مدى ازدرائهم و احتقارهم للنساء أمامهم وكيف أنهم من مجرد سلع مستعملة يعاملونها كما يشاؤون أصبحت لديهم القدرة على أمرهم

لاحظت النساء كل هذا و لم يسعهم إلا أن يشددوا على قبضاتهم من الغضب

' قريبا سأجعلهم يدركون مدى بشاعة الخطأ الذي ارتكبوه '

حدقت جميلة في أفراد العصابة أمامها بكراهية وارتفعت نية القتل في قلبها قبل أن تخفي مشاعرها و تتقدم للأمام

نظرت لهم بوجه خال من المشاعر و كلمتهم

" من الأفضل أن نسرع و ننفذ أوامر السيد "

" أنتم لا تريدون أن أعود و أخبره أنكم عطلتم تنفيذ أوامره و رفضتم فعلها أليس كذلك ؟ "

استعاد أفراد العصابة إدراكهم بعد أن سمعوا كلماتها و تصلبوا من الخوف قبل أن يسرعوا و يحضروا السيارات و عدة حافلات جهزوها لتركب النساء

بعدها انفصلو لمجموعات و غادروا لإحضار بقية أفراد الفيلق

بعد مدة وصلت السيارة التي ركبت فيها جميلة إلى مبنى كبير مشابه للذي كانوا فيه لكنه يتواجد في منطقة أكثر ازدحاما

أدخلو عرباتهم في المرآب الكبير ثم خرجوا منها

اجتمعت جميلة و خمسة نساء أخريات و سارو نحو النساء الذين ينتظرونهم أمامهم

.
.
.

قبل نصف يوم

" اااااااااه "

استيقظت امرأة في الخمسين من عمرها تتمتع بجسم ناضج مثير و شعر أسود طويل و عيون سوداء لامعة تصرخ بشكل خائف بعد أن عانت من كوابيس أثناء نومها

نهضت ببطء ثم نظرت حولها حولها و لما رأت أنها لم تعد محتجزة و مربوطة كما اعتادت لسنوات و أن ما حدث البارحة ليس حلما بل حقيقة و قد تم تحريرها حقا لم تتمالك نفسها و تبللت عيناها

اقتربت منها صديقاتها و بعض النساء و احتضنوها بعد أن سمعوا صراخها السابق

" ما الأمر مليكة ؟ "

" هل أنت بخير ؟ "

إستفسروا عن حالتها و القلق باد على وجوههم فقد كانت مليكة أكثر من ساعدت آمون في تهدئتهم ليلة البارحة

لاحظت مليكة  الخوف و القلق على وجوههم و لأنها لم ترغب في ارعابهم تمالكت نفسها و وقفت ثم ابتسمت لهم

" لا تقلقوا علي ، لقد عانيت من مجرد حلم سيء فقط "

" بعدها استيقضت ووجدت أن ما حدث البارحة ليس خيالا و قد تم تحريرنا حقا "

" لا يسعني إلا أن أشعر بالسعادة الشديدة وفي نفس الوقت الخوف من العودة لما كنا عليه "

نظرت لها النساء و فهمو مشاعرها فهي ما كانوا يفكرون فيه أيضا و لم يعرفوا ما الذي عليهم أن يقولوه لها

" هاها لا داعي للقلق "

" لقد وجدت إجابتي بالفعل "

" أليست هي ما كان يحثنا على الحصول عليه البارحة منذ انقاذه لنا "

" القوة "

" نحتاج القوة "

" بدونها حتى لو حررنا آمون تماما و سمح لنا بالذهاب فلا شيء يمنعنا من الوقوع في نفس المأساة و المعاناة مرة أخرى "

" لذا إذا لم نكتسب القوة اللازمة لحماية أنفسنا فإن هذا النوع من الأحداث سيتكرر مجددا "

" وقد أخبرنا أن الوضع سيصبح أخطر بكثير مستقبلا"

" من الواضح أنه قوي ولا يحتاج إلى إخبارنا بذلك أو حتى إلى إنقاذنا لذلك أنا أثق به و سأنفذ ما قاله "

" لن أخيب أمله "

بعدها نهضت مليكة من مكانها و ذهبت لتمارس التمارين التي شرحها لهم آمون البارحة

حدقت فيها النساء و ابتسموا ثم ذهبوا و تدربوا معها

حدث مشهد مشابه في كل المباني التي تواجدت فيها النساء التي أنقذها آمون حيث فهموا أن آمون قوي و لا يحتاج إليهم بالضرورة

لقد كان بإمكانه طردهم أو تركهم لشؤونهم الخاصة بعد سيطرته على أفراد العصابة

لكنه حررهم و عالجهم و ساعدهم على استعادة سلوكهم الطبيعي و حتى شرح لهم ما يحدث و ما سيحدث مستقبلا و أوضح لهم الطريق الذي عليهم أن يسلكوه إذا أرادوا تفادي الكوارث المستقبلية

بعد أن رأو قوته الخارقة و غير الطبيعية و أيضا تأثيرات دمائه المعجوة على جراحهم و إصاباتهم

من الواضح أنه لا يكذب و أن كلامه حقيقي لهذا قرروا إستغلال الفرصة التي منحت لهم من طرف آمون تماما و عدم تخييب أمله لذالك بذلوا كل جهودهم في التدريب

بعد منتصف النهار سقطت جميع النساء منهكات تماما و غير قادرات على الحركة

قرروا الراحة قليلا و بعد فترة وصلت العربات التي أرسلها آمون لإصطحابهم

" مليكة لقد دخلت العديد من العربات للمبنى "

ابتسمت مليكة للمراهقة التي أتت إليها و أخبرتها بدخول العربات قبل أن تنظر إلى الجميع

" لنذهب و ننظم لمنقذنا "

بعدها سارت للطابق السفلي و تبعتها باقي النساء

بعد أن نزلو رأو جميلة و خمس نساء يخرجون من العربات و يتقدمون نحوهم

الصعود في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن