الصعود في الظلام

الفصل 14 : التجمع العائلي الجزء 1

فكر آمون لمدة ثم قرر تأجيل فتح قدرات عيونه حتى يتطور جسده أكثر ليستعد لأي تغييرات أو أعراض جانبية قد تحدث له و ليمتلك القدرة على التحكم بها إذا كانت خطيرة عليه

خرج من الحمام بعد أن نظفه ثم عاد لغرفته

نظفها أيضا بدقة وحرص على ازالة الرائحة المنتشرة ثم نظر للساعة فوجدها الخامسة مساء

قرر النزول و انتظار عودة أفراد عائلته

نزل ووجد الأريكة التي كانوا مستلقين عليها في حالة من الفوضى فنظفها و نظف غرفة المعيشة أيضا

شغل التلفاز ووضعه مرة أخرى على قنوات تكنولوجيا و تجارة و إقتصاد و سياسة واستمر في دراسة و تحليل كل المواضيع و المعلومات التي تمر أمامه و مع معرفته المستقبلية و ذكائه فإنه يستطيع من خلالها تحديد ما هو حقيقي وما هو خداع و ما هو مبالغ فيه و ما يتم إخفاؤه ليتنبأ بما سيتعامل معه

حيث أن أكثر مايركز عليه هو محاولة معرفة ما تخفيه السلطات و الأثرياء من تكنولوجيا و قوة و إلى أي مدى وصلوا الآن ليكيف خططه و يدرس تحركاته ليكون بعيدا عن راداراتهم

مرت فترة و بحلول الخامسة مساءا عادت سارة للبيت ودخلت غرفة المعيشة

نهض آمون و استقبلها و سكب لها كوب ماء

" مرحبا بعودتك جدتي "

" مرحبا آمون ، كيف حالكما ؟ "

" بخير جدتي "

أين مايا "

إستقبلت سارة آمون بابتسامة و سألته عن مايا بعد أن لم ترها في المطبخ أيضا

" إنها في غرفتها ، ربما صعدت لتتحدث مع صديقاتها كعادتها "

ابتسمت سارة لإجابته ثم نظرت إليه و فجأة اتسعت عينها من الدهشة وأصبح تعبيرها خطيرا

اقتربت منه و تلمست جسده من كتفيه حتى أسفل قدميه

" آمون ماذا حدث لك "

سألته بتعبير جاد و قلق خوفا من أنه يتعاطى بعض المنشطات أو المواد الخطيرة بعد أن لاحظت تطور جسده

من الواضح أن جسده أصبح أفضل و لكن أن يتحسن بسرعة كبيرة هو أمر مبالغ فيه للغاية وغير منطقي لها

إحتضنها آمون و مسح على ظهرها برفق قبل أن يقول لها

" لا تقلقي جدتي أنا بخير و ما حدث لي ليس نتيجة لمهما كان الشيء السلبي الذي تعتقدينه "

حدقت به قبل أن تسأله

" إذن أخبرني آمون "

" ماذا حدث لك ؟ "

حدق فيها آمون بمحبة و احمرت عيناه وهو يرى حبها له و قلقها الحقيقي من أجله ثم يتذكر كيف فقدها هي أيضا و الكثيرين في حياته السابقة بسبب ضعفه و جهله و أقسم مرة أخرى أنه لن يقرر أخطائه الغبية هذه المرة

" لا تقلقي جدتي بمجرد إجتماع الأسرة سأخبركم بكل شيء معا مرة واحدة "

نعم ، بعد تفكيره مليا قرر أنه سيخبرهم ببعض الأمور لأنه في وقت ما سيحتاج لعلمهم بخططه و للعديد من الأيدي للمساعدة في أية أعمال مهمة لديه و يجب أن يفهموا ما يحدث بشكل تدريجي حتى يعدهم ليأقلموا مع حياتهم الجديدة و لا يصدمهم و يخيفهم

فما سيواجهه و ما سيحتاج لفعله و يخطط له ليس أمر ينفذه شخص أو مجموعة صغيرة بل الملايين

و لقيادة هذه الأعداد بشكل صحيح سيحتاج إلى إختيار مسؤولين يفهمون ما يحدث أمامهم و ما يريد منهم أن يفعلوه و لماذا و الأهم أن يكونوا أهلا لثقته

و عائلته بالطبع على رأس هذه القائمة

فإضافة إلى قرابتهم فإن كلهم موهوبون و أذكياء للغاية سواء في الأرض أو في اللعبة في حياته السابقة ، ولهذا فقدهم

لأنهم ببساطة لم يفهمو مثل الكثيرون غيرهم ما معنى أن تكون موهوبا في اللعبة

أن تكون لك الفرصة و الإمكانية لمنافسة من لا يريدون منك أن تمتلك حتى القدرة على رؤيتهم ناهيك على أن تستطيع تهديدهم

" حسنا آمون سأصعد لأستحم و أعود "

" نعم جدتي "

قبلها آمون على رأسها ثم بمجرد صعودها عاد لمشاهدة التلفاز
بعد فترة نزلت ساره من الحمام بمنشفة تغطي شعرها و رداء زهري يغطي جسدها

نظر إليها و إلى جسدها و أبعادها المذهلة التي أورثتها لأفراد عائلته ورغم عمرها و فقدان حيويتها يمكن لمن يراها أن يتخيل مدى روعتها قبل سنوات

ثم يتذكر نفسه الأصغر سنا و اختلاسه النظر لمؤخرتها كلما حممته و إمساكها به دائما متلبسا و ضحكها عليه

يشعر بالحرج و الحنين و العديد من المشاعر المختلطة ثم يبتسم داخليا و هو يفكر في حدث مستقبلي سيحرص على تسجيله

' هيه ، بالتأكيد سيعجبها الأمر '

' لا أستطيع الإنتظار لرؤية الصدمة على وجهها لاحقا '