الفصل 4 : ميرا

84 26 25
                                    

استمر آمون في العناق مع والدته احتضانها بشدة

لا يريد أن يتخيل حتى أن ما يمر به ليس سوى وهم وسيعود بعد انتهائه لمعاناته ووحدته الموحشة

أرادت أميرة إيقاف آمون و سؤاله عن ما أصابه لكن بعد أن أحست بجسده يرتجف بشدة و بدموعه تنهمر على وجهه لم تعرف مالذي أصابه وقلقت عليه فاحتضنت رأسه و ضمته إلى جسدها مع تربيتها عليه برفق

" لا بأس آمون أمك هنا ، سيكون كل شيء بخير "

شدد آمون احتضانه لها بعد سماعه لكلماتها و هو يعلم أن كلامها لم يتحقق و سيأتي وقت أين سيفقدها و يخسر وجودها بجانبه إلى الأبد

" لا بأس لابأس "

استمرت أميرة في التربيت على رأسه و بعد دقيقة استعاد آمون هدوءه و ترك عناقها ببطء و سمح لها بالتحرر ثم قبلها على خدها

" آسف أمي لقد عانيت من كابوس رهيب ، أنا سعيد بكونك بجاني سليمة وبصحة جيدة و بكوني جزءا من هذه العائلة الرائعة "

أصيبت أميرة بالذهول من كلماته قبل أن تبتسم له بشكل جميل

" لا تقلق آمون كل شيء سيكون بخير ، أمك سعيدة ايضا بوجودك و وجود نورا وقبولكما الإنتماء لعائلتي ، أنا واثقة من أنها ستشفى وتتحسن قريبا و بعدها سنستعيد حياتنا السعيدة معا "

" نعم أمي إعتني بنفسك "

" نعم آمون أنت أيضا إعتني بنفسك و الآخرين "

بعدها أوصل آمون والدته إلى الباب و فتحه لها ، ثم ذهب إلى المرآب و فتحه و أخرج سيارتها و جهزها لها قبل أن يعطيها المفاتيح و يودعها

" شكرا لك آمون "

ودعته والدته وشكرته ثم ركبت العربة إلى مكان عملها

' أمون مراعي بشكل غريب اليوم '

فكرت أميرة قليلا في كل ما حدث هذا الصباح وحاولت معرفة سبب التغيير الذي بدا لها على آمون قبل أن تبتسم بشكل مشرق

' هيه لا يهم أنا سعيدة جدا ، لقد كانت مبادرة لطيفة من آمون '

ثم احمرت خجلا وهي تتذكر عناقه لها

' رغم نحافة جسده قليلا إلا أنه قد نما بشكل جيد جدا '

استمرت والدته بالتمتمة في السيارة و بالعودة إلى المنزل
أغلق آمون المرآب و الباب بعد دخوله

ذهب إلى المطبخ و جلس لتناول طعامه

تناوله ببطء شديد و ركز على حفر الطعم في حواسه و ذاكرته بعد أن افتقده لسنوات

بعد عشر دقائق سمع صوت خطوات من الدرج ، تعرف عليه كونه يخص أخته الكبرى ميرا

نزلت ميرا من الدرج بسرعة و دخلت المطبخ لتتفاجأ برؤية آمون هناك

" صباح الخير آمون ، يبدو أنك نهضت مبكرا اليوم "

" صباح الخير ميرا لقد استيقظت مبكرا و فقدت الرغبة في النوم "

قرر آمون إخفاء شوقه الشديد لعائلته و أن يتصرف بشكل طبيعي لكنه سيحرص على الإعتناء بهم بشكل أكبر و على حمايتهم وإعدادهم جميعا لما سيواجهونه

هذه المرة أقسم على أن ويوفر لهم السعادة التي فشل في الحفاظ عليها في حياته السابقة وهسرها بسبب ضعفه وسذاجته وغبائه

نظر في شخصية أخته الجميلة بجسمها المذهل و ملابسها الرائعة و عادات والدتها في وضع المكياج الخفيف مع شعرها القصير الحريري

بدت أنيقة و رائعة و مثيرة للغاية

استمر الشقيقان في الدردشة و مع انتهاء ميرا من تناول فطورها ساعدها آمون هي الأخرى في إخراج سيارتها من المرآب

" حسنا هذا ليس من عاداتك آمون و لماذا تبدو مختلفا بشكل غريب اليوم ؟ "

أخذت ميرا مفاتيح سيارتها من يديه ثم سألته عن سبب سلوكاته الغريبة اليوم مع نظرة شريرة و مستمتعة على وجهها

هذه المرة أصيب آمون بالذهول حقا من سؤالها

كان يعلم أن سلوكه سيتغير بسبب كل ما عاناه ، وحتى لو حاول تزييف شخصيته القديمة فلن يكون الأمر مضمونا وقد ينكشف تغيير شخصيته المفاجئ و الغريب

لكن لم يتوقع حقا أن تكون حواس أخته حادة بشكل غير طبيعي وتشعر بتغييره وبشيء غريب حوله بهذه السرعة

' يبدو أن أختي ليست بسيطة كما ظننتها '

" لا ميرا ، لا شيء غريب ، كل ما في الأمر أنني أشعر بالسوء لكونك و أمي تعملان دائما بجد و تجهدان أنفسكما و حريصتان على الاعتناء بي و بنورا ، لهذا أريد التخفيف من اعبائكما قليلا ومساعدتكما "

نظرة له ميرا بشكل غريب لفترة قبل أن تقترب منه و تحتضنه و تكلمه في أذنه بصوت حنون

" لا تقلق آمون سأعتني أنا و أمي بكل شيء الآن وننتظرك حتى تكبر وتصير مستعدا لأخذ أعبائنا

عندها سنتكاسل و سنرمي كل شيء عليك فمن الأفضل أن تكون مستعدا جيدا لذلك "

الصعود في الظلامWhere stories live. Discover now