الفصل 59 : الخوف و الخطر الحقيقي

14 2 0
                                    

قبل أن يركب السيارة ركز آمون على عضلات وجهه و تحكم بها و بدأ يعيد تشكيلها

صر على أسنانه لتحمل الألم ثم بتوجيه المانا إلى هناك تمكن من إيقاف الألم الناتج عن العملية و نجح في تغيير ملامح وجهه و أصبحت مختلفة تماما عن السابق و لم يتبق بعدها سوى عيونه الذهبية التي استعمل عدسات سوداء لإخفائها هي الأخرى

بعد أن رأو كل هذا يحدث أمامهم تنهد النائب و الحراس الثلاثة من قدرات آمون الغريبة و التي يبدو أنها لا نهاية لها

ركب بعدها النائب سيارته مع إثنين من الحراس بينما تبعهم آمون و الحارس الثالث في سيارة أخرى

ساروا عبر أنحاء المدينة لفترة ثم دخلوا لحدود المنطقة الأولى

في التقسيم الجديد للمدن و الذي يتم اتباعه في أغلب دول و ممالك هذا العالم ، تركز أغلب المناطق الأولى على إحتواء المباني الإدارية و الرئيسية للمدينة و مقرات الشركات و الفنادق الراقية و أيضا مؤسسات أخرى متنوعة لها سمعة أو حجم مداخيل معين و تستوفي معايير محددة أخرى

راقب آمون المنطقة و البنايات الشاهقة فيها من داخل العربة و ابتسم بشراسة داخليا

' قد تكون لا شيء أمام حضارة العالم الجديد لكن لا بأس بها كبداية '

' قريبا سيكون كل هذا ملكي '

' بعدها سأسيطر على أكثر من ذلك '

لمعت عيون آمون و تسرب الضوء الذهبي من العدسات  هو يتخيل السيطرة الكاملة على هذه المدينة

سيمتلك بذلك القدرة على الحشد و التطور في العالم الجديد بشكل ربما أفضل من المسيطرين و قد يلحق بهم رغم ميزة بداية تطورهم قبله بسنوات

' أحتاج إلى توخي الحذر حتى تتطور مؤسستي و منظمتي و تتغلغل بعمق و إلا ستكون إزالتي مهمة سهلة و سأفقد كامل الإمتيازات التي لدي الآن '

استمروا في التنقل داخل المنطقة حتى وصلوا إلى فندق الأربعة نجوم الذي سيتم فيه عقد اللقاء

بعد وصولهم للمدخل اقترب منهم حراس الفندق و الذين هم أعضاء في العصابة تعرفو على النائب فرحبوا به باحترام ثم قادوا المجموعة للداخل بينما تكفل آخرون بركن سياراتهم

بعد خروجه من العربة فحص آمون المبنى من الخارج بدقة وحرص على حفظ أماكن الحراس و كاميرات المراقبة و كل التفاصيل التي أمكنه إيجادها لتفادي ارتكاب أية أخطاء و تنبيه أي شخص عن ما سيحدث داخل المبنى

بعدها قادهم الحراس عبر المصعد إلى الطابق العاشر

لاحظ آمون المبنى من الداخل فوجده نظيفا و باهظا بشكل يليق بأحد الفنادق الراقية المشهورة في المدينة

كما لاحظ خلوه من الزبائن الليلة فرغم أنه يمكن إعتباره مملوءا إلا أن آمون أدرك أن جميع هؤلاء الأشخاص ينتمون للعصابة سواء الموظفين أو حتى الزبائن

و كل هذا تم التخطيط له و تنفيذه بدقة لمنع الآخرين من إدراك الأعمال الحقيقية التي تتم داخل هذا المبنى دون لفت الإنتباه الخارجي إلى إقامة أحداث أو لقاءات خاصة داخل الفندق في فترات إجتماعات العصابة

خرجت المجموعة بعدها من المصعد و ساروا في رواق واسع ثم دخلو لصالة كبيرة يبدو أنها تشغل حوالي ثلث الطابق رغم شساعته و تم ملؤها بالعديد من الأرائك والطاولات المزينة

أما خلف الصالة فقد شرح له أحد الحراس أنه توجد العديد من الغرف و الحمامات الفاخرة

بمجرد أن دخل آمون الصالة تحولت تعابيره لتصبح باردة و خطيرة بعد ما استشعره من الغرف لكنه شدد على قبضته و كتم مشاعره مرة أخرى ولم يسمح لها بالسيطرة عليه و التأثير على قراراته نظرا لأهمية العملية لخططه و خطورتها النسبية هذه المرة مقارنة بالعملية السابقة و خاصة إذا تم إكتشافه

في الحقيقة حتى لو تم اكتشافه فإن آمون لا يخشى من ذلك أو من العصابة و مقاومتها له إذ سيبقى يسيطر عليها الليلة بقدرته و سينجح في تحقيق ذلك بسهولة

كائن من المستوى الثاني ليس شيئا بسيطا يمكن لمجموعة من الكائنات عديمة المستوى أن تحلم في مجاراته حتى ولو كانت أعدادهم بالآلاف

هذه هي الميزة التي يمنحها التطور

لا يمكن لكائن أن يحارب كائنا آخر يفوقه في المستوى إلا إذا إستعان بوسائل خارجية

لكن ما يزعج آمون حقا و يخيفه قليلا و حتى يقيد تبجحه في العمل هو أنه بمجرد انتشار الأخبار للخارج و لو مجرد إشاعة بسيطة سيدرك الكثيرون وجود خطأ و سيشعرون بشيء مريب يحدث في المدينة و لن يستغرق من المنظمات القوية الكثير من الوقت لإدراك الشذوذ في أعمال فرع العصابة و هو ما يريد تفاديه بشتى الوسائل حتى ينظم منظمته و ينتظرها لتنضج و تتجذر لتكتسب القدرة على الصمود في وجه ما سيترتب على نشاطاتهم




الصعود في الظلامDonde viven las historias. Descúbrelo ahora