الفصل 41 : التحفيز

27 12 1
                                    

لم يتمكن أفراد العصابة بمن في ذلك كول والحراس الأربعة والنائب من مقاومة أوامر آمون ولم يكن لديهم خيار سوى تنفيذها فزحفوا خارج المكتب بتعابير متألمة حاولوا كتمها بقدر ما يستطيعون خوفا من رد آمون عليها بقسوة إذا لم تعجبه

مع حدوث كل هذا أمامهم ، حدقت النساء في آمون برهبة و إعجاب شديدين ولم تستطع قلوبهم التوقف عن الخفقان بشكل سريع

لقد عانوا كثيرا على يد هؤلاء الأوغاد و كادوا يفقدون حريتهم إلى الأبد بسببهم و يعيشون أسوء من الكلاب لولا تدخل آمون و إنقاذه لهم

و لذا لم يحسوا بأي شفقة على أفراد العصابة عند مشاهدتهم لهم يتعرضون للضرب بشكل شديد أو يؤمرون بالزحف خارج الغرفة رغم منظرهم الدموي والمتألم ، بل العكس من ذلك لقد أحبوا مشاهدة الأمر و شعرو بأنه مثير بشكل رهيب و يمنحهم بعض الخلاص والراحة

رؤية الأشخاص الذين دمروا حياتهم و عائلاتهم و سعادتهم و حولوها لجحيم يعانون بهذه الطريقة و يتألمون جعلهم يشعرون بأن العدالة تتحقق أمام أعينهم

بعد خروج آخر عضو في العصابة حول آمون نظره للنساء بجدية وأخبرهم

" كما ترون ،هذا هو العالم الذي نعيش فيه حتى قبل ظهور المانا "

" القوي يأكل الضعيف "

" القوي مرهوب و يفعل ما يريد بينما الضعيف يعيش تحت رحمة الآخرين "

" و صدقوني عندما أخبركم أنه بمجرد ظهور المانا و تكيف الأفراد معها و إدراكهم لما تمنحه لهم من قدرة وسلطة سيتحول الوضع إلى أسوأ بكثير "

لن بعرف الناس أبدا ما الذي يحدث أمامهم ولن يحصلوا على أي شيء و سيكونون تحت رحمة الأقوياء

لن ينالوا الفرصة للحصول على أي شيء وتغيير مصائرهم و سيستعبدون للأبد

حدقت فيه النساء بذهول وتركيز شديد و جدية على وجوههم

لقد عانوا بشدة حتى مع عدم وجود قوى خارقة أو ما يسميها آمون المانا

إذا كان بإمكان أفراد معينين الحصول على هذه القوة بسرية و نشرها بإمكانهم القول أن مصائرهم و الكثيرين غيرهم ستصبح أسوأ بكثير مما هي عليه الآن و لن يكون بإمكان الكثيرات من أمثالهم حتى الحصول على فرصة أو الأمل في أن يتم إنقاذهم

" الآن أقول لكم أن هذه الفرصة قد أتت إليكم و لن تعانوا   مجددا إذا استغللتموها لكن لن يكون الأمر سهلا "

" للحصول على القوة التي تتمنونها ستعانون و تمرون بالكثير من الصعوبات لكن صدقوني بعد أن ترو إلى أين سيقودكم هذا الخيار لن تندموا على اتخاذه ابدا "

لمعت عيون النساء بعد سماعهم لكلام آمون و تخيلهم لمصائرهم و حياتهم و معاناتهم السابقة وكيف انقذهم آمون بسهولة وروعة منها و كيف ستتغير حياتهم و حالتهم لأفضل بكثير مما هي عليه إذا اتبعوه وصدقوا وعوده لهم

ثم شددت العديد من النساء على قبضات أيديهم بينما اشتدت نظرات آخرين

لقد اتخذوا قرارهم وهم الآن مستعدون لمواجهة كل ما سيصادفونه لبلوغ أحلامهم و تحقيق تطلعاتهم

" هييييه جميل "

" حقا جميل "

" إنني معجب بعزمكم تصميمكم و إرادتكم وعدم فقدانكم لها رغم ما عانيتموه "

" لم أخطئ حقا في انقاذكم و منحكم هذه الفرصة "

" صدقوني ستتذكرون هذا اليوم مستقبلا ولن تندموا أبدا على أي قرار إتخذتموه فيه بعد أن ترو كيف ستتغير حياتكم بعده "

ابتسم آمون للنساء بلطف

هنا لم يدرك آمون بعد أن قراره المرتجل لتجنبد النساء بسبب شفقته على حالتهم و رغبته في منحهم فرصة حرموا منها كما حرم منها هو أيضا و الكثيرين غيرهم في حياته السابقة وأيضا تسميته لفيلقهم المستقبلي بشكل عفوي سيعرف مستقبلا بأنه واحد من أكثر الأحداث أهمية في الكون حيث كان ميلادا لأحد أقوى الجيوش فيه

بعدها تحولت ابتسامته الحنونة و المشجعة إلى ابتسامة شريرة جعلت العديدات منهم يأسرون بجماله قليلا لكن في نفس الوقت لم يسعهم إلى الإحساس بشعور سيء قادم منها

" حسنا سنبدأ بتدريبكم الآن "

أصيبت النساء فجأة بالرعب وهم يتذكرون تدريب آمون لأفراد العصابة من قبل

رأى وجوههم المرعوبة فضحك وابتسم لهم بلطف

" لا تقلقو سنصل إلى تلك المرحلة لكن مازال الوقت بعيدا  لها و إذا اعتقدتم أن الأمر قاس فيجب أن تعلموا أنه مستقبلا أي خطأ وعدم استعداد من قبلكم سيجعلكم تفقدون حياتكم و حتى حياة رفاقكم "

" و هذا لأمر ليس اختياريا حيث سينساق كل البشر لهذا النوع من الحياة الوحشية "

" لذا أعدو أذهانكم للعيش في هذا النوع من العالم "

" أما الآن فسأعمل أولا على بناء أساسيات أجسادكم و حركاتكم "

" راقبوني جيدا "

" أحتاج منكم أن تحفظوا هذه المجموعة من الحركات وتؤدوها في أقصر وقت ممكن وبأكبر عدد من التكرارات "

بعدها وقف آمون باستقامة ثم أحنى ركبتيه قليلا و شكل ختما معينا بيديه

ثم غير وضعية قدميه وجسمه ببطء عشر مرات مع أدائه لحركات كالركل و اللكم و الصفع أثناء الانتقال بين هذه الوضعيات

بدت حركاته أشبه بالحركات الاستعراضية للفنون القتالية لكن أكثر دقة و ثباتا و انسيابية وحتى جمالا وعمقا بكثير

الصعود في الظلامWhere stories live. Discover now