-12-

5.2K 477 14
                                    

- إنها فرصتك يا فتاة ، لا تفوتيها !
سمعت ايفا صوت أختها الحازم ، لتتشجع

تقدمت ببطئ نحوه و قد كانت تمسح يديها  التي تعرقت على فستانها أزرق اللون ، و قد  تمنت بشدة  أنها تبدو جيدة المظهر اليوم

أخدت تقترب أكثر لتلمحه جالساً وحده
حقيقة لقد كان يفكر بأخر شجار حظى به مع خطيبته
فهو لم يتكلم معها منذ الصباح
و قد بدأ يشعر بقليل من الذنب لتركها هكذا
- أهلا ... قالت ايفا بعفوية ليستيقظ من شروده و يلتفت لمكان الصوت الأنثوي القريب منه

اتسعت عيونه للحظة بفرح ، و لكن تدراك نفسه بسرعة راداً التحية
عم الصمت قليلا لتقول بتوتر و الابتسامة لازالت تزين ثغرها
- إسمي إيفاليا و لكن ينادونني ايفا فقط ...
لتزداد هو إبتسامته أكثر قائلا
- و أنا آرلوند ، آرلوند ستارجل ... تشرفت بمعرفتك ايفا
و قد كانت هذه الكلمات البسيطة هي البداية
فتوالت الأحاديث و ازدادت تعمقاً
عرفوا عن بعضهم العديد من الأشياء ، و هي لم تركز إلا على كلامه بأنه مخطوب...

لقد تحطم قلبها و أحست بالاستياء و لكن  على الافل صحبته  كانت ممتعة كثيرا
ربما هي كانت تحلم ، فمع كل هذا أصبح الامر مستحيلاً ، و لكن على الأقل يمكن أن تحتفظ به كصديق ...مقرب

مرت الايام و قد ازدادت صداقتهم قرباً من بعض
كانت مشاعرها نحوه تزداد توطداً و لكن في داخلها كانت تعرف بأنه لن يكون لها
و لكن لم تستطع التحكم بمشاعرها ...

و في أحد لقاءاتهم في القلعة
كانت تضحك مع آرلوند و يتبادلان الحديث
إلى أن قاطعها أحد الحراس السايرين قائلا بعد أن إنحنى
- سيدتي ، إن جلالة الملكة تستدعيك...
عقدت ايفا حاجبيها بإستغراب قائلة
- ألم تخبرك الملكة ، عن الشيء الذي تريدني بشأنه ؟...
أجاب الحارس برسمية و قد كان مطأطأ الرأس
- أنه عن رحيلنا سيدتي ، تريدك أن تتجهزي لذلك
إنهالت المشاعر السلبية جميعها على ايفا و قد كان أكثرها الحزن

نظرت للحارس قائلة بسرعة محاولة إخفاء نبره الحزن قدر المستطاع
- أخبرها بأني آتية، يمكنك الرحيل الآن
إنحنى الحارس مغادراً القاعة ، التفتت نحو آرلوند و قد حاولت رسم إبتسامة مرحة و لكن قد فشلت فشلا ذريعاً في ذلك
نهضت ببطء و قالت بصوت منخفض مشيحة بنظرها عنه

- يجب أن أذهب ... يبدو أنه وقت الوداع إذا ...
أمسك آرلوند ذراعها و جرها ، مقربًا جسدها إليه بتوتر

- لا يمكنك الرحيل ! ... نظرت له ايفا بصدمة
ليبلل شفتيه مردفاً بسرعة
- لا يمكنك تركي هكذا ، بعد أن اوقعتني في حبك
توسعت عيناً الأخرى و حاولت إبعاد يده الممسكة بذراعها ،  و قالت بإرتباك
- لا ، لا يمكن آرلوند ، أنت لديك خطيبة و قريباً سوف تتزوجان! و ....

قاطعها قائلا بعزم
- لكن أنتِ التي أحب ايفا! من المؤكد أني لا أشعر بكل هذه المشاعر وحدي ... لنهرب سوياً إلى أي مكان في فنكاستريا لا يهم أين و لكن المهم أنكِ معي ....

توقفت المشاهد  عن العرض لتنظر شيريل لماكس بإستغراب
ليقول بعد  تنهيدة
- إنها اللعنة ، لقد اوقفتنا عن رؤية الباقي ، في الحقيقة لم أتوقع أن تكمل العرض لحد الآن ...

حل الصمت قليلا لتقول شيريل بإستنكار
- و لكن ماذا حدث بعدها ؟ ... يجب أن أعرف !

- لقد هربت معه ، تلك الليله تاركة كل شيء ورائها ،عرفت كارين بالأمر و قد غضبت كثيرا و كل هذا الغضب قد  تحول لحقد و رغبه للانتقام ، فاستخدمت السحر الاسود و أصبحت روحها مليئة بالظلام و القسوة ، بحثت عنه لسنوات إلى أن وجدته في أحد المناطق البعيدة في المجهول
و لكن المفاجئة أنه يملك طفلة ، ليتملكها الغضب أكثر و أكثر فقتلت ايفا على الفور

لقد تركت طفله يتيمة و زوج فارغ القلب و الروح...
حاولت قتل آرلوند  أكثر من مرة و لكن حبها له اوقفها عن فعل ذلك  ، حاولت إحراق قلبه أكثر بقتل ابنته و لكنه حماها بكل ما أوتي من قوه
و في النهاية لعنتهم...
أرسلتهم إلى عالم الأرواح، حيث الفراغ و اللا شيء فقط  هناك
لقد تجمدت أعمارهم ليتعذب هو و إبنته هناك للابد في اللامكان
لم يستطع أحد كتابة قصة لعنتهم لسبب مجهول و لكن بالتأكيد أنه من تدبير كارين حتى لا يشفق عليهم أحد  و يصبحوا منسيين فلا يساعدهم أي شخص  ...

- مالذي حدث لكارين...
قالت شيريل بهدوء غريب ، نظر لها بنظرة  غير مفهومة و قال
- إنها حية ... للآن
- ماذا ! ... أقصد أيفعل السحر الاسود كل هذا ؟
قالت بإستنكار لينظر لها  بسخرية  قائلاً بينما ينهض
- و أكثر من ذلك ...
نهضت شيريل و أمسكت ذراعه قائلة بسرعة
- يجب أن أعرف المزيد ... ماكس ، لقد قابلت إبنته إنها تدعى جيندا و قد طلبت مساعدتي
نظر لها المعني بصدمة ليقول بعدم تصديق
- هل فقدتِ عقلك شيريل ، لا يمكن لتلك العائلة الخروج من ذلك العالم إنهم ملعونون
صاح ماكس بذلك الكلام ، و ما إن أرادت شيريل الرد عليه حتى قاطعهم صوت أنثوي قائلا
- ماقالته شيريل صحيح ماكس ، لقد إستطعت الخروج و لكن ليس بجسدي بل أثيرياً ...
نظر ماكس لجيندا بذعر و لكن تدارك نفسه سريعاً وقال
- ما أنتِ ؟...
- أنا جيندا ، جيندا ستارجل... لقد استطعت بعد هذه السنوات و عده محاولات من جمع البعض من  طاقتي للإنتقال روحيا لهذا العالم ،
أرجوك شيريل يجب أن تساعديني أنا ووالدي ، لم يبقى لنا الكثير نحن نتلاشى...

- يبدو أن كارين تريد الانتهاء منكم و عودة هذا الجزء من طاقتها لها و التي كانت تستنزفها اللعنة
يبدو أن الحرب ستشن مجدداً...
قال ماكس بجدية ، لتنظر له شيريل بشرود

- لا أعتقد بأن ذلك قريب ، هم يعرفون بأننا أقوى الآن، لذا لن يستعجلوا في الأمر
- و لكن سيحدث بأي حال... قال ماكس بجدية

قالت جيندا لهم بنبره قلق
- إن كارين ستقوم بهذا بالتأكيد  و لكنه ليس السبب الوحيد ، فقد تجسست عليها و عرفت أنها ذهبت لأحد العرافين،
لقد قالوا لها بأنني قوية و سأكون تهديداً لها إن بقيت على قيد الحياة ...

تقدمت منها شيريل عاقدة حاجبيها بحزن
- كيف أساعدك جيندا ، أخبريني ...
نظرت لها جيندا بتوتر قائلة
- هناك طريقة واحدة و لكنها خطرة قليلا
- قليلا ! أتمزحين ... قال ماكس بإستنكار

نظرت لهم شيريل بتشويش ليقترب ماكس منها و قد أمسك بذراعها قائلا
- هناك إحتمالين فقط ، أن تنجحي و هو الشيء الذي حاول الكثير القيام به أو أن تموتي و هو ما حدث لكل أولئك ...
نظرت شيريل بتشتت له
و قد كانت في صراع داخلي
و لكن ضميرها تغلب عليها
نزعت ذراع ماكس عن كتفها  و إبتعدت عنه قليلا رفعت رأسها بتحدي قائلةً بثبات
- سأقوم بذلك !

|| شيريل أفالكا ||Where stories live. Discover now