-36-

4.3K 474 23
                                    

النار و لهيبها يحيطان بي من كل مكان ، حاولت التعرف على المكان الذي أنا فيه و لكن لم يكن بمقدرتي
لمحت جسدي و الذي يخرج منه لهيبٌ ، لقد كنت أنا سببه !
فجأة تشققت الأرض لأسقط في هاوية الحمم البعيدة و أنا أصرخ

نهضت من الحلم بقوة أحاول إسترجاع أنفاسي المتقطعة بصعوبة... نظرت حولي لأجد أن الصباح قد حل و قد كان الجو ساخناً بالفعل في الخارج
نهضت من السرير بتثاقل محاولة لم أشتاتي المتباعدة

خرجت من الغرفة لأجد أن الجميع قد تجهز بالفعل لأعرف أن كبوسي قد جاء بفائدة إذ أفزعني في الوقت المناسب
التقيت برفاقي لنخرج معاً للمحاضرة الأولى ...

و ها أنا في منتصف تلك المحاضرة أكاد أموت ضجراً و أشعر بتصلب عظامي !
أنا أفضل التدريب الجسدي الآن ! ، لقد كان المعلم "سام" يشرح لنا عن كيفية إخراج الطاقة المخزنة داخل جسدنا ، لقد أخبرنا أنه هناك الكثير من السحرة الذين يملكون طاقة سحرية قوية و لكنهم لا يستطيعون إخراجها بل هي خامدة ، حسنا إن اللوم لا يقع على الأستاذ فهو جيد و لكن فقط الدرس ممل ، كنت استمع له و أنا أشعر بالنعاس لسهري بالأمس... و كم أنا نادمة على قيامي بذلك ، خرجت من أفكار و سمعته يتحدث عن كيفية إخراج تلك الطاقة و قد بدأ الجميع بالتدوين لأقوم بذلك أنا أيضاً و حتى إن لم أكن أريد استخدامها و لكنني فعلت... و لكنني سرعان ما غيرت رأيي عندما بدأت الكتابة إذ تفكرت أنه ربما قد يساعدني في إخراج طاقة النار تلك ! نعم ، أنا لم أنسها
ربما قد مضى عليها وقت كثير و لكنك لن تفهم ما أقصده إن كنت بشرياً عادياً ... أن يخرج منك شيء أنت لست بعالم عن ماهية مصدره و تتجاهله ، لإنه ببساطة محض من الغباء

لحسن حظي أن الطريقة كانت تعتمد بالمعظم على التأمل و التواصل الروحي ... و هذا جيد خاصة أنني لا أريد بذل طاقتي السحرية في أمور كهذه
أنا أحتاجها للتدريب و الدراسة ...

إنتهى ذلك الدرس أخيرا لأخرج إلى الاستراحة ، و حقيقة فضلت أن أنام فور جلوسي على إحدى الطاولات التي ستقع على مرآى نظري حالما أدخل

فسيكون هناك تدريب تحديد المستويات على حسب علمي ، و أنا لن أستطيع أن أقاتل بشكل كهذا ...
لسوء حظي ، كنت قد نسيت أن مايكل ، جوزيف ، و إيزيك قد وعدتها بقضاء الاستراحة معا و رفاقي
و لم أتذكر ذلك إلا بعد أن ظهروا أمام مرمى نظري
لمحت مايكل و جوزيف و هم يبدون في أفضل حال و كأنهم لم يكونوا خارجين من عراك شبه قوي ليله أمس
ابتسمت لهم و حييتهم مشيرة إليهم بالذهاب معي الي طاولة مجموعتي ... ليوافقوا رأيي

و بينما أعبر لأصل إلى طاولتهم كنت أتخطى هذا و ذاك
كم أصبحت أمقت المكان لكثرة الناس المتواجدة فيه
الأمر بالتأكيد سيجعلك تشعر بعدم الراحة بطريقة ما أو بأخرى

لمحني الرفاق ليعطوني إنتباههم عندما لاحظوا البقية الذين خلفي ، شعروا بالإستغراب لوهلة و خاصة فيليب لانه يعرف أنني كنت وسط عراكهم
لقد شاهد الفريق المعركة أمس ، لذا شعروا هكذا لرؤية علاقتهم تحسنت بوقت قصير ، كما هي نظرات من في الكافيتيريا ...

و لكنهم كانوا متجاهلين للأمر تماما ، إنخرطنا في الحديث معهم و كم كان ذلك مشوقاً و قد أخبرني إيزيك العديد من المعلومات حول الاشباح و التي يجهلها الكثيرون لعدم إرتياحهم هم للإختلاط مع الكائنات الأخرى ، لقد كنت أظن أنهم دائما يتخذون هيأةً شبحية و لكنهم متحولون ، و يفعلون ذلك عندما يحتاجون فقط أما حاليا فهم ذو أجسام محسوسة

- من يستعد للأسبوع القادم ؟!
قالها جوزيف بينما يقضم من شطيرته ... نظرت له بصدمة لأتأوه و أقول
- إنني دائما ما أنساه ! ... في الحقيقة لم أفعل
- أتمزحين شيريل ؟! إنه حدث مهم
قالتها جيندا بتأنيب و قد أومأ البعض أيضاً ، تنهدت بعمق و قلت
- لا تقلقِ ، لا يزال أسبوع على ذلك
نظر ماكس و قال بهدوء
- أ لا تعتقدون أن الأمر مبالغ به؟ ... أقصد لما يجب أن يقوموا بكل تلك التجهيزات و الدعوات لأجل منافسة
ليرد عليه فيليب
- كل ما يجب عليك القلق بشأنه هو أنك ستبارز أناسً ليسوا من صنفك ، لذا أعتقد أنه يجب عليكم القراءة قليلاً عن الاصناف المنافسة حتى لا تشعروا بالصدمة في الوقت الخطأ

و حقيقة أنا أوافقه بشأن هذا ، و قد تذكرت جهلي بقوى العديد و أبرزهم الاشباح ...

- ذكروني ما الهدف الرئيسي من هذا ؟
قال دارين بينما يطعم بومته ، و قد تذكرت فروست فجأة ! أعتقد بأنني إشتقت إليه

- أعتقد بأن أهمها هو حصول كل شخص على تدريب مناسب لمستواه... و هذا جيد حقيقة من وجهة نظري
رد مايكل لأفكر بأنه يجب علي حقا بذل جهد حقيقي هذه المرة ... يجب أن أظهر مستواي حتى أتحصل على تدريب يطورني ، ليس القيام بتعلم تعاويذ بسيطة !
ربما يجب علي القيام بتلك التعويذة الليلة ، لربما تظهر طاقة ما أو ما شابه

خرجت من دوامة أفكاري لأكمل حديثي معهم ... للأسف لم أنعم بالكثير إذ إنتهى الوقت و قد حان موعد التدريب الجسدي ... و قد تذمرت داخلياً حول هذا الأمر... فأنا أريد حقا النوم ! أشعر و كأنني جيمس

ليلاً

و في الإضائة الخافتة ، حيث الشموع تتوهج بهدوء
أنا كنت جالسة في وسطها في وضعية القرفصاء
حاولت التنفس ببطئ محاولة التركيز وتذكر خطوات المعلم سام بالتحديد ...
أغلقت عيناي محاولة الولوج لأعماقي ، صمت و سكينة ، لا شيء غيرهما
فتحت عيناي شاهقة بذعر ، لقد كان فروست اللي يتحرك أثناء نومه
ضغطت على شفتاي بغيض مكتوم لأحاول الرجوع إلى نفس مستوى التأمل السابق ، هذه المرة لم ألبث كثيرا إلى أن وجدت ما أريد "جوهري" ، رأيت بلورات الطاقة زرقاء لفانيسا ، بني مُذهّب يخص لينزي ، و أسود لأورسلا ، لمحت بلورة أخرى كانت ملتهبة كالشمس ... إبتسمت لأطفو نحوها محاولة صنع أي تواصل ، و قد كان ذلك ما حدث ، فعند إقترابي ظهرت عنقاء تحمي البلورة و قد نعقت بقوة جعلتني أخاف للحظة ، أ أنا هجين عنقاء ! لم أتصور ذلك مطلقاً ، أخذت تلك العنقاء تدور حولي بألفة ، و قد إختفى توتري كله ضحكت بخفة لتتوقف هي أمامي و تضع جبينها على خاصتي ، لم يدم الأمر كثيرا لأعود إلى الواقع
شعرت بالدفء لأرى ناراً خرجت من إحدى يداي ... لأبتسم بفرح
شعرت بمراقبة أحدهم لأرى فروست و قد إستيقظ من نومه يعطيني نظرة ثاقبة و كسولة في نفس الوقت
تجاهلته لأهمس و قد شعرت بأني فكاي يؤلمانني من الابتسام
- أهلاً بكِ عنقائي "فولكا"

|| شيريل أفالكا ||Where stories live. Discover now