-28-

4.6K 427 18
                                    

لم تقم جيندا بالمحاولة للبحث عنها فقد عرفت أن شيريل تحتاج وقتاً لنفسها ، و لكنها لم تستطع غير أن تقلق عليها
و في وسط كل هذا ، ربتت يد ساندر على كتفها قائلا بهدوء
- ستحتاج بعض الوقت ، لا تقلقي عليها هي مازال لديها الكثير للقيام به ...
تنهدت جيندا و قد كانت مركزة بنظرها على مكان شيريل مسبقاً في الغرفة قالت بعدها بهدوء
- أنا ذاهبة أيضاً ... لتختفي من أمامهم
- ستكون بخير ساندر ... سمع هو صوت دولوريس الهادئ ليبتسم لها بخفة

و في مكان آخر كانت شيريل على حافة منحدر مطل على المحيط الهائج
هي لم تبكي و لم تحزن كثيراً للآن و كأن كل الذي حدث كذب
هي فقط تشعر بالضيق الشديد داخلها و كأن هناك غصة كبيرة في حلقها ... و لسبب ما آلمتها معدتها كذلك
أخذت تزيح ببطئ خصلات شعرها التي داعبت وجهها نتيجة الرياح المتقلبة
ركزت بنظرها للمحيط و بدون تفكير قفزت من ذلك المنحدر العالِ و نتيجة ذلك تسبب في إرتطامها بسطح المياه بشدة ... و قد أخذت تغرق بالتدريج من غير أن تقاوم
فجأة لم تستطع الاحتمال أكثر لتنفجر بالبكاء في الاعماق و بدل صراخها ظهرت فقاقيع من فمها ... كان التنفس قد انقطع عنها ... بدأت تفقد وعيها شيئاً فشيئاً لنقص الهواء حاولت المقاومة و لكنها كانت بالفعل في أعماق المحيط لذا كان من المستحيل الصعود قبل فقدان وعيها كلياً ... استسلمت بسرعة و قد عرفت أنه لا فائدة من المقاومة لتفقد وعيها أخيراً لم يمر كثير من الوقت حتى فتحت عينيها بشدة و قد توهجوا باللون الاخضر المشع ليعلن عن إتخاذ فانيسا للقيادة
تحولت أطرافها السفلية لذيل سايرن و قد بدأت بالسباحة لأعلى بسرعة و مهارة و صلت للسطح لتواصل السباحة للشاطئ رامية جسد شيريل بعيداً عن المياه
رجع جسدها لحالته الطبيعيه و لكنها لم تعد لوعيها بعد
و بعد حوالي ساعة ظهر وهج ذهبي داكن الخاص بلينزي ... و قد أحاط بجسد شيريل لم تمر دقيقة وإلا و قد أخرجت شيريل جميع المياه داخل رئتيها رسائل شديد ... كانت أخيرا قد استفاقت لكنها لم تتحرك إنشاً واحداً من مكانها بقيت تنظر للسماء لدقائق
تنهدت فجأة قائلة بخفوت
- أنا مثيرة للشفقة صحيح ...

لم تسمع أي رد لبرهة و لكن سرعان ما سمعت صوت أورسلا الحاد قائلاً
- بماذا تهذين شيريل ! ... لا تجعليني أتشكل أمامك و أصفعك لتعودِي لرشدك !
- و لكنها الحقيقة ... قالتها شيريل بهدوء و كأنها حقيقة مُسَلم بها
- لا هذه ليست حقيقة! ... إذا كنت مثيرة للشفقة لما كنت قائدة فريقك ... و لكنكِ ستكونين كذلك إن لم تخرجي نفسك من هذه الحالة البائسة... شيريل الذين تقومين به لن يغير شيئاً الآن
كل هذا ليس ذنبك ، أنتِ لم تختاري من تكونين و لكن يمكنك أن تصبحي ما يريده قلبك
قالت أورسلا جملها الأخيرة بأمل للتأثير عليها ، لم ترد شيريل و أخذت تنظر حولها

كان من الجيد أنها إرتدت فستان واسع و إلا قد تمزق جراء تحولها الغير إرادي مسبقاً ، كانت شيريل قد إستغربت لعدم سماع صوت لينزي و فانيسا لترد أورسلا قائلة ببرود
- لقد استتفذوا طاقاتهم لإنقاذك ...
و مجدداً شيريل لم ترد فقط تسمع لتتنهد الأخرى و تقطع تواصلها معها
نهضت من على الشاطئ محاولةً معرفة مكانها مستدلة بأي معلم قد تعرفه و لكنها كانت في مكان مجهول ...
كانت تستطيع العودة عن طريق سحرها و لكنها لم ترد العودة حقاً في الوقت الحالي خاصه أنها شعرت بأنها أفضل حالاً بعيدا عن حياتها... لذا فضلت إستكشاف المكان ... كانت مبتلة بالكامل و لكن ذلك لم يشكل لها مشكلة كبيرة حقاً فقد كان الجو حاراً هنا

|| شيريل أفالكا ||Where stories live. Discover now