-54-

3.8K 396 26
                                    

تحدثت شيريل طوال اليوم مع الجدة اللطيفة متناسية الوقت وعند اقتراب غروب الشمس نبهتها الجدة
- يجب أن تعودي أدراجك الآن

شعرت شيريل بالأسف لعدم توقف الوقت بينما هي معها، فقد جعلتها تشعر بنفسها القديمة ولو لساعات قليلة ...
- شكرا يا جدة على كل شيء ، وسأعمل بكل نصائحك بالتأكيد ...

قالتها وهي تفتح الباب لتخرج ، وقد كان الجو بارداً وبعد العناق الأخير بينهما ... قررت التجول لرؤية باقي المدينة ...

وعلى الطريق الشبه مزدحمة حيث الشعلات النارية على الجانبين والتجمعات في كل مكان وصوت الضحكات يصدح بالأرجاء

وجدت البعض يحدق بها وكأنه ينظر لأعماقها لتتوتر فهي لا تحب أن تكون بهذه المواقف
"حسناً يبدو أنني سوف أغير الخطة وأذهب للمنزل "

لتسرع في خطواتها وهي تتحاشى النظر أو لفت الأنظار
شعرت بيد تمسكها من الخلف وتجرها وقبل أن تصرخ حتى أوقفها فريد قائلا
- هي ، شيريل إنه أنا ... لما أنتِ هكذا متوترة ؟

ابتعدت عنه بسرعة لتحاول فتح فمها وقول أي شيء بينما ضربات قلبها تكاد تمزقها
- في الحقيقة ... لقد كنت عائدة للمنزل فقط ، ماذا كنت تفعل أنت ؟

قلب طاولة الحديث ، حركة ذكية حتى تتجنب مزيداً من الأسئلة ...

أدار نظره بملل وقبل أن يرد فاجأه صديقان أحدهما قفز على ظهره والأخر أمسكه من كتفه
- أين ذهبت من دوننا ؟
حاول فريد أن يبعد ذاك الذي يقبع فوق ظهره و لكنه كان شبيهاً بالفرد وأخذ يضحك
ابتسم فريد بخبث ليتشقلب للوراء بحيث يتأذى الرجل بدلاً من ظهره هو ...

وبلا أي تفاصيل أخرى ، قد كان ذلك العراك نوعاً من اللهو بين الشبان لذا قررت شي يا الرجوع لوحدها وعدم البقاء هنا وإلا سيقطع أحدهم رأس الآخر ويرميه على سبيل "المزاح"

ومن غير قول أي كلمة فقط اختفت هاربة لمنزل كالفن

وبعد عدى دقائق من الجري أخذت تطرق الباب بقوة لتفتح تيا بتفاجئ بسبب حالة شيريل
-أكنتِ تركضين؟

جلست شيريل على أقرب طاولة وقالت
- نعم فأنا لم أستحمل نظراتهم لي تعرفين ، لقد كنت عند جدتك والتي لم تخبريني حقا أنها جدتك

ابتسمت الأخرى بينما تمرر لها كوباً من الشاي
- لا تفهمي الأمر بطريقة خاطئة فهي لا تحب أن أقول للأخرين بأنها جدتي وتزعم أن ذلك يجعلهم يفكرون بأنها كبيرة جداً في العمر فهي تظن أن هذا اللقب يزعجها

إتسعت عينا شيريل بقوة بعد ملاحظتها أنها وفي كل الوقت الذي مضى مع الحكيمة كانت تناديها جدتي
- ولكنها لم تبدو منزعجة عندما أنا قلت لها ذلك!

جلست هيا بالقرب منها وقالت بإبتسامة واسعة
- هذه إشارة جيدة ، إذا لم تنزعج فهذا يعني أنها تعتبرك قريبة منها

|| شيريل أفالكا ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن