-26-

4.6K 430 3
                                    

و بعد إستقرار الاوضاع ... حسنا هي إستقرت و لكن لازالت العائلة لم تستهجن وضع ماثيو الصغير تماما
و صباح هذا اليوم أقرت شيريل بأنها يجب عليها البدء بالبحث عن ماضيها ... لم تكن لديها الرغبة في البحث بين الكتب الكثيرة و في الحقيقة لقد إشتاقت لجيندا كثيرا ، لذا... لا بأس بزيارة صغيرة؟
و بينما تريد الخروج ، رأت سيزر جالسًا على الأريكة يطعم فروست المتكئ عليه
هزت رأسها بأسف وقالت بمزاج
- ستصبح سميناً يوما ما فروست، صدقني أتبعتها بضحكة عاليه و خرجت مسرعة كان صوت زمجرته يسمع حتى خارج البيت
- كم أحب إغضاب كره الفرو تلك
قالتها بإستمتاع غريب بينما تضم يديها على شكل كره كبيره بتعابير مضحكة
- يجب أن لا يأكل كل شيء أمامه ! هذا غير صحي البته!
قالت "لينزي" بنبرة مستائة
- صباح الخير يا طبيبتنا ... قالت أورسلا بتهكم
فقد كانت لينزي من صنف المعالجات
- هيا ! كفاكم شجاراً
قالت شيريل لتهرول أسرع ، كانت قد وصلت أخيراً أمام منزل جيندا الكبير

دخلت البوابة لتقابل الحديقة و تتذكر أفضل اللحظات التي مرت في هذا المنزل ، ولجت داخل المنزل ووجدت أحد الخادمات التي وجهتها نحو غرفة جيندا و بينما تتأمل المكان وصلت أخيرا إلى ضالتها تركتها الخادمة أمام الباب لتدخل شيريل و على وجهها إبتسامة ، وجدت جيندا جالسة تقرا كتب ما
لم تلتفت و يبدو أنها ظنت شيريل الخادمة ... لذا أصدرت صوت حمحمة لتلتفت جيندا أخيرا ، إبتسمت بإتساع و نهضت معانقة شيريل و بعد الترحيب أخذت تحادثها عن ما حدث لغريس متجاهلة جزء ظهور لينزي فلا أحد يعلم أنها هجين لحد الآن ...
قالت شيريل بخفوت
- جيندا؟
همهمت الأخرى لتتبع شيريل بتوتر
- في الحقيقة أريد المساعدة في أمر ما...
أعطتها جيندا نظرة إهتمام لتتبع الأخرى
- أريد معرفة عائلتي الحقيقة تعلمين ...
نظرت لها جيندا بمرح و قالت بثقة
- بالطبع أود مساعدتك ، من أين نبدأ إذا ؟
أحست شيريل بالراحة لتقول زامة شفتيها
- في الحقيقة لم أفكر كيف أبدأ أصلا ، لذا لنقم بالأمر معاً ؟
- لنذهب إلى أحد العرافة ؟ ما رأيك
نظرت لها شيريل بتردد قليلا و لكنها أومأت في النهاية بإبتسامة
- هيا بنا إذا !

و بعد لحظات إنتقلوا لمكان غريب قليلاً في ويتريلم ، لم يسبق لشيريل القدوم لمثل هذا المكان قبلاً
- كيف تعرفين هذا المكان جيندا ؟
قالت شيريل بإستفهام
ضحكت الأخرى و قالت
- عندما كنت طيفاً لم تكونِي أول شخص قصدته بل بحثت في أرجاء ويتريلم عن شخص يساعدني... فكرت أن العرافين يستطيعون مساعدتي ، و لكن ليس تماما فقد أخبروني أن أقصد غريتسل للمساعدة أي لم يشيروا إليكِ تحديداً
لم ترد شيريل بل إستغلت بتفحص المكان لقد كان عبارة عن أزقة مظلمة و قذرة و يبدو أن الأشخاص هنا ليسوا لطفاء كثيراً
شدت شيريل على عبائتها أكثر مخفية شعرها و قالت لجيندا
- إلى أين نحن متوجهون بالتحديد ؟
- لأشهر عراف هنا "ساندر" ردت بثقة
- أليس لدى العرافة الكثير من المشاكل مع معظم المخلوقات ؟ ... لماذا
سألت شيريل بخفوت تجنباً لسماعها من قبل أي شخص مار و الوقوع في مشاكل هم في غنى عنها
- حسب ما أعرف ، لقد كانوا غير مخلصين ... أي يقومون بمساعدة من يدفع لهم فقط سواء أشرار كانوا أو أخيار و كما تعرفين أدى ذلك للعديد من المشاكل الملكية ... لاحظت شيريل بأنهم إبتعدوا عن الحشد أكثر و إقتربوا من حدود الغابة من جهة أخرى ، و لحسن الحظ لم يتعمقوا في الغابة أكثر إذ سرعان ما إقتربت جيندا كوخ منفرد في مكانه و قد كان متهالك بعض الشيء
طرقت الباب مرات عديدة و لم يفتح أحد الباب
- يبدو أنه لا يوجد أحد جيندا ... أسنرحل؟ قالت شيريل بضيق
تجاهلتها جيندا و همست بغيض
- ذلك العجوز الكسول! و قد فآجأت شيريل عندما إقتربت من إحدى النوافذ و قفزت داخلها ، لم تلبث لحظات إلا و قد فتحت الباب لشيريل مشيرة إليها بالدخول ترددت شيريل للحظات قائلة
- أليست هذه جريمة؟ إقتحام بيوت الناس ...
قلبت جيندا عينيها قائلة بنفاذ صبر
- يال قلبك الطيب شيريل ، لا تخافي لن يصيبك مكروه معي ، ثقي بي
تنهدت شيريل بقلة حيله و دخلت قائلة
- ذكريني ألا أخرج في أي مغامرة لوحدنا
تجاهلتها الأخرى تماما و أشعلت الشموع الموجودة على الطاولة و الرفوف بسحرها
كان من الواضح أن الكوخ يكون مهجوراً معظم الوقت
- إجلسي هنا
قالت جيندا بسرعة مشيرة لشيريل بالجلوس على الأريكة الوحيدة في الغرفة لم ترد عليها لدخول الأخرى في أحد الغرف في الكوخ و قد بدى و كأنها تعرف المكان بالفعل
نظرت شيريل للأريكة بإشمئزاز لقد كانت متسخة لذا فضلت الوقوف للأبد على أن تجلس في هكذا مكان
و قالت بصوت شبه عالٍ باحثة بعينيها عن الأخرى
- أتعرفين مالك المكان جيندا؟ ... سمعت صوت جيندا تتحدث بصوت عال مع شخص ما على ما يبدو ، لذا أسرعت شيريل باحثة عنها في الكوخ الذي بدى فجأة أكبر بكثير من مظهره الخارجي و هذا لاحظته الآن فقط
و أخيرا وجدت ضالتها و قد كان تتحدث مع شخص ليس بكبير في العمر كثيرا ، لقد كان يبدو أنه في الثلاثين من العمر و هندامه مرتب نوعاً ما ، حسنا هذا الشيء غير إعتيادي عندما نتكلم عن العرافين المميزين بمظهرهم الرث و قلة نظافتهم ، كانت الواقفان أمامها يتشاجرون أو بالأحرى جيندا توبخ ساندر ، الذي يستمع بملل و يبدو أنه أفاق من نومه للتو ، كان مظهرهم مضحكاً بعض الشيء و لكنه ليس الوقت المناسب لذلك حقا لذا أصدرت حمحمة من حلقها لتجذب الانتباه
كان ساندر أول من إنتبه لها لتتوسع عيناه للحظة و سرعان ما عاد طبيعياً ليقهقه و يقول لجيندا التي توقفت عن الكلام
- جيندا ، الن تعرفيني لصديقتك الحمراء
نظرت له شيريل بغيض لطالما كرهت هذا اللقب فقد كان سيزر و دارين أكثر من يقوله
لمحت جيندا شيريل لتقول بنبره جدية لساندر
- إنه ليس الوقت المناسب لفكاهتك الرديئة ساندر ، نحن هنا لطلب مساعدتك...
قهقه الآخر بإستفزاز ليتجاهلها و يتقدم لشيريل التي خافت قليلا منه و لكنه مد يده لها طالباً مصافحتها
ترددت هي قليلا لتصافحه أخيرا
و مجدداً تغيرت ملامحه في أقل من ثانية و عادت لسابقتها ، أحست شيريل بأن مصافحتهم قد طالت أكثر من ما يجب لتنظر له بحنق و تبعد يدها عن خاصته
همست بإنزعاج لجيندا
- أ هو مختل أم زير نساء !
ضحك ساندر لسماعه مقولتها ، لتنظر له جيندا بملل و تقول بخفوت
- الاثنان على ما يبدو
- لما أنتِ قاسية هكذا جيندا ، أنا قريبك يجب أن تعاملني بلطف أكثر ، لا أن تقف ضدي
قالها مبتعداً عنهما ، تاركاً شيريل بصدمة
- لم تقولي لي بأنه قريبك جيندا !
تنهدت الأخرى و قالت مبتعدة
- و الآن ها قد عرفتِ ، لم يتغير شيء في العالم صحيح ؟
نظرت لها شيريل بحنق و تبعتها خارج الغرفة الكئيبة

__________________

السايرين كائنات تعيش لمئات السنين لذا خاله جيندا الملكة غلوريا لا زالت حية
و بالرغم ذلك إلا أنهم لم يكونوا بتلك القوة حقا ، فقد كان جل إهتمامهم بالبحر و المحيطات و الجمال

|| شيريل أفالكا ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن