٣

15.6K 285 81
                                    

على صوت طرقات الباب المُزعجه بنسبه لها فتحت الباب من غير ما تسأل من واقف خلفه ليأتيها صوتها وتوبيخها المعتاد : عِلامك ما تسألين من ورى هالبيبان ؟ كل من دق بابك فتحتي له ؟ ياويلي عليك يا بنتي ماهسمع اخبارك الا بقنوات الاخبار على الفعله
حركت رأسها باسف وضحكه على التوبيخ الي يتكرر شبه يومي ورغم انها مافتحت الباب الا انها واثقة ماغير جدتها بيزورها ولكن خوف الجدة الحنونه عليها اقوى من كل شيء لتنطق ببسمة : تعالي ياست الكل مايصير خاطرك الا طيب وبحط كاميرا اراقب الي جاي قبل لا افتح
الجدة فاطمة : اي كذا لأجل انام مرتاحه من هالبيبان
مشت خلفها وهي تبتسم من كلامها الي تكرر على مسامعها الاف المرات واكملت جدتها وهي تتفحص المكان بانظارها : يا بنّية ! متى اخر مره رتبتي الكنبات ؟ ومسحتي الارضية ؟ ولمّعتي الزجاج ؟
شوق والتعب واضح فيها : والله يا جدة اني يومين بهالمستشفى من عملية لعملية يدوب ارجع ابدل الثياب واخذ ساعتين نوم
الجدة فاطمة بعصبيتها وهي تكره تشوف البيت بحالته هذي : ماهب عذر ! اجل عاجبك حال البيت ؟ الي يشوفه مايصدق ان فيه اوادم عايشين!
وعلى الرغم ان الجدة بالغت بوصفها ماكان لدرجة ذي ولكن معرفتها ان شوق مُحبة لترتيب صدمها بعثرت البيت هكذا !
رفعت انظارها شوق لها ببجامتها الحريريه تاركه شعرها الغجري الطويل يسرح ويمرح بملامحها نطقت بتعب من تراكم الاعمال عليها : تصدقين يا تَيتّه ؟ مشتاقة لنومة بين احضانك لذاك الدفىء الي فقدته هاليومين
ناظرت له جدتها باسف منها ومشت معاها للغرفتها وهي تضع عباتها المزروعه برائحة البخور والعود المميز فيها
جلست على السرير وهي تفتح يدينها للبنّية العذبّة الي ركضت لحضنها وكان هذا الشيءالي تنتظره طول الايام السابقة .،
اقفل الباب من وراه وهو يمشي بخطوات بطيئة محاول ان لا تسمع هالخطوات الا ان كل محاولاته باتت بالفشل لما التفتت بضياع تدور بنظرها الاعمى وهي تنطق مايقوله لها قلبها : وليد ؟ يابني ؟
تقدم لها بسرعه وبلهفه وشوق : لبيه ياعيون وليد ؟ لبيه يا قلب وليد ؟ لبيه يا ضعف وليد ؟
رفعت يدينها للهوى تطلب قربه ورمى جسده الصلب في احضانها الدافئة وهو يتأمل تفاصيلها الصغيره المُنسيه
عمته وروح روحه هذيك المرأة الي كفلته هي وزوجها بعد وفاة اهله خذته بحضنها وحنانها وماقصرت معه بشيء وترملت بعمرها الصغير رفضت من بعدها تتزوج لأجل مايشغلها شاغل عن وحيد اخوها وحبيبها الي بقيت تربيه وتعلمه وهي بعز حاجتها وشاءت الاقدار لتفقد هالعمّة الحنونه بصرها وتصبح مكفوفة العينين لتتغير الاقدار ويصير وليد حارسها وحاميها والمعتني فيها تارك دراسته لأجل بس يقدر يوفر لها احتياجاتها
كان مبلغ عمليتها الهائل لذاك الفتاه هو السبب لدخوله بعصابه اللهب وتجميعه لكل المبالغ واعد نفسه يرد دينها ويرد حياتها الي همَشتها لأجله ..
العمة هناء وهي تمرر اناملها على وجهه وعرضة اكتافه الضخمه وشعره وكانها تحول تعطي كل جزء فيه مقدار من شوق قلبها : طولت الغيبة هالمرة عسى دراستك بخير وانت بخير ؟
اغمض عيناه بهدوء وهو كاذب عليه انه مازال يدرس دراسات عليا وهو حتى الجامعة ما اكملها همس بضعف وقهر من كذبه الي اجبرته الظروف يعيشه : اي يالغالية انا ودراستي كلنا بخير وبنعم الله .، الا انتِ يا نظر هالعين وش هي احوالك ؟
اردفت وانظارها تدور بضياع : الحمدلله بنعم من الله ثم منك
: لا لا يا عمّة انا مالي فضل عليك كل الفضل منك
حرك انظاره للبيت الواسع الكبير ولولا معرفته بلهيب ما كانت عمّته بالبيت الفخم ذا يوم كانو ببيت غرفه اصغر من يُعاش فيه بجدران يخيل لك انها باي لحظه سوف تسقط عليك غير حاله للڤله الواسعة بأركانها الفخمه وخدمها الكثر وكل ذا بس لأجل عمّته ولأجل يطمئن عليها اثناء سفره المتواصل رفع نظره للخادمه الي دخلت بدواء تناوله لعمّته وخادمة اخرى ترتب طاولة الطعام وخادمة اخرى تضع الطعام بانواعه المُحببه لصاحبة الوجهه البشوش والعين المكفوفه ابتسم باتساع وارتاح باله وتأكد ان عمّته بخير وكل اوامرها مجابه
وراح ياخذ ويعطي بالحّكي معها حتى يجهز الاكل

جريمة على ساحة خصرها !Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora