٤٠

7.8K 159 30
                                    

على الظهريه ..
مشى للاستقبال وهو ناوي يكتب خروج لحسن لانه صار بخير وأساسًا من اول بخير بس هو اصر عليه يجلس يتاكد وان بعد غيبه لهيب و وليد كل شيء صار عليه واستقبله برحابة صبر .. وقف عند الاستقبال وهو ينتظرها تخلص الاجراءات.. التفت لسحب صادر من اسفل ثوبه السكري وواضح انها يدين صغيره .. نزل انظاره باستغراب لذاك الطفل المعلق بثيابه وهو يبتسم ببراءه تلين الحجر من رقتها .. ماقدر يمنع نفسه من الابتسامة وهو ينزل لمستواه ويرفع له بضحكه يتأمله من فرط جماله وعذوبته وبراءته ونطق الطفل بطفولة وعدم فهم : ببابا
تراكمت ابتسامات شهم الي احتضنه وهو ينطق بضحكه : ياقلب بابا انت ! فينه بابا ؟
وهنا اكمل الطفل نداءاته الضائعه وهو ينطق :  ماما
اتسع مبسم شهم فوق اتساعه وهو يشوفه كيف رفع يده الصغيره لشماغ شهم يداعبه واكمل شهم وهو يمشي معه لكراسي الانتظار : ايش اسمك يا بطل ؟
كان واضح انه ابن الثلاث سنوات او الاربع وكان فطين وفاهم عليه رغم صغره وقت نطق بحماس من الشخص الي يحدثه وكيف انه انجذب له واكمل بنفس نبرة البراءة : أنس !
رفع انظاره شهم له وهو يتذكر شيء ماوده يتذكره عبارات و حوارات انرمت عليه وهو ماوده يتذكر ماضي مؤسف وحزين له .. رفعه وهو يشده لحضنه بينما كان جالس في الكراسي واحتضنه بهدوء تحت نظرات المارين الي ابتسموا وهم يظنونه ابوه ..
-
في الجهه المجاوره انجنت وهي تشوفه مو موجود ووصلت اعلى مراحل جنونها وهي تركض في ممرات المستشفى وتنده بخوف : انس يا حبيبي ؟ انس ؟
مثل المجنونه تمشي بين البشر بحجابها الاسود على اسود مايظهر غير حور عيناها وهي ترتجف بخوف من فقدان الشيء الوحيد الي تملكه .. كانت ترتعش وترتجف كل ماشافت حد لمح يدينها والشيء الوحيد الي تسويه انها تتمسك باطراف العبايه برعب .. وقت وصلت للاستقبال ومدخل المستشفى وهي تدور بانظارها مثل المجنونه .. وقت ارتعش كل شيء فيها وهي تشوفه .. تشوفه .. لا مو ابنها لا ، الشخص الي حاضن ابنها !
تنساه ؟ هي أساسًا قدرت تنساه ؟
ارتعش جسدها وقلبها وروحها وكل شيء فيها ، ضحكته ، نظراته ، كلامه ، ابتسامته ،
اختلف وكثير اختلف رغم ان ملامحه نفس ماهي لكنه صار جسده اكبر بتضاريس عضلاته الي كانت مختفيه عرض مناكبه وثوبه السكري الي وضح هيبة حضوره ، حتى طريقته الخاصه بشماغه اختلفت ، شعر وجهه الي ترتب بطريقه مذهله ، كل شيء فيه كان اجمل واجمل بكثير ، كل شيء تغير واحلو الا هي ! هي الي صارت اسوء واتعس واحزن واعذب من بعده .. هي فقط ..
التفتت على اليد الي مسكتها من معصم يدينها بقوة للحد الي ظنت انه كسر معصمها ! أساسًا هي ناقصه جروح ؟ وكل جزء بجسمها فيه كسر  و ضرب و كدمات و احمرار للحد الي بهتت فيه روحها واحترقت .. نطق بين اسنانه بعد ما مشى بعيدًا عن مكان شهم : شفتيه ؟ شفتيه حبيب القلب والخاطر ؟
نطقت بتعب وهي تدافع عنه مثل عادتها لان كل شيء ترضى به الا شهم : ولا توصل ربع رجولته
ما كان الرد الا مثل عادته بلف يدها للحد الي ظنت ان روحها طلعت وبيده الثانيه غطى فمها يمنعها من الصراخ وقت نطق بغضب : كلمه ثانية وودعي ابنك !

جريمة على ساحة خصرها !Where stories live. Discover now