٥٣

7.6K 166 18
                                    

التفتت لتلفزيون ولصورة القدس الي منتشره حولها وابتسمت بهدوء وهي تنطق بشوق كبير وكبييير حييل حيييل : يالله اديش اشتقت لها ! مابيوصف شوقي إليها ولترابها ولزيتونها واهلها وكل اشي فيها .. فش راحة بهدنيا من بعدها فش حياة وفش طمأنينة.. على كتر ما كان الحياة فيها متعبه بس كان بيكفي اني تحت سماء فلسطين وانو كل ما بتعب بروح إليها .. بس هلأ ما بلقاها بديش شيء غير ارجع إليها ..!
تنهد وهو يتأمل شوق الوطن الي ماعمره عاشه ولا يتمنى يعيشه ونطق بهدوء : حتى انا اشتقت للقدس ! قلت بتأمل قدس المسلمين المُحتلة حتى ترجع قدسي الحُرة ..
رفعت انظارها بهدوء وسقطت دمعتها وهي تشق طريقها في وجنتها الورديه .. رفع انظاره لها وهو يرفع يدينه يمسح دمعتها ويعقد حاحبيه بحيره : وش صار !
ابعدت يدينه وهي تحاول تمسح دموعها الا انها انهارت مثل النهر الجاري يابى التوقف .. ابعدت طرحتها المحيطه بشعرها والي اساساً كان مستغربها .. لتظهر امامها ملامحه الصادمه والغير مستوعبه وهو يرى نصفها الايمن يعانق كتفها اما الايسر فيعانق خصرها ! معالم الصدمه والانذهال والاندهاش سكنت وجهه وهو يتأملها بعدم استيعاب وينتظر منها كلمه او كلمتين ..
مسحت دموعها وهي تكمل بنبره مرتجفه وتعض شفايفها بين التاره والأخرى : فش اشي بقى لي بدنيا هي غير بيّه وانت .. واكملت بنفس الرعشه ودمعها سال بهدوء : اديت نصه بيّه وبقيت نصه الك .. بعتوه منشانه
اغمض عينه بهدوء وقهر قهر ! قهر رجل تملك منه ! نفس القهر الي تعوذ الرسول منه ! ضعف حس فيه بانها عاشت ذا وماجت عنده ! وقت فتح عينه وهو ينطق من بعده : ليه ماعلمتيني ! ليه ماجيتي عندي ! ليييه ليييه !
مسحت دمعتها وهي تشبك يدينها ببعض وتكمل حديثها : بيكفي الي عملتو منشاني كل هالوقت ! بيكفي انك عم تمشي بشارع سري مري منشاني ! بيكفي كل الامور هي ..
مايدري وش يقول يعاتب ؟ يزعل ؟ هو شايف ان الي فيها مكفيها وانها حملت اطنان من الجبال هموم مستحيل يزيدها .. هو بذاته حنون ولدرجه لا تصدق كيف مع البنت الي يحبها ..
تنهد وتنهد وتنهد بتعب وهو يتأملها ويتأمل الارهاق الي تحمله طفله القمر ومشى وهو يقف لدرج من ادراجه وماهي الا ثواني حتى عاد إليها بحيث انه واقف وهي جالسه .. انحنى بركبته على الارض ليصبح مقابلها بضبط وهي امامه تتأمله .. رفع عيناه لعيناها ولجنتيها الغير اعتياديه ومن ثم رفع يدينه لشعرها والجزء الايسر الطويل وبخبرته كونه ولد عاش مع مجموعه بنات رفع يدينه لخصلاتها وهو يجمعها ومن ثم يجدلها جديلة شقراء مذهله .. ليصل حتى خصرها وقف وهو يوقفها معه وبسبب فارق الطول كان سهل عليه يطلع المقص الي بجيبه .. يرفع رأسها من طرف ذقنها وابتسامة خفيفه تترسم بوجهه .. ثبتها ولخبرته قص جديلتها الطويله لترتمي شعرها في باطن كفه .. انزل نظره للجديله وهو يتأملها بهدوء ومن ثم ادخل طرفها في جيبه وابقاها ظاهره .. اعاد النظر لقدسه وهو يعدل تقصيص شعرها ويساوي بين الطول في الطرفين .. كان بارع في القص وجداً .. وبسبب نعومه شعرها الاشقر سهل له الموضوع.. ومضت دقيقه تتبعها دقيقه لتصبح مايقارب ربع ساعه او اقل .. ابتعد عنها وهو يبتسم باتساع يتأمل شكلها الي صار اجمل و اجمل و اجمل حتى انه لائق عليها اكثر من الطويل ! مسكها وهو يمشي معها للمرايا بحيث كانت هي مقابل المرايا وهو خلفها ممسك باكتافها ونطق باتساع ولهفه : عجبك ؟
تأملت نفسها وكيف انه قصه لها احلى من البنت الي راحت عندها وكيف عدل كل شيء وزادها جمال .. تراكمت ضحكاتها وهي تحرك رأسها يمين ويسار بسرعه لكي ينتثر شعرها ويتحرك معاها بانسيابية وجمال لامثيل له وهي تقف تناظر لنفسها بضحك وترد : بيجنن
ابتسم وهو يتأملها ومبسوط انه اعجبها وبهيام بحركتها : والله انتِ الي بتجنني ماهو هو !
انتشر بالمكان صوت الببغاء الي كان هادئ من غير ازعاج طوال الايام وكانه افتقدها ولانه بالغرفه الثانيه سمع صوتها وقت وقفت عند المرايا وردد في الارجاء باشتياق لها ولمعرفته بحضورها : دخيلوو انا !
تراكمت ضحكاتها في الارجاء وشاركها الضحك وهو يشوفها تدور بانظارها عليه وتكمل : اديش اشتقت الو وين مطرحو ؟
ابتسم باتساع وهو يكمل : في الغرفه الثانيه له ايام ساكت طلع مشتاق لك وانا مادري
وقبل ما تمشي سحبها من اكتافها لامامه وهو يرفع جديلتها وينطق بتساؤل : تسمحين لي احتفظ فيها ؟
التفتت له وهي تتأملها بين يدينه بهدوء وتردف بعدها : بتفكر توضعها مع باقي المسابيح ؟ بيصير تحتفظ فيهم ؟
اشار رأسه بالايجاب ببطئ لتكمل بعدها : خذهم كلهم عنديش مشكله ..
ابتسم وهو يرفع يدينه ينفض الشعرات الي كانت منتشره في عبايتها و حتى بجسدها ومن ثم يكمل باتساع : اشرايك تروحي الحمام علشان شعرك منتشر حولك وانا بطلع اجيب لك اغراض وخذي راحتك بالمكان اتفقنا ؟
حولت انظارها بتفكير وكان كلامه صح لان جسمها ونحرها انتشر فيه بسبب قصاته وتعديله لشعرها واردفت بعده : اتفقنا ..
ابتسم وهو يبعثر خصلات شعرها بين انامله وينطق بمزاح : دخييلوو انا
ومشى وهو يشوفها تضحك متجهه للببغاء تحدثه .. فتح الدرج وهو يشوف مجموعه المسابيح الهائله الي كان يشتريها منها .. وضع جديلتها بالمنتصف وهو يغلقه وانظاره لساعه بيلحق السوق الي قريب منه ياخذ لها كم غرض قبل ما يقفل ..

جريمة على ساحة خصرها !Where stories live. Discover now