٢٧

9.1K 191 30
                                    

بعد منتصف الليل ..

عمّ الهدوء في ارجاء المكان وثنايا المستشفى ..
مازالت بمكتبها وافكارها مشتته كل ماترفع ملف او اشعة تشغل بالها تروح كل محاولاتها بالفشل والاخفاق ..

وقفت وهي خارجه من مكانها ومتجهه لقسم الطوارئ وبين ايديها مفاتيح غرفتها ومجرد وصولها استقبلها امامها طفل في الخامسه من عمره وصل قبل بضعه دقائق ومثل العادة عند كل الاطفال الاشقاء اصابات اثر لعبهم دون معرفتهم بخطر ماحولهم ..

كانت اصابه في باطن كفه بس ماكانت خطيره تحتاج الي غرز فقط وبسبب بكائه اصبح المكان محطه ازعاج ولا رضى يسكت ولا عرف اي ممرض كيف يسكته ..

التفت الممرض على قدوم شوق ومانكر استغرابه بوجودها هنا لان هذا مو قسمها وأساسًا الوقت متاخر على وجودها هنا لكنه تجاهل كل ذا وهو يحمد الله لان الطفل ماكان راضي يسكت ولا سمح لحد ان يتقرب منه حتى وهنا نطق بانزعاج واضح في ملامحه : دكتورة شوق تكفين شوفي لنا ذا مو راضي يهدأ ونكمل شغلنا ..

ابتسمت باتساع وهي تجلس بجانبه وتمسك يده السليمه ومجرد مالمحها او تقريباً لمح السماعه الطبية الي في عنقها مد يده وهي يحاول سحبها ..
زادت ابتسامتها وهي تعطيه وتثبته على اذنيه وتحطه على صدرها الايسر بجانب قلبها وتهمس بلطف : تسمع قلبي ؟
هدأ الطفل وهو يستشعر الصوت المنبعث من السماعه وبانذهال واندهاش عظيم اصابه اشار رأسه بالموافقه وهو مستمتع بسماع ..

اشارت للممرض وهي تشير له يجيب الادوات واخذت القفازات وهي تلبسها وتترك الطفل يحاول يثبت السماعات بايسرها علشان يكمل استمتاعه واكملت حديثها : ايش اسمك يا بطل ؟

اتسعت ابتسامته وهو ياخذ السماعه ويثبتها بصدره محاول سماع قلب وكل هذا بيده الوحيده السليمه وهنا رد عليها : وسام ، واكمل حديثه بخيبه : ماعندي قلب !

تراكمت ضحكاتها وهي تشوفه ياشر على السماعه بمكان مختلف من صدره ومسكت يده السليمه وهي تثبتها على السماعه وتضعه ايسر صدره بحيث انه الان يدينه على صدره ممسك بسماعه الي تبعث الصوت لاذنه وردت عليه ب : اسمع هنا قلبك ..

وبينما هو غارق في سماع نبضات قلبه كانت هي تخيط له جرحه بيده الاخرى بليونه ورشاقه وسهوله من غير ماحتى يحس بالم لانه أساسًا منشغل باستكشاف الصوت المنبعث من جسده والي كان من الاكيد راح يكون اغرب وافضل شيء يشعر به ، لفت على يدينه الشاش وهي تثبته وتبتسم باتساع وقت ابعدت القفازات ونطقت : خلصـنا ، واتسعت ابتسامتها وهي تتذكر ان هنادي اعطتها حلوى ومدت يدينها لجيبها وهي تاخذها وتناوله وهي تداعب شعره ولكن حتى الحلوى ماجذبته لانه مشغول بسماع قلبه وهنا نطق وهو عاجبه الي يسمعه : قلبي ايش يقول ؟

كان تساؤل مرح وبريئ منه وكانه يستشعر ان نبضات قلبه أساسًا تقول سر لا يعرفه احد وبدأ يسالها هي كونها الشخص الي عرفه على هذي النبضات ..

جريمة على ساحة خصرها !Where stories live. Discover now