٦٣

7.8K 160 88
                                    

هالمرة كان الضحك من نصيبها هي وهي تشير رأسها برفض باستمرار تردف : انت ماتدري عن شيء ! انت تجهل كل شيء !
اعتلى صوته بغضب وقهر وغيرة مكبوته بداخله ليطلع من ذاك الهادئ اعصار : ان كنتت انا اجهل ! فشوارع باريس تشهد !
تقدمت بخطواتها له وهي تشير رأسها بالموافقه تتبعها دموعها المنهمره كسيل وبحكم انها كانت ترتدي بنطلون وبدي وجاكيته كان اول شيء سوت هي محاوله نزع جاكيتها بين كل المها يعتلي صوتها امامها : مو بس شوارع باريس تشهد ! وشوارع نيويورك وشوارع لندن وشوارع اليابان وشوارع اليونان  !
وقتها انتزعت جاكيتها تحت حديث شهم الي تراجعت خطواته بصدمه وهو يشوفها تنزع ثيابها ونطق : ايش قاعده تسويين !
ما كانت تحتاج تبعد كل شيء اكتفت بنزع جاكيتها لان أساسًا كل جروحها راح تظهر من جوانبها لتكمل حديثها بدموع منهمره من عيناها واخيراً وصلت للحظه الي تشكي له وتعاتبه بعد ما انتظرتها سنننين ومنينن : كل الارض تشهد بالعذابب الي عشتته طول خمس سنوات ! كل العالم يعرف وكل الدكاترة تعرف وكل الاسواط و الحديد والنار تعرفف ، حتى الجنوب تعرف ! بس محد تكلم محد انتبه محد اهتمم ! انت ماتعرف انا ايش عشته وانا من اي جحيم طلعت ! انت ماتعرف حياة الذل الي عشتها وسنين الالم ! انت ماتعرف كم مره كررت اسمك بالليل ولا جيت ! كم مره شفت طيفك وصحيت ! كم مرة حكيت لأنس عنك حتى صرت انت بطله !
انت ماتعرف شي ! ماتعرف !!
كيف كان باعلى قمم الصدمه وعدم الاستيعاب وانظاره لجروحها والامها وكان هذا اخر شيء توقع يشوفه كان بمكان واقف يناظر لها من غير حراك من غير اي تعبير لانه اساساً مو مستوعب شيء علشان يعبر !
كيف تقدمت له وهي تصرخ بوجهه بعد ان حاولت رفع البدي الا ان يدينه كانت اسرع وهو يمنعها وقتها ابتسمت بتبلد بين دموعها ونطقت : خايف تشوف ؟ خايف تكتشف مُر الحقيقة ؟ خايف يا شهم ؟
كيف انهمرت دموعها وارتفع صوت بكائها وكانها طفلة وكانها تتحرر من قيودها بصرخاتها الي استمرت ثواني عديدة مرت عليه مثل سنوات العُمر وهي تهمس بالم وصراخ وخوف وكل مشاعر التناقض : على الرغم الي سواه عدنان فيني ما كان اقسى من لحظه انادي على اسمك فيها ولا تيجي !
كيف رفعت يدينها المرتجفه والمرتعشه تلك الي كانت صغيره جداً مقارنه بحجم صدره وبروز عضلاته وهي تبدأ بضربه ببكاء وصراخ ورغم ان ضرباتها ما اثرت فيه الا انه حسها جبال ترتمي عليه وصوت نحيبها الممزوج بكلماتها الضائعه : لييه رحت ! ليه ماجيتت ! قلت شهم و شهم و شهم بس ماجييت ماجييت ! ليه خليتني لييه رحت وعشت بقصور وملكت أموال وتركتني ؟ لييه ليييه؟
كيف ان ضرباتها كانت متواصله بعد كل كلمة تقولها وكيف انه كان بموقف اصعب منها وبشيء ماتخيله حتى وبرعشه ماظن لها وجود والاهم بقههر وقههر نفس القهر الي تعوذوا منه المسلمين ، قهر الرجال !
كيف رفع يدينه يمسكها قبل ان تسقط بالارض بتعب اثر الي جرى لها .. كيف شّدها له رغم هيبة الموقف وخوفه ورعبه ومحاولته بعدم احتضانها دامها ما تحل له واكتفي بمساعدتها على التمسك ..  وهو ينطق اخيراً طالع من صمته : مارحت مارحت ! وانتِ عارفه ان هم اخذوك مني واني ما ملكت شيي حتى اخذك ! مارحت انا بعدي في لحظة الوداع واقف ! رُوحي هناك وقلبي هناك الي قدامك تراه جسد لا قلب ولا روح ! تذكري وقت رفعت يديني الوح لك ؟ ترى مالوحت لك لوحت لروحي الي تبعتك ..

جريمة على ساحة خصرها !Where stories live. Discover now