٢٣

8.5K 207 17
                                    

بعد ايام ...

: دكتورة اصطدمت سيارة فيها خمس مصابين كل واحد حالته اخطر من الثاني ..
ركضت وهي تاركه كل الي بيدها متجهه لسيارات الاسعاف الي وصلت وانتشر صوتها بالمكان بفزع ركض كل الموجودين منهم من اتجه للاسعاف ومنهم من كرر قوله « لا حول ولا قوة الا بالله » « إنا لله وإنا إليه لراجعون » « الله يصبر اهلهم » وغيرها وغيرها من العبارات التي تم تداولها والرحيل عن المكان بحزن من المنظر
وانزل من اول سياره مريض وتكلمت ممرضه الاسعاف : ضغط قلبه ٨٠ على ٦٠ ويفقد وعيه بشكل متكرر ..
وضعت يدها على عنقه وهي تستشعر نبضات قلبه واردفت : توقف قلبه يحتاج الى انعاش قلب رئوي
وانصرفت الممرضه مع الطاقم وهي تسحبه باتجاه المستشفى وتكمل طريقها للمريض الثاني وهي تتفقد حاله وتأمرهم : ابدؤوا معه بالتستيل الوريدي
وصل المريض الثالث الي كانت اخطر حاله واحتمال يتعرض لبتر ساقه واردفت بامر : جهز غرفة العمليات
والتفت بركض للمريض الرابع وهي تسمع من الممرضه نبضات قلبه وضغطه واردفت :  عنده كسر فخذي مفتوح يمكن انكسر حوضه برضوا ، سوا له اشعه مقطعية ونظف الجرح اولاً ، تفقد الاشعة واتصل بي اذا كان في اي نزيف ..
اما المريض الاخير كانت حالته افضل من الباقي وتركته عند الممرضين وهي تركض باتجاه غرفه العمليات وقاطع طريقها جهاد الي اردف بعصبية كانت من حرصه اكثر من كونها من غضبه : شوق ! صار لك يومين مداومه لا ارتحتي ولا غيره ارحمي نفسك حنا بنكمل الشغل !

اطالت النظر فيه بهدوء واردفت من بعدها : في شيء مهم اكثر من حياة المريض لطبيب ؟
بادلها النظرات الي تربك قلبه وتشتت تفكيره واردف وهو يحاول مايظهر شيء : الراحه مهمه لكل طبيب والا كيف بنعطي الراحة للمرضى وحنا مانملكها ؟
مثل عادتها رمت نظراتها عليه وهي ترد قبل ماتمشي ب : في مريض عنده احتمال كسر بالحوض روح له واتصل على دكتور إيهاب يكمل مع باقي المرضى ..
وماسمحت له برد لانها ركضت باتجاه غرفه العمليات وهذا اليوم الثاني الي تبقى فيه بالمستشفى من غير ماترجع البيت لان مجرد التفكير في الي حصل بالبيت يربكها ويبث الرعب بجوفها وهي قاعده تحاول تشتت انتباهها وتبعد عن عقلها التفكير فذاك الي ماتدري عنه اي شيء غير رائحته وعيناه الي حفظتها ..
مر الوقت ودقيقة ورى دقيقة وساعة ورى ساعة ولحظة ورى لحظة حتى انتهى بعد ما انزلت يدها بتعب من انتهى عملية تضم لاصعب العمليات البتر ومجرد مارفعت رأسها انتشر بالمكان تصفيق الممرضين وكل الحاضرين من رهابة الموقف ومن ختامه الطيب الي ارعش قلوب الحاضرين ومجرد مانهت تنهيدتها وابتسمت من تحت كمامتها وهي تزيل القفاز وتغادر من الغرفه بهدوء ومجرد ماستقرت خطواتها في غرفة تبديل الملابس ازاحت كل مافي رأسها لينتشر حولها شعرها الغجري وهي تجلس على الارض بارهاق وتحني ظهرها للجدار وتغمض عيناها وافكار توديها وافكار تجيبها وقاطع خلوتها صوت الخطوات الي توقفت امامها ومجرد مافتحت انظارها جاءها صوت هنادي الي كانت متكتفه وانظاره لها : ايه الي جرى ؟ حالتك ماتغيره كدا ليه ؟ الميّ بتمشي تحت ارجولنا ومابنحس فيها يا خيتّي ؟ ماتفكري اني ناسيه الليله هديك هلأ بتحكي لي كل شيء صار معك !

جريمة على ساحة خصرها !Where stories live. Discover now