٣٥

8.7K 167 43
                                    

نفس الليلة الممطره ونفس البلده العاشقة ولكن في جانب اخر .. عند غيث الي التفت لشباك بمكتبه وهو يشوف المطر واخذ مفاتيحه وهو ناوي يخرج من المكان لبيته يكمل ليلته هناك ..
عند اوتار الي خرجت من عند غيث ووقفت برا تنتظر السواق لكنه خاب توقعها لانه راح وتتصل عليه مايرد وتساقط المطر من حولها ومافي حد موجود الان .. وتقريباً ابتل السواد من حولها وهي تفرك يدينها بتوتر من شدة البروده وتقربها لفمها تنفخ عليها بتعب .. ولكن اركانها كلها تصلبت بلحظه !
غيث الي طلع وشافها كيف مبتله وتنهد بتعب وهو يفسخ جاكيته العسكري ويمشي لها ويضعه فوق اكتافها بهدوء تحت رعشة يدينها ونطق : فين السواق !
شدت على جاكيته وقت داهمها رائحه عوده وعطره المذهله وببروده واسنانها تضرب بعضها : ما جاء
تنهد بحيرة وهو يمشي لسيارته تارك داخله بلوزه سوداء ساده فقط وبركض فتح السياره ودخلها واقترب منها ونطق ب : تعالي اوصلك
اشارت براسها برفض وهي ترد وصوتها فيه الرعشة : مافي داعي شوي ويجي
تنهد بتعب من عنادها وهو يكمل حديثه : مب لسواد عيونك علشان ابوك بس اركبي الساعه اثنين محد بيجي لك الحين !
تنهدت وهي تشوف انه معه حق وركبت السياره بهدوء وقت قفل غيث التكيف وابعدت جاكيته المرصوصه بالنجوم والمنتشر في رائحة عطره الي اختلطت بعبابتها وصارت نفس ريحته وناولته وهي تفرك يدها من شّده البروده ..
-
في الجانب الاخر الممطر ..
وعند اضواء الي كانت مظلمه وعكس اسمها
امام الشباك تتأمل الامطار وخاطرها مكسور كسر ماله جبر وامالها كلها طاحت بالارض وماتوقعت هذا الشيء ابداً .. كان الغيم يمطر وعيونها تمطر ! بخيبه امل وضياع قلب ورجاء وحب مات واندفن !
التفتت على الشخص الي خلفها وضع طبق من الطعام بجانبها وحنى رأسه ليصبح موازي لها ونطق بابتسامة : على هالجو الممطر محتاج طبق اضواء !
التفتت له بنظرات عتب مافهمها وهي توجهه نظرها لطبق ومن ثم له بحزن وكسر خاطر بجوفها .. وتركت وشاحها وهي تمشي وتتجاهله رغم انه ركض لها ومسك معصمها وبصدمه : اضواء !
نفضت يدها منه وهي تمشي مبتعده عنه وتطلع لغرفتها وتغلق الباب لتتبعها سيل دموعها المنهمر .. تحت طرقات ريان للباب وندأه لها ولكنها ماستجابت ونطق بعدم فهم : فيني من التعب ماتحمله مدينة انتِ الضوء الوحيد فيها لا تنطفئ وتحرقيني معك !
ورغم ذا كله ماردت ومشى خارج لغرفته وهو يستلقي بتعب والتفت لجهاز اللاسلكي وفتحه وتنهد وهو يردف : جاء المطر لبلاد الجنوب مثل جيتك لبلادي ..
التفتت لصوت المنبعث من الجهاز واخذته وهي تحتضنه وهي تشوف ان حبها من طرف واحد وانه مايهتم لها ابداً وكل ذا بس امر من ابوها ..
جاهله انها تاركه عاشق يتعذب بليلة مطر !!
وخيبه وخيبه
ودمعة ودمعة
وليلًا طويل اظلم انوار المغيب
وابتل ابتل الخد ..

عند غيث الي وقف سيارته امام بيتها والتفتت له وهي تبتسم وتنطق بهدوء : شكراً
اشار براسه بالموافقه وهو يشوفه تاخذ شنطها وتنزل ركض لباب بيتها .. وقبل ان يحرك سيارته التفت لمفاتيحها المرميه بالارض ورفع انظاره وهو يشوفها تدور لمفتاحها بشنطتها .. ابتسم وهو ينحنى وياخذها وينزل من سيارته وهو يركض ويبتل بالمطر حتى وصل لها ومد لها المفاتيح بضحكه ويدينه تداعب شعره المبتل ونطق ب : نسيتيه !
ابتسمت وهي تاخذه من بين يدينه وتفتح الباب وقبل ان تدخل نطقت باستعجال : وقف شوي
وبالفعل دخلت وغيث ينتظرها بالخارج لبضع دقايق ورجعت وهي حامله بيدها مظلمه وتناوله اياها وهمست بهدوء : اعتبرها مثل كلمه شكراً
اتسع مبسمه وهو ياخذها ويفتحها بحيث صارت مغطيته هو وهي ويتأمل رمش عيناها الناعسه بهدوء واكتفى بابتسامة ساحرة تارك عطره عندها ورائحته..
وبين الرمش والرمش
وبين العطر والعطر
وقطرات مطر رسمت تحت مظلاتها
سجن وسجين وسجان ..
-
مايدري ليه كل هالوقت بعيادته بس كل الي يعرفه انه الجو ممطر وصعب عليه الان يخرج منها .. جهز قهوته وهو ناوي يعيش اليوم الرائع هذا .. وبين هدوءه ودخان القهوة انبعث بالمكان صوت طرقات الباب المستعجله .. ومشى باستعجال وهو يفتحها لتقف امامه البنت الي سرقت قلبه من جوفه واغرقته .. كانت مغطيه قفص الطيور بلباس قديمه وهي تركض بالشوارع بعد ماضيعت طريقها وكان وجهتها عيادته وهي تدعي انه موجود .. وقت دخلت وهي تنطق باعتلى انفاسها : شمس و بحر ابتلوا من المطر عم نغرق خيّو !
اخذ القفص منها باستعجال وهو ياخذه ويمشي لداخل بعد مادخلت وفتحه وهو يطمن عليهم ويقربهم لمكان دافئ واكمل : حتى انتِ ابتليتي بعدين لا تقولي لي خيّو مره ثاني !
رفعت انظارها بهدوء له وهي تجلس على الكنبه وترتب شعرها الي التصق بوجهه القمر من الماء وتنطق برعشه : مايهمش هدا الحين اهم اشي مايصيرش لهم اشي
اشار برأسه بهدوء وبابتسامة : ماصار لهم شيء بخير
اتسعت مبسمها والتفت لها وهو يشوفها لبست الثوب الي شراه والعبايه نفسها وزان شكلها فوق زينه ونطق بحيره : ليه طلعتي الحين ؟
رفعت الوصفه الي ابتلت وهي تحاول تجفيفها واكملت حديثها وهي تناوله : إلقف هي شوفها ائديش ابتلت ! هلأ كيف بدي اجيب له الدواء ؟ صار اكتير تويان وضيعت الوصفه شو بدي اعمل ؟
اتسع مبسمه وهو ياخذها ويتفحصها بنظره ويكمل حديثه : لا تخافي الصباح رباح واروح اجيب لك وصفه ثانيه ..
اعتلى ملامحها الفرح وهي تنطق بحماس : عنجد ؟
ابتسم لها وهو يشوفها تتثاوب وناولها كوب القهوة واردف بعدها : اي عنجد ، خذي هالقهوه اشربيها وتدفي بدخل اكلم امي وراجع لك ..

جريمة على ساحة خصرها !Where stories live. Discover now